موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الجمعة، ٢٩ يناير / كانون الثاني ٢٠٢١
مبادرة للصوم والصلاة في العراق من أجل نهاية الجائحة وكي تتم زيارة البابا فرنسيس

فاتيكان نيوز :

 

"قيامة نينوى": هذا هو عنوان مبادرة أطلقها المسيحيون في العراق والتي اقتصرت على الصوم والصلاة مدة ثلاثة أيام ليسألوا الله أن يضع حدًا لجائحة كوفيد 19، ولكي تتوفر الظروف الملائمة لتتم زيارة البابا فرنسيس المرتقبة إلى البلد العربي في شهر آذار المقبل. وقد شاء هذه المبادرة البطريرك الكلداني الكاردينال روفائيل الأول ساكو، والذي استوحى اسمها من قصة النبي يونان في الكتاب المقدس.

 

وطُلب من المؤمنين في هذه المبادرة أن يصوموا عن الطعام لغاية الثانية عشرة ظهرًا، أو لغاية المساء لمن يستطيع ذلك، هذا فضلاً عن المشاركة في الصلوات والقداديس، حسبما جاء في مذكرة صدرت عن البطريرك ساكو موضحًا أن الله أرسل النبي يونان إلى مدينة نينوى كي يعظ سكانها، لكنه رفض الامتثال لمشيئة الله، لأن نينوى لم تكن مدينة يهودية. وبعد أن تعرضت السفينة لعاصفة في البحر ورُمي في المياه ابتعله الحوت. فابتهل مغفرة الله ونجا من الموت. واعتبر بطريرك بابل للكلدان أن هذه الحادثة تُظهر أن الله رحومٌ وأنه أب رؤوف يعتني بجميع أبنائه وبناته الذين خلقهم ويريد لهم الخلاص.

 

وقد شكلت منطقة نينوى مسرحًا لوباء مأساوي ضرب بلاد ما بين النهرين في القرن السادس، كما قال غبطته، لافتًا إلى أن الوضع آنذاك كان شبيهًا بما نعيشه اليوم، خصوصًا وأن جائحة كوفيد 19 حصدت أرواح ملايين الأشخاص. وأضاف أن ما نشهده اليوم هو كارثةٌ عالمية من مختلف وجهات النظر، تترتب عليها انعكاساتٌ سلبية على صحة الناس والنشاطات الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والدينية.

 

وأوضح البطريرك ساكو أن البشرية تخطت وباء الطاعون في الماضي، وباستطاعتنا اليوم أن نحوّل هذه الخبرة السيئة والمؤلمة إلى فرصة للنعمة والطيبة من خلال التعاضد الروحي والاجتماعي. من هذا المنطلق حثّ غبطته الجميع على التوبة عن الخطايا، ورفْع الصلوات من أجل نهاية جائحة فيروس كورونا، بالإضافة إلى التأمل في معنى الوجود وتحمّل المسؤوليات حيال الأخوة والأخوات والتعبير عن التضامن مع جميع المرضى والأشخاص الذين فقدوا عملهم ومورد رزقهم.

 

وشجع البطريرك ساكو أبناء الكنيسة على رفع الصلاة إلى الله من أجل عودة السلام والأمن والاستقرار إلى ربوع العراق، والمنطقة ككل، بعد كل الحروب والصراعات المسلحة التي شهدتها. كما طلب من المؤمنين أن يصلوا أيضًا على نية الزيارة الرسولية للبابا فرنسيس المرتقبة من الخامس وحتى الثامن من شهر آذار المقبل، كي تجري في موعدها، مع العلم أنها ستشمل العاصمة بغداد ومنطقة أور –المرتبطة بابراهيم– فضلا عن مدن إربيل والموصل وقرقوش في سهل نينوى.