موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر
اختتم البابا فرنسيس شهر أيار المريميّ، والمخصّص لإكرام سيدتنا مريم العذراء، مساء يوم الثلاثاء 31 أيار 2022، بصلاة المسبحة الورديّة من أجل السلام، وذلك أمام شخص العذراء مريم سيّدة السلام، في بازيليك القديسة مريم الكبرى في العاصمة الإيطاليّة روما.
وشارك في الصلاة الأشخاص المتضرّرين أو المشرّدين من الحرب والمهاجرين واللاجئين، بالإضافة إلى عدّة مزارات من مختلف أنحاء العالم، وذلك من خلال ربطها عبر تقنيّة الاتصال المباشر، لاسيّما تلك الموجودة في بلدان ما تزال تعاني من الحرب أو تبعات عدم الاستقرار السياسيّ.
وحضر الصلاة عائلة أوكرانيّة ممثّلة جميع العائلات المنكوبة بآفة الحرب، ومرشدون روحيون يجلبون الأمل والراحة للسكان المنكوبين، ومتطوع ومتطوعة يمثلان أولئك الذين يواصلون خدمتهم حتى في حالات الخطر والقلق الشديد، وعائلة سوريّة وعائلة فنزويليّة تمثلان العديد من الأشخاص الذين ما زالوا يعانوا من الظلم، وبعض اللاجئين الذين قدّموا وجهًا وصوتًا لملايين الأشخاص ممن أجبروا على ترك منازلهم ووجدوا موضع ترحيب في بلدان عدّة أثناء محاولتهم إعادة بناء حياتهم.
ورفع البابا الصلاة بشفاعة العذراء مريم، سيّدة السلام، لمنح الإنسانيّة نعمة السلام.
وقال: "يا مريم، والده الإله وسلطانة السلام، لقد اجتمعنا حولك، خلال الجائحة، لطلب شفاعتكِ، ومعونتكِ للمرضى والطواقم الطبيّة، والرحمة للموتى، والعزاء لمن عانوا وتألموا في وحدة وصمت. إنّنا في هذا المساء، وفي نهاية الشهر المكرّس لكِ بشكل خاص، نجتمع أمامكِ مرّة جديدة، يا ملكة السلام، لنتوسل إليكِ: امنحِ نعمة السلام العظيمة، وأوقفِ الحرب المستعرة منذ عقود في مناطق مختلفة حول العالم، والتي تغزو اليوم القارة الأوروبيّة".
وأشار قداسته إلى أنّ السلام لا يكون نتيجة لمفاوضات أو اتفاقات سياسيّة فحسب، إنما وقبل كل شيء هو نعمة فصحيّة من الروح القدس، لافتًا إلى أنّ الكنيسة قد كرّست الأمم المتحاربة لقلب مريم الطاهر، وهم يسألون اليوم عن عطية عظيمة لاهتداء القلوب. وقال: "نحن على ثقة من أن أسلحة الصلاة والصوم والصدقة، وهبة نعمتكِ، يمكن لها أن تغيّر قلوب الناس وثروات العالم كله".
ودعا البابا فرنسيس والدة الإله لكي تتشّفع لابنها لكي يملك على كلّ الأرض، و"لكي تتصالح القلوب المليئة بالعنف والانتقام، ولكي تصوّب الأفكار التي أعمتها الرغبة في الإثراء السهل"، عاهدًا إلى شفاعة ملكة السلام الإنسانيّة التي "جرّبتها الحروب والصراعات المسلّحة".
كما رفع قداسته الصلاة من أجل ضحايا الحرب، وخاصة لمن هم أكثر ضعفًا: الأطفال، كبار السن والمرضى، ومن أجل العائلات الممزّقة. ومن أجل الآباء والأمهات الذين ينتظرون عودة أبنائهم، والأطفال الذين ينتظرون عودة آبائهم وأمهاتهم من ساحات القتال. ومن أجل كلّ شخص "لكي لا يعاني ظلمًا"، ولأولئك الذين يجلبون الراحة والإيمان: "من أجل الكهنة والمكرّسين، وجميع الذين ينقلون كلمة الرجاء وراحة الإيمان للشعوب المنكوبة بالحرب"، ولكي يكونوا على الدوام أدوات للرحمة".
يُشار إلى أن شخص العذراء مريم سيّدة السلام يقع في الممر الأيسر لبازيليك القديسة مريم الكبرى، وقد أراده البابا بندكتس الخامس عشر، والذي اعتلى السدّة البابوية في الفترة ما بين 1914 و1922، لكي يطلب من العذراء نهاية الحرب العالمية الأولى في عام 1918.
ويمثّل شخص العذراء جالسة وذراعها الأيسر مرفوع كعلامة لتأمر بوقف الحرب، بينما تمسك الطفل يسوع بيدها اليمنى، والذي يستعدُّ بدوره لكي يلقي غصن الزيتون الذي يرمز إلى السلام. وعلى قاعدة التمثال نحتت أزهار ترمز إلى ازدهار الحياة وعودة السلام. وبحسب التقليد اعتاد المؤمنون أن يضعوا بطاقات صغيرة مكتوبة بخط اليد مع نوايا الصلاة عند قدمي العذراء، وهكذا وضع أيضًا البابا فرنسيس إكليلًا من الزهور عند قدمي العذراء قبل أن يرفع صلاته إلى مريم العذراء ويترك نيته الخاصة.