موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
روح وحياة
نشر الثلاثاء، ٢٢ نوفمبر / تشرين الثاني ٢٠٢٢
ما هي شروط المكالمة الناجحة على التليفون؟

الأب منويل بدر :

 

إلى جانب إمكانية التواصل السريع عن طريق الإيميل أو الفاكس، أو الفيديو المباشر، يبقى التليفون من أهم وسائل الاتصال في عالم التجارة والأعمال اليومية. وهذا الطريق لن يتغير سريعا، إذ هذا الجهاز أصبح بمتناول اليد، حتى لا نقول كل يد، واستعماله بسيط للغاية، حتى للأطفال. واسمحوا لي أن أذكر بهذا المجال ما شاهدته عند بنت صغيرة في العائلة، عمرها 13 شهرا. فهي لا يقع جهاز تليفون بيدها، حتى تضعه على أُذنها وتنادي والدها لا بكلمة بابا بل باسمه الحقيقي (علاء... علاء...). لكن الاتصال تليفونيا له قواعده حتى يأتي بنتيجة. هذه أهمها:

 

من المؤكَّد أنَّ كلَّ من يملك موبايل، عاد يستعمله خلال النهار عدة مرات، وذلك للاستخدام الحسن والغير الحسن، منها جس النبض إذا كان المدعو موجوداً في البيت أو غير موجود (هذه الطريقة يستعملها اللصوص)، ومنها للعتاب من شخص إما أساء لنا أو لا يعجبنا ما يقوم به تجاهنا. أو لإغضابه وإهانته وتشويه سمعته. وبالتالي هناك الجهة الإيجابية، وهي لإيصال أخبار سارة والاستفسار عن مجرى الحياة عند شخص نكنُّ له صداقة ومحبّة وغيرها (إذ كل حامل تليفون يعرف لماذا هو يستعمله).

 

هذا وهناك وجهة نظر أخرى، وهي أن التليفون يجلب إرهاقا وتعبَ بال لصاحبه. فللتخفيف من هذا الإرهاق، إليكم بعض النصائح:

 

1. أوّلها ما جاء في المقال السابق، أعني تغيير الموقف حين استلام مكالمة، فالوقوف والمشي هي أحسن طريقة لنسيان الهموم والمشاكل التي كانت قبل التليفون تدور في رأسنا، والتركيز على الحديث الجاري، كما ويساعد على استرخاء تشنّج الأعصاب، الناجم عن حزمة المواعيد التي في الرأس أو في المفكّرة أمامنا على الطاولة.

 

2. ابدأ حديثك بتحية المدعو بطريقة بسيطة منشرحة لا نبرة فيها، بل تبدي إشارة فرح، بأنك سعيد أن تصادف فلانا... فعرّف حالا على نفسك ووظيفتك، تمهيدا لشرح مطلبك أو سبب تليفونك كي تبث فيه الاطمئنان من البداية.

 

3. أما وإن كانت لك معرفة سابقة به، فذكِّره بلقاء سابق معه، لتعطيه هو المجال ليتذكر الحدث أو المناسبة التي تعرّفتم فيها على بعض. وهذا يولِّد تأثيراً أكثر إن كانت المعرفة مباشرة، ولو كانت طويلة الأمد. أمّا وإن كانت بواسطة شخص آخر فليكن هذا الشخص معروفا له أو من أصدقائه وله كلمته ومكانته عند من تكلِّمه، فيزيد انتباهه لبداية سماع المطلب، الذي من أجله أنت طلبته.

 

4. يلحق تبيين غاية الاتّصال بوضوح، فكثيرا ما يكون المدعو منشغلا أو منهمكا ومتعمِّقا في التباحث مع شخص آخر في مشكلة هامّة وتقاطعه عن متابعة غايته، ليولي اتصالك اهتماما أكثر. عندها ابدأ بتقديم غاية اتصالك بالتفصيل حتى ينسى ما كان مهتما به ويركّز انتباهه عليك وعلى مطلبك.

 

5. لا تبدأ بكلمة: أريد أن أطلعك على سرّ، خاصة إذا كنت تسمع أنه يتكلم مع شخص آخر عنده، مع رجاوته ألا يعلم به أحد بذلك، فستبقى طيلة المكالمة متحفّظة وغير مريحة.

 

6. حتى وإن كنتم لا تشاهدون بعضا، فلا تنسى من تحريك يديك وهزِّ رأسك وأنت تصف ما تتكلم عنه، إذ نبرة الصوت تبقى طبيعية هادئة وثابتة، وغير مزعجة للأُذن.

 

7. بالنسبة للصوت، حاول أن يبقى هادئا وعلى وتيرة واحدة، لا عالي عالي ولا واطي واطي.  فيبقى متّزنا، فيساعد على المحافظة على الهدوء عند الطّرفين

 

8. ثم من وقت لآخر تنفس من الرئتين بفتح الفم واسعا (لكن حذار أن يكون إشارة مثاوبة) وليس فقط من الأنف، خاصة وإن كانت المكالمة عن موضوع مهم، لأن الذي يتنفس فقط من الأنف، يكون صدى صوته عاليا وكأنه متضايق، بينما من يتنفس من الرِّئة فيبدو أنّ الصوت يصبح ملائما وهادئا ومقبولا للأذن.

 

9. كذلك تحاشي التدخل بالكلمات: هل يمكن أن أساعدك، أن أعمل لك كذا وكذا...إذا هو لم يطلب منك.

 

10. كذلك ابق طيلة المكالمة إيجابيّا لا متردّدا، فتكون نتيجة حديثِ مقابِلِك أيضا إيجابية والأمل كبيرا باستجابة الطلب.

 

11. هذا وحاول أن تبقى كل طيلة الحديث متفهما للحديث الذي تسمعه، فغالبا ما تحصل بالتالي على مطلبك.

 

12. قهقه من وقت لآخر قهقهة خفيفة بعد سماع خبر جميل، أو اضحك حتى تُفهم مقابلك أن مزاجك طيب، فالتكلم مع الضحك وفتح الحنجرة يُبقي نبرة الصوت طبيعية مهضومة، فيبقى هو كذلك بنبرته الطبيعية.

 

13. أمّا إذا كنت سريعا في حديثك وتقاطع مقابلك قبل أن ينهي حديثه، فلن يجدي طلبك شيئا، ولا تستطيع إقناعه بحاجتك.

 

14. سماع موسيقى أو راديو أو تلفزيون من الخلف هو غير محبّذ، إذ هي تُغطي على حديثكما المهم، وتضيع بعض العبارات.

 

15. إذا لم تفهم شيئا، فلا مانع من السؤال حول هذه النقطة.

 

16. إن جاء انتقاد فلا تحاول المعاكسة، بل اعتبره مناسبة للتحسين

 

17. بعد محادثة طويلة فلا بد، قبل انهائها، من التذكير برؤوس أقلام والنقاط المهمة، التي جرى الحديث عنها. ومن المفيد طلب موعد للمحادثة القادمة للبث في الموضوع أو توضيحه.

 

18. إذا تواعدتم لاتّصال ثاني، فلا تنساه

 

19. إذا توصّلت إلى حلٍّ أو نتيجة، فأعلنها أو أوصلها حالا لمن يهمه الأمر.

 

20. بالمقابل أذا اكتشفت خطأً من طرفك فلا تتوانى من الاعتراف بهذا الخطأ، مع توضيح أنه يمكن كان عدم انتباه كامل أو سوء تفاهم، وهذا ما كان مقصوداً. فالاعتذار لا يضر بل يحسّن ويمتّن العلاقة والصداقة. لا مانع من القول: أنا أفهم زعلك لكن اسمح لي أن أعرض رأيي....

 

21. كما لا مانع أن تظهر نفسك قصير اليد، إن طلب منك شيئا ولا تستطيع تحقيقه أو الوصول إليه، وأن تقول ذلك حالا فلا يبقى ذاك يعيش في أمل لن يتحقق. أما إذا كان بإمكانك أن تصل إلى شيء فلا تخجل أن تأخذ بعض الوقت لتحقيق ذلك، بل تمهّل لتحقيقه بعض الأيام. فهذا يُفرِّح من طلب منك ذلك، وستربطكما صداقة عميقة كلما التقيتما فيما بعد

 

22. بالتالي تمنى للمدعو أحمل الأوقات أو آخر أسبوع موفق، أو إذا كان على باب رحلة، تمنى له سفرة مأمونة، فسيبقى يتذكر كلماتك....

 

انتهاء المكالمة بهذه الطريقة وهذا الأسلوب هو ملائم ويمكن أن يأتي بنتيجة.