موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الخميس، ١٠ أكتوبر / تشرين الأول ٢٠٢٤
مظلة برنيني فوق هيكل كاتدرائية القديس بطرس تستعيد بريقها بعد ترميمها
استعادت المظلة البرونزية الضخمة التي بناها النحّات والمعماري والرسّام جان لورنزو برنيني فوق مذبح كاتدرائية القديس بطرس في روما بريقها بفضل أول عملية ترميم لها منذ 250 عاما.

أبونا ووكالات :

 

بعد أشهر من العمل المضني، تمت استعادة تحفة جيان لورينزو بيرنيني إلى روعتها الأصلية، وهي المظلة المهيبة المرتفعة فوق هيكل كاتدرائية القديس بطرس في الفاتيكان. وفي 27 تشرين الأوّل، ستتم إزالة السقالات التي كانت تغطيها لتكشف مرة أخرى عن عظمتها ليراها العالم.

 

وتُعدّ هذه المظلة التي يبلغ ارتفاعها 29 مترًا، أي ما يعادل مبنى من عشر طبقات، من أشهر أعمال برنيني (1598-1680) الذي يوصف بـ"ميكيلانجلو الثاني". وتتكون المظلة المسمّاة "بالداتشينو برنيني" من أربعة أعمدة من البرونز يعلوها غطاء مزيّن بتماثيل أربعة ملائكة (يزن كل واحد 2.5 طنًا)، فوق المذبح الرئيسي في كاتدرائية القدّيس بطرس.

 

ولا تزال المظلة المرمّمة مغطاة بالسقالات التي أقيمت في شباط لتنفيذ الأعمال.

 

واطّلع الصحافيون الثلاثاء على أعمال الترميم الدقيقة التي أجريت وشملت كل الأجزاء التفصيلية للمظلة، من أغصان الغار إلى النحل، رمز عائلة باربريني النبيلة المتحدر منها البابا أوربان الثامن الذي عهد إلى برنيني ببناء المظلة. وقال كارلو أوساي الذي شارك في الترميم إنّ العملية أتاحت إبراز "كل التفاصيل المنحوتة التي لم تكن ظاهرة سابقًا، كالنحل وأوراق الشجر".

تجديد تاريخي

 

لقد كانت المظلة، بأعمدتها الملتوية والممزوجة بالألوان الداكنة والذهبية، رمزًا مميزًا للبازيليك لعدة قرون.

 

لم تؤدّ عملية الترميم الأخيرة إلى تجديد العمل، بل أعادت أيضًا اكتشاف التفاصيل التي جعلتها فريدة. استعاد التباين بين البرونز الداكن للقاعدة والتذهيب اللامع، الذي اختفى بمرور الوقت، روعته الأصليّة، مما منح العمل جمالًا يذهل الحجاج والزوار.

 

ويعود إلى عام 1758 آخر ترميم للمظلة البرونزية والرخامية المقامة في وسط الكاتدرائية، فوق قبر القديس بطرس. ووصف الكاردينال ماورو غامبيتي، كاهن الكاتدرائية، النتيجة بأنّها "ترميم استثنائي لا يُنسى". ووفقًا له، فإن المظلة التي تمّ ترميمها ليس مجرد عمل فني يعطي جمالاً للكنيسة، ولكنه "يظهر الجمال الذي يجب أن تعكسه الكنيسة في العالم".

رمزية خاصة

 

ويتزامن هذا العمل مع الأحداث الرئيسية للكنيسة الكاثوليكية، مما يضيف رمزية خاصة إلى إعادة افتتاحها.

 

إنّ اختيار يوم 27 تشرين الأول للعرض الرسمي للمظلة ليس من قبيل الصدفة.

 

في هذا اليوم، سيحتفل باليوم العالمي للصلاة من أجل السلام، الذي أسّسه القديس يوحنا بولس الثاني عام 1986 في أسيزي، وهو لحظة تاريخية عزّزت الحوار والوحدة بين أتباع الأديان. علاوة على ذلك، سيشهد هذا التاريخ نفسه اختتام الدورة الثانيّة من سينودس الأساقفة حول "السينودسيّة"، وهو حدث آخر ذو أهميّة كبيرة للكنيسة ورسالتها في عالم اليوم.

كما نُفذت أعمال تجديد هذه التحفة الفنية الباروكية التي دُشنت عام 1633 في إطار الاستعدادات للاحتفال في 2025 بالسنة اليوبيليّة المقدّسة التي تُقام كلّ 25 عامًا في الكنيسة الكاثوليكية. وكما عبّر الكاردينال غامبيتي عن ذلك، فأعمال التجديد هذه "تقودنا نحو يوبيل الرجاء"، مشددًا على ضرورة الإيمان والرجاء في عالم يواجه تحدّيات عالميّة متزايدة التعقيد.

 

ويُتوقع أن يصل إلى 30 مليونًا عدد السياح والحجاج الذين سيزورون روما خلال السنة اليوبيلية.