موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر
تسلّم البابا لاون الرابع عشر، اليوم السبت، أوراق اعتماد ثلاثة عشر سفيرًا جديدًا معتمدين لدى الكرسي الرسولي، يمثلون كلًّا من أوزبكستان، ومولدوفا، والبحرين، وسريلانكا، وباكستان، وليبيريا، وتايلاند، وليسوتو، وجنوب أفريقيا، وفيجي، وميكرونيزيا، ولاتفيا، وفنلندا.
وفي كلمته الترحيبية، وفي سياق سنة اليوبيل المخصّصة للرجاء، ذكّرهم الأب الأقدس بدعوتها إلى استعادة "الثقة العميقة التي نحتاجها في الكنيسة والمجتمع، وفي علاقاتنا الشخصية، والعلاقات الدولية، وفي رسالتنا الساعية إلى تعزيز كرامة كل إنسان واحترام هبة الله في الخليقة".
وربط هذا النداء بكلماته الأولى كأسقف لروما على شرفة بازيليك القديس بطرس في الثامن من أيار 2025، حين استهلّ بتحية المسيح القائم من بين الأموات: "السلام لكم"، مجدّدًا دعوته للعمل من أجل ما أسماه "سلامًا أعزل ومُجرّدًا من السلاح".
أكّد البابا أنّ السلام "ليس مجرد غياب النزاعات"، بل هو "عطيّة حيّة ومُتطلّبة… تُبنى في القلب ومن القلب". وهو يتطلّب استعدادًا للتخلي عن "الكبرياء وروح الانتقام"، ومقاومة "استخدام الكلمات كسلاح". وأشار إلى أنّ هذا المفهوم أصبح أكثر إلحاحًا "مع تزايد التوترات الجيوسياسية وانقسام العالم بطرق تثقل كاهل الدول وتضعف روابط الأسرة الإنسانية".
وتوقف البابا عند نتائج عدم الاستقرار العالمي، ملاحظًا أن "الفقراء والمهمشين هم الأكثر معاناة من هذه الاضطرابات". ومستشهدًا بكلام سلفه الراحل البابا فرنسيس، ذكّر الدبلوماسيين بأن "مقياس عظمة أي مجتمع هو الطريقة التي يعامل بها الأكثر احتياجًا". كما أعاد قداسته التأكيد على القلق الذي عبّر عنه في الإرشاد الرسولي Dilexi Te، محذرًا من أن العالم لا يجب أن "يصرف نظره عمّن يسهل تجاهلهم في ظل التحوّلات الاقتصادية والتكنولوجية السريعة".
وفي هذا الإطار، شدّد البابا لاون الرابع عشر على أنّ "الكرسي الرسولي لن يكون شاهدًا صامتًا على التفاوتات الصارخة والظلم وانتهاكات حقوق الإنسان الأساسية في عالمنا". وأضاف أنّ دبلوماسية الكنيسة الكاثوليكية "تعمل دومًا لخدمة خير الأسرة البشرية"، وتولي اهتمامًا خاصًا "للفقراء، ولكل من يعيش أوضاعًا هشّة أو يجد نفسه على هامش المجتمع".
وحثّ البابا السفراء الجدد على التعاون مع الكرسي الرسولي في تعزيز روح العمل المتعدد الأطراف "في هذا الوقت الذي تشتد فيه الحاجة إليه"، معربًا عن أمله في أن تتمكن مساعيهم المشتركة من مساعدة المجتمع الدولي على "وضع أسس عالم أكثر عدلًا وأخوّة وسلامًا". وختم قائلًا: بدعم من أمانة سرّ الدولة، "لتكن مهمتكم بابًا يُفتح لحوار جديد، ولتعزيز الوحدة، وللتقدم نحو السلام الذي تتوق إليه الأسرة البشرية بأسرها".