موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر
خلال مؤتمر صحفي عقد صباح اليوم الأربعاء 5 كانون الثاني 2025، بمشاركة وزيرة السياحة السيّدة لينا عنّاب، والسفير الفاتيكاني المطران جيوفاني دال توزو، أعلنت وزارة السياحة والآثار الأردنية، وبالتعاون مع الفاتيكان، عن إقامة معرض "الأردن فجر المسيحية"، في مدينة الفاتيكان، خلال الفترة ما بين 31 كانون الثاني الحالي وحتى 28 شباط المقبل.
وقالت الوزارة في بيان صحفي، إنّ المعرض يأتي في إطار الجهود التي تبذلها الوزارة لتسليط الضوء على الدور التاريخي للأردن كفجر بزغ للدين المسيحيّ، ومكانته الدينيّة المسيحيّة، وليشكّل حدثًا مميّزًا بمناسبة مرور 30 عامًا على إقامة العلاقات الدبلوماسيّة بين الأردن والكرسي الرسولي (الفاتيكان)، ومرور 60 عامًا على زيارة البابا بولس السادس إلى لأردن في عام 1964، وتزامنًا مع احتفالات الكنيسة الكاثوليكيّة بيوبيل عام 2025 تحت شعار: "حجّاج الرجاء".
وعلى مدار شهر كامل، سيتم عرض أكثر من 90 قطعة أثريّة نادرة تمّ اختيارها بعناية لتروي قصة عن التراث الأردني المتشابك مع الجذور المسيحيّة، حيث سيقدّم المعرض دعوة مفتوحة للعالم لاكتشاف تاريخ الديانات في الأردن، فضلاً عن استكشاف رسالة السلام والعيش المشترك التي انطقت وازدهرت واستقرّت في أرض الأردن المباركة.
وستتنوّع القطع الأثريّة التي سيتم عرضها بين الفسيفساء الدقيقة والرموز القديمة، مثل رمز السمكة الذي يُعتبر من أهم وأندر القطع الأثريّة في تاريخ المسيحيّة. وسيسلط المعرض الضوء على الاكتشافات التي تسرد تطوّر المسيحيّة في الأردن عبر العصور.
وسيبدأ المعرض برواية تاريخيّة لحظة معموديّة السيّد المسيح، مرورًا بالعصر البيزنطي، وصولاً إلى العهد الإسلامي إلى العهد الهاشمي. كما سيبرز المعرض دور المسيحيين الأوائل في الأردن في مجالات الفنون والهندسة المعماريّة والحفاظ على التميّز الثقافي والفني، من القرن الأوّل للميلاد وحتّى يومنا هذا.
وسيأخذ المعرض الزائر في رحلة عبر الزمن لاستكشاف المواقع المواقع المقدّسة في الأردن، والتي تعدّ محطات رئيسية للحج المسيحيّ المعتمدة من قبل الفاتيكان، مثل تل مار إلياس مسقط رأس النبي إيليا، وكنيسة سيدة الجبل في عنجرة، وجبل نيبو حيث مقام النبي موسى، وقلعة مكاور حيث استشهد يوحنا المعمدان، بالإضافة إلى موقع معموديّة السيد المسيح حيث تعمّد على يد يوحنا المعمدان.
قيم السلام والعيش المشترك
وسيعكس المعرض رسالة الأردن للعالم التي تؤكد على قيم السلام والعيش المشترك بين أتباع الأديان المختلفة، كما أكد جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين في إحدى خطاباته، حيث قال: "إن مبادئ العيش المشترك والوئام بين الأديان جزء أصيل من تراث الأردن، الذي كان عبر التاريخ وطنًا راسخًا للمجتمعات المسيحية، يتعاون ويتشارك فيه مواطنوه في بناء أمة واحدة قويّة. ومازال المسيحيون، منذ آلاف السنين، جزءًا لا يتجزأ من نسيج مجتمعات الشرق الأوسط، ولهم دور محوري في مستقبل منطقتنا".
وفي إطار سعي الوزراة الحثيث والمستمرّ لتطوير السياحة الدينيّة والثقافيّة، يتوقّع أن يسهم المعرض في تعزيز مكانة الأردن كوجهة سياحيّة رائدة للحجّ المسيحيّ، ما يعكس التزام المملكة العميق بالحفاظ على الآثار وحماية الأديان، حيث تخطّط الوزارة إلى إقامة سلسلة من المعارض في عدد من الدول، مثل فرنسا، البرتغال واليونان، بهدف نشر رسالة المعرض وتعزيز الروابط الثقافيّة بين الأردن ودول العالم.