موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر
في اليوم الثالث من زيارته إلى البرتغال بمناسبة اليوم العالميّ للشبيبة، شارك البابا فرنسيس، مساء الجمعة 4 آب 2023، في صلاة درب الصليب التي أقيمت في حديقة إدواردو السّابع بالعاصمة لشبونة، مذكّرًا بأنّ يسوع يواصل السير معنا اليوم، ممتلئًا بالمحبّة والرجاء لكلّ واحد منا.
وفي حديثٍ له من القلب، قال الحبر الأعظم بأنّه "عندما كان يسوع بيننا، فإنّه سار يشفي المرضى، ويعتني بالفقراء، ويحقّق العدل.. لقد كان يسير ويكرز ويعلمنا". لكن، "الطريق الأكثر نقشًا في قلوبنا جميعًا كان طريق الجلجلة، درب الصليب".
وشدّد البابا فرنسيس على أنّ "طريق يسوع هو خروج الله من ذاته، والخروج منه ليسير بيننا". وذكر بالكلمات الافتتاحيّة لإنجيل القديس يوحنا؛ "والكلمة صار جسدًا فسكن بيننا. الكلمة صار إنسانًا وسار بيننا. وهو يفعل ذلك بدافع الحب".
ودعا قداسته مستمعيه إلى التفكير في تلك الأشياء التي تجلب الحزن إلى حياتهم، مع التذكير بأنّ "يسوع معنا هناك، وهو يبكي معنا، لأنّه يرافقنا في الظلام الذي يقودنا إلى البكاء"، داعيًا إياهم إلى مشاركة أحزانهم مع السيد المسيح في صمت قلوبهم.
وبعد دقيقة من الصمت، أكد البابا فرنسيس للشباب أنّ "يسوع بحنانه يمسح دموعنا الخفيّة"، وهو موجود دائمًا لكي يخلص من وحدتنا ومخاوفنا ولملء العزاء. وفي الوقت ذاته، فإن يسوع يدفعنا "للمجازفة بالمحبّة"، بينما يرافقنا دائمًا طوال أيام حياتنا.
وفي الختام، في لحظة صامتة ثانيّة، جدّد البابا دعوته للشباب إلى التفكير في معاناتهم وقلقهم وأيام بؤسهم، كما وفي "الرغبة لكي تبتسم الروح من جديد"، واختتم بكلمات تعزية، مشدّدًا على أن يسوع "يسير نحو الصليب، ويموت على الصليب، لكي ترجع أرواحنا إلى الابتسامة" مرة جديدة.
وبحسب القائمين على صلاة درب الصليب الخاصة بالأيام العالميّة للشبيبة في لشبونة، فإنّ الصلاة "تتجاوز التفكير بالآلام التي تحملها السيّد المسيح، نحو التأمّل والسماح لأنفسنا بأنّ نُصاب ببُعد محبّة يسوع الكاملة والسخيّة، والتي قادته لكي يبذل ذاته بنفسه من أجل حياة الآخرين".
وتناولت موضوعات صلاة درب الصليب، والتي اقترحها الشباب بأنفسهم، "الجراحات ونقاط الضعف التي يعاني منها شباب اليوم"، من فقر، وانعزال، وعدم التسامح، وتدمير الخليقة، والتبعيّة. ومن ثمّ، ربطها بمراحل الصليب الأربعة عشرة، لتشكّل "صلاة عميقة تمكّن الجميع من خلالها من إعادة اكتشاف القوة من يسوع، سواء في النور أو في ظلام حياتهم". وتضمنت بعض مراحل الصلاة، شهادات خاصة قدّمها شباب من البرتغال وإسبانيا والولايات المتحدّة حول الألم والأمل والمحبّة.