موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الإثنين، ٢٨ أغسطس / آب ٢٠٢٣
البابا إلى شباب روسيا الكاثوليك: كونوا صانعي سلام وازرعوا بذور المصالحة

فاتيكان نيوز :

 

اختتم يوم الأحد الموافق 27 آب 2023، في مدينة سان بطرسبورغ الروسيّة، اللقاء العاشر للشباب الكاثوليك في روسيا، والذي بدأ في 23 الشهر الحالي. وقد وجّه البابا فرنسيس للشباب كلمة، عبر اتصال فيديو، داعيًا إياهم إلى أن يكونوا صانعي سلام في زمن النزاعات والاستقطاب هذا.

 

 

الخروج والسير

 

وانطلاقًا من موضوع اليوم العالمي للشباب في لشبونة "قامت مريم ومضت مسرعة"، أراد البابا فرنسيس أن يطرح على الشباب ثلاث أفكار يمكنهم التأمل فيها داخليًا ومعًا كلٌّ انطلاقا من خبراته. الفكرة الأولى هي أن الله يدعونا إلى الخروج والسير، مشيرًا إلى أن كلا منهم هو مدعو من الله مثل مريم، فقد اختارنا الله جميعًا ودعانا. وحثّ كل شاب وشابة على التساؤل حول هذا أي إن كان بالفعل قد اختير ودُعي، وأجاب: نعم لقد دعاكم الله منذ بداي حياتكم، لقد دعاكم باسمكم. وتابع أن الله يدعونا واحدًا واحدًا.

 

وتحدّث عن مريم واليصابات فقال إنهما قد أصبحتا شاهدتين لقوة الله المحوِّلة، وأضاف أن خبرة مَحبة الله الفائضة لا يمكن إلا أن تُتقاسَم، ولهذا قامت مريم ومضت مسرعة، قال البابا فرنسيس مضيفا أننا وحين يدعونا الله لا يمكننا أن نبقى جالسين بل علينا أن نقوم ونمضي مسرعين، وذلك لأن العالم، الأخ، المتألم، من هو بجانبنا ولا يعرف رجاء الله هو في حاجة إلى أن يتلقى هذا الرجاء، أن يتلقى فرح الله.

 

 

محبة الله للجميع

 

الفكرة الثانية التي طرحها هي أن محبّة الله هي للجميع، وأنّ الكنيسة هي للجميع.

 

وقال: إنّ محبة الله تتميز بالضيافة، فهو يستقبل دائمًا ويخلق الفسحات كي نجد جميعًا مكانًا، ويضحي بذاته من أجل الآخر وهو متنبه إلى احتياجات الآخر. وذكّر بأنّ مريم قد ظلت مع اليصابات ثلاثة أشهر لتساعدها في احتياجاتها، وأضاف أن المرأتين قد خلقتا الفسحة لحياتين تولدان، حياتَي يوحنا ويسوع، إلا أنهما يوفران الفسحة إحداهما للأخرى أيضًا. وأشار إلى كون الكنيسة أُمًا منفتحة القلب قادرة على الاستقبال، وخاصة استقبال مَن هم في حاجة إلى عناية أكبر، الكنيسة هي أم مُحبة وذلك لأنها بيت المحبوب والمدعو، مشددًا في هذا السياق على ضرورة أن تكون الكنيسة مفتوحة للجميع.

 

 

انفتاح الشباب والمسنين

 

وفي حديثه عن الفكرة الثالثة، توقف قداسته عند ضرورة انفتاح الشباب والمسنين أحدهم إزاء الآخر.

 

وقال: إنّ الشباب حين يلتقون المسنين يمكنهم تَلَقي غنى خبراتهم وحياتهم، بينما يجد المسنون خلال لقائهم الشباب وعد مستقبل مفعم بالرجاء. بالتالي، دعا البابا الشباب إلى الحوار مع الأجداد والإصغاء إليهم، وتوقف في هذا السياق عند الحلم مؤكدًا أن الجميع يحلمون، الشباب والمسنون، وأضاف أن القدرة على الحلم هي ما يحافظ على وحدة الأجيال، وذكَّر هنا بكلمات النبي يوئيل "ويحلم شيوخكم أحلاما ويرى شبانكم رؤى". وتحدث البابا عن أن المسنين يحلمون بأشياء كثيرة مثل الديمقراطية ووحدة الأمم بينما الشباب هم مدعوون إلى أن يكونوا صانعي سلام ومحافظين على البيئة.

 

 

بناة جسور

 

وبعد الإشارة إلى هذه الأفكار الثلاث، دعا البابا فرنسيس شباب روسيا أن يكونوا صانعي سلام وسط النزاعات والاستقطاب التي تضرب عالمنا، وأن يزرعوا بذور المصالحة، بذورًا صغيرة في شتاء الحرب هذا ستُزهر في ربيع مستقبلي، مشجعًا إياهم على أن يستبدلوا المخاوف بالأحلام.

 

وشكر قداسته الحضور على ما كرسوا له من وقت وما قدموا من شهادات، ثم دعاهم إلى النظر إلى السيدة مريم العذراء، وإلى أن يجدوا الرب ويشعروا به في قلوبهم، وأن يحملوه مسرعين إلى البعيدين، من هم في حاجة إليه. ودعاهم إلى أن يكونوا علامة رجاء وسلام وفرح مثل مريم العذراء، مضيفًا أنهم هم أيضًا بإمكانهم أن يغيروا التاريخ الذي يعيشون فيه.