موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
روح وحياة
نشر الخميس، ١٠ سبتمبر / أيلول ٢٠١٥
لهذه الأسباب.. يغادر مسيحيو غزة القطاع

مها عواودة :

رغم تناقص عدد مسيحي غزة عاماً بعد عام نتيجة سفر أبنائها للخارج بسبب الظروف التي تعانيها غزة إلا أنهم يبقون جزءاً أصيلاً من النسيج الفلسطيني، ولطالما تميزت العلاقة المسيحية الإسلامية بالقوة والمتانة، وما يؤكد ذلك أن الأب منويل مسلم، الراعي السابق لكنيسة اللاتين في غزة، "إذا قصفوا مساجدكم ارفعوا الأذان من كنائسنا"، في إشارة واضحة إلى مدى التكاتف بين مسلمي ومسيحي غزة.

خلال السنوات السبعة الأخيرة لوحظ هجرة أعداد كبيرة من العائلات المسيحية والشبان المسيحيين إلى خارج غزة بحثاً عن العمل والأمن فلم تعد غزة سوى سجن كبير لا حياة فيها بسبب الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تعاني منها بفعل الحصار الإسرائيلي المتواصل على غزة منذ ثمانية سنوات.

"مصر العربية" تسلط الضوء في هذا التقرير على الأسباب الحقيقية التي دفعت بالشباب المسيحيين إلى الهجرة من غزة. وحول ذلك يقول سهيل نقولا ترزي مدير مؤسسة "بيلست الوطنية للدراسات والنشر والإعلام" تناقص عدد المجتمع المسيحي في غزة والذي أصبح لا يتجاوز 1000 مسيحي بسبب هجرة المسحيين من غزة المحاصرة نتيجة الأوضاع الصعبة التي تعاني منها بفعل الاحتلال الإسرائيلي.

وأكد أن ذلك سيؤدي إلى خلل واضح في النسيج الاجتماعي ليس في غزة بل في فلسطين، متسائلاً: هل يعقل وطن ميلاد سيدنا المسيح عليه السلام بدون مسيحيين؟ وأشار إلى أنه في غزة لا يوجد أي نوع من التفرقة أو الاضطهاد بل لا يستطيع أحد أن يفرق بين الإنسان العربي المسيحي أو المسلم لأن الثقافة واللغة والتاريخ والألم والأمل والهدف واحد وهو تحرير المقدسات الإسلامية وأن السبب وراء هجرة المسيحيين من غزة هو الأوضاع الصعبة التي تعصف بها.

وأضاف الترزي "تربطنا بالمسلمين علاقة طيبة وكنائس غزة لم تبخل عليهم أيضاً أهل غزة لن ينسوا وقفة المسيحيين الذين فتحوا أبواب منازلهم وكنائسهم لإيواء أشقائهم المسلمين النازحين من المناطق التي تم استهدافها أثناء عدوان الاحتلال على القطاع، كما احتضنت إحدى كنائس غزة قديماً عائلة قرمش المسلمة بعد أن هجرت من مدينة يافا وقصدت غزة عام 1948 وقد بقيت قرمش أكثر من 60 عاماً تعيش في الكنيسة إلا أنه تم إخراجهم بالتراضي قبل نحو 4 سنوات لأن الكنيسة لم يصبح بها متسع للأموات المسيحيين فهم يدفنون مع أجدادهم".

وعن كنائس غزة قال الترزي: "يوجد في غزة ثلاث كنائس وهي: كنيسة برفوريس التي بنيت قبل 1600 سنة وهي من أقدم الكنائس، كما توجد كنيسة دير اللاتين وقد بنيت بالقرن التاسع عشر، وأيضاً توجد كنيسة المعمدانية وهي حديثة البناء، ونحن نقوم بأداء صلواتنا في الكنائس بكل حرية واستقلالية ولم نجد أي معارضة من أحد بل نحن متجذرون بأرضنا ونحن جزء لا يتجزأ من النسيج الاجتماعي لشعبنا الفلسطيني".

وطالب المسلمين في غزة بدعم صمود إخوتهم المسيحيين، لأن إفراغ غزة من المسيحيين هو خدمة مجانية لأهداف الاحتلال. ولفت بقوله "عددنا كمسيحيين أصبح صادم، لم نعد نتجاوز الـ1000 شخص، كنا قبل 15 عام نحو 5000 مسيحي في غزة والآن عددنا في تناقص"، موجهاً رسالة للمسيحيين في غزة، وقال: "نطالبكم بعدم ترك غزة اصبروا واثبتوا في غزة وواصلوا الدفاع عن غزة"، مستشهداً على ذلك بوجود عشرات الشهداء والأسرى من المسيحيين الذين دفعوا أرواحهم وزهرات شبابهم فدا فلسطين.

في حين قال سامر، وهو شاب مسيحي من قطاع غزة: "المسيحيون تهجروا أكثر من مرة، فقد هاجروا كما الفلسطينيين المسلمين في نكبة عام 48، والآن يهاجرون من قطاع غزة المحاصر بسبب الانقسام الفلسطيني الداخلي والحروب الكثيرة التي دارت في غزة، حيث ثلاث حروب في أقل من ست سنوات، عدد كبير من الشباب المسيحي هاجروا غزة بحثاً عن الأمن والعمل وظروف أفضل لحياتهم، في غزة لا يوجد عمل ولا توظيف ولا أمن".

هذا وأظهرت إحصائيات وتقارير فلسطينية أن معظم الشبان الغزيين يفكرون بالهجرة من غزة بسبب سوء الأوضاع المعيشية في قطاع غزة والحروب الإسرائيلية الثلاثة على غزة، والتي تسببت في تدمير البنية التحتية وأضرار جسيمة لحقت بالاقتصاد الفلسطيني.