موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر
استقبل البابا فرنسيس، صباح الخميس 11 أيار 2023، البابا تواضروس الثاني، بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسيّة، والوفد المرافق له، الذي يزور الفاتيكان بمناسبة مرور خمسين عامًا على اللقاء التاريخي بين البابا بولس السادس والبابا شنودة الثالث في 10 أيار عام 1973، ومرور عشر سنوات على زيارته الأولى إلى الفاتيكان في 10 أيار عام 2013.
ووجّه الحبر الأعظم التحيّة ذاتها التي وجهها البابا بولس السادس إلى البابا شنودة الثالث خلال لقائهما التاريخيّ، قبل خمسين سنة، ألا وهي عبارة صاحب المزامير: "هذا هو اليوم الذي صنعه الرب، فلنبتهج ونفرح فيه"، مقدمًا الشكر للبابا تواضروس على قبول دعوته للاحتفال معًا بذكرى ذلك اللقاء وأيضًا بالذكرى العاشرة للقاء الأوّل الذي جمعهما عقب انتخاب كليهما.
وشدد البابا فرنسيس على أهمية اللقاء بين البابا بولس السادس والبابا شنودة الثالث، والذي كان نقطة تاريخيّة في العلاقة بين الكنيستين. وقال: لقد كان هذا أول لقاء بين بابا الكنيسة القبطية الأرثوذكسية وأسقف روما، كما ووضع نهاية لاختلافات لاهوتيّة تعود إلى مجمع خلقدونيّة، وذلك بفضل الإعلان الكريستولوجي المشترك الذي تم التوقيع عليه في 10 أيار 1973. وقد كان هذا الإعلان مصدر إلهام لاتفاقات شبيهة مع الكنائس الشرقيّة الأرثوذكسيّة الأخرى.
وذكّر بما أسفر عنه اللقاء، من تأسيس للجنة المختلطة الدولية بين الكنيستين الكاثوليكية والقبطية الأرثوذكسيّة والتي تبنت سنة 1979 المبادئ الموجِّهة للسعي نحو الوحدة بين الكنيستين، والتي وقّع عليها البابا يوحنا بولس الثاني والبابا شنودة الثالث. كما ذكّر بأن اللجنة فتحت الطريق لحوار لاهوتي مثمرّ بين الكنيسة الكاثوليكية والكنائس الشرقيّة الأرثوذكسيّة، وقد استضاف البابا شنودة اللقاء الأول لهذا الحوار سنة 2004.
وشكر البابا فرنسيس الكنيسة القبطيّة الأرثوذكسيّة على الالتزام في هذا الحوار اللاهوتي. كما شكر اهتمام البابا تواضروس الثاني الأخوي والمتواصل بالكنيسة القبطيّة الكاثوليكيّة، مذكّرًا بأنّ هذا القرب قد وجد تعبيرًا له جديرًا بالإشادة ألا وهو تأسيس مجلس كنائس مصر.
وقال: لا يتوقف بالتالي لقاء سلفينا عن حمل الثمار في مسيرة كنيستينا نحو الشركة الكاملة. وذكّر في هذا السياق بأن زيارة البابا تواضروس الثاني له في روما عشر سنوات مضت كانت أيضًا لتذكّر ذلك اللقاء التاريخي. وأشار إلى اقتراح البابا تواضروس الثاني حينها الاحتفال سنويًا بيوم الصداقة بين الأقباط والكاثوليك.
وفي حديثه عن هذه الصداقة، قال البابا فرنسيس: إنّ أواصر الصداقة بين الكنيسة الكاثوليكيّة والكنيسة القبطيّة الأرثوذكسيّة تمدّ جذورها في صداقة يسوع المسيح مع تلاميذه جميعًا والذين يسميهم أحبائي ويرافقهم في سيرهم كما فعل مع تلميذي عماوس.
وأكد البابا فرنسيس على أن الشهداء يرافقوننا في مسيرة الصداقة هذه، الشهداء الذين يشهدون على أنه "لَيسَ لأَحَدٍ حُبٌّ أَعظمُ مِن أَن يَبذِلَ نَفَسَه في سَبيلِ أَحِبَّائِه". وقال بأنّه لا يملك الكلمات للتعبير عن الامتنان للبابا تواضروس الثاني على إهدائه ذخائر الشهداء الأقباط الذي قُتلوا في ليبيا في 15 شباط 2015.
وأضاف: إنّ هؤلاء الشهداء قد تعمّدوا لا فقط بالماء والروح القدس بل وأيضًا بالدم الذي هو بذرة للوحدة بين جميع أتباع المسيح، ثم قال البابا إنه يسعده الإعلان اليوم عن أن هؤلاء الشهداء الواحد والعشرين سيتم إدراجهم في السنكسار كعلامة للشركة الروحية التي تجمع كنيستينا.
وفي ختام كلمته تضرّع البابا فرنسيس كي تواصل صلاة الشهداء، متحدة مع صلاة أم الله، إنماء الصداقة بين الكنيسة الكاثوليكيّة والكنيسة القبطيّة الأرثوذكسيّة، وصولاً إلى اليوم الذي سنتمكن فيه من الاحتفال معًا على المذبح ذاته.