موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
روح وحياة
نشر الإثنين، ١١ أكتوبر / تشرين الأول ٢٠٢١
11 تشرين الأول: القديس يوحنا الثالث والعشرون، البابا

إعداد الأب وليم عبدالمسيح سعيد الفرنسيسكاني :

 

ولد انجلو رونكالي يوم 25 تشرين الأول عام 1881. وهو إيطالي الجنسية  في قرية آل مونتي. كان والده مزارع وكانت عائلته ميسورة الحال. هو من أكثر البابوات شعبية في التاريخ، بدأت في زمن حبريته حقبة جديدة من تاريخ الكاثوليكية مع افتتاحه المجمع الفاتيكاني الثاني، وما حمله ذلك من تغيير وانفتاح للكنيسة على الديانات المختلفة والعالم المعاصر.

 

شعر أنجلو بدعوته للكهنوت فى عمر الحادية عشر. لم يكن انجلو طالبًا لامعًا، لكنه اجتهد ليرسل إلى روما لدراسة اللاهوت عام 1900. وبعد عام واحد التحق بالجيش لإداء الخدمة العسكرية. وبعد انتهاء الخدمة عاد ليكمل دراسته اللاهوتية. سيم كاهنًا في آب عام 1904.

 

مع تعيين أسقف جديد لأبرشية بيرغامو، تم تعيين الاب أنجلو كسكرتير للمطرانيّة، وبالإضافة لأعمال السكرتارية قام كذلك بتدريس اللاهوت في معهد الأبرشية. ثم أصبح المرشد الروحي للإكليريكيين. وبفضل عمله كمساعد للأسقف اكتسب أنجلو خبرة رعوية كبيرة. عام 1920 عينه البابا بندكتس الخامس عشر مديرًا إيطاليًا لـ"مؤسسة نشر الإيمان"، وقد سمح له هذا المنصب بنسج شبكة من العلاقات مع شخصيات دينية أوروبية مهمة، كما أصبح اسمه معروفًا في الوسط الكنسي في روما.

 

عام 1925 عيّنه البابا بيوس الحادي عشر وسامه أسقفًا، ومنحه لقب رئيس أساقفة أبرشية الربّة (الكرك - الأردن) الفخرية. عمل في الحقل الدبلوماسي الفاتيكاني، فعين قاصدًا رسوليًا في بلغاريا (1925-1934)، ثم قاصدًا رسوليًا في تركيا واليونان (1934-1944)، ثمّ سفيرًا بابويًا في فرنسا. في 30 تشرين الأول عام 1952. في عام 1953 رقاه البابا بيوس الثاني عشر وعينه بطريركًا للبندقية، كما تم تعيينه كاردينالاً في الكنيسة الكاثوليكية. وفي عام 1958، تم انتخابه أسقفًا لروما وحبرًا أعظمًا للكنيسة الكاثوليكيّة بعد وفاة البابا بيوس الثاني عشر.

 

أحدث البابا يوحنا الثالث والعشرون ثورة في الكنيسة الكاثوليكية. في 25 كانون الثاني 1958 كان أول بابا منذ 1870 يغادر الفاتيكان في زيارة لأبرشيته في روما، عندما زار الأطفال المصابين بالشلل في مستشفى "يسوع الطفل"، ثم زار مستشفى "الروح القدس". كما زار في اليوم التالي، سجن روما، حيث قال للسجناء: "أنتم لا يمكنكم أن تأتوا إليّ، لذلك جئت إليكم".

 

بعد تسعين عامًا من انعقاد آخر مجمع، وهو المجمع الفاتيكاني الأول، دعا البابا يوحنا الثالث والعشرون لعقد مجمع مسكوني جديد للكنيسة الكاثوليكية عام 1959 على أن يستمر التحضير له ثلاث سنوات (المجمع الفاتيكاني الثاني الذي قاد الكنيسة الكاثوليكية نحو الإنفتاح على العالم). رقد "البابا الطيّب" في الرب يوم 3 حزيران 1963، نتيجة إصابته بالسرطان في الجهاز الهضمي، بعد حبريةٍ دامت أربع سنوات وسبعة أشهر. أعلن طوباويًا في 3 أيلول 2000 من قبل البابا يوحنا بولس الثاني. وشاءت العناية الإلهية أن يعلنا قديسين معًا على مذابح الكنيسة الكاثوليكية جمعاء يوم 27 نيسان 2014.