موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الجمعة، ١٠ يناير / كانون الثاني ٢٠٢٥
كلمة السيّد نديم معشّر خلال احتفاليّة تدشين كنيسة معموديّة السيّد المسيح
كلمة فارس القبر المقدّس، السيّد نديم يوسف معشّر، المموّل الرئيسي لبناء كنيسة معموديّة السيّد المسيح، خلال احتفاليّة التدشين

أبونا :

 

صاحب السمو الملكي الأمير غازي بن محمد، حفظه الله،

مندوب جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم

 

صاحب النيافة الكاردينال بييترو بارولين،

أمين سرّ دولة حاضرة الفاتيكان، مبعوث قداسة البابا فرنسيس

 

صاحب الغبطة الكاردينال بييرباتيستا بيتسابالا،

بطريرك القدس للاتين

 

الأساقفة الأجلاء، الكهنة، الراهبات، الإخوة المؤمنون من كلّ مكان،

 

صباح الخير في هذا الموقع المقدّس في المملكة الأردنيّة الهاشميّة.

 

اليوم عيد معموديّة سيدنا يسوع المسيح. هنا، وليس في أي مكان آخر، جاء السيّد المسيح، عابرًا النهر من أرض الميلاد، غرب نهر الأردن، إلى بلد العمّاد، شرق نهر الأردن، حيث كان يوحنا المعمدان، هنا، يُعمّد صفوف التائبين والراغبين إلى تنقية ارواحهم ونفوسهم وقلوبهم.

 

هنا، أتى المخلّص واعتمد على يد يوحنا المعمدان الذي قال له: "أنا لست أهلاً أن أفكّ رباط حذائك". فأجاب يسوع وقال له: "اسمح الآن لأنّه هكذا يليق بنا أن نكمل كلّ برّ". حينئذ سمح له. وبعدها بفترة، انتقل يوحنا المعمدان إلى قلعة مكاور، حبيسًا، سجينًا، وشهيدًا للحقّ والحريّة والعدالة، فكان الرضى والتسليم بمشيئة الله عزّ وجلّ.

 

في هذا المكان، أتى البابا القديس يوحنا بولس الثاني عام 2000، والبابا بندكتس السادس عشر عام 2009. وهنا، صلّى الأب الأقدس، فرنسيس، في هذه الكنيسة التي وضعنا حجر أساسّها في 10 أيار عام 2009، بحضور صاحبي الجلالة عبدالله الثاني ابن الحسين والملكة رانيا العبدالله المعظمين. واليوم، وبعد خمسة عشر عامًا، نشهدُ، هنا، ولادة وتكريس وتدشين الكنيسة التي ستُسّمى منذ الآن وصاعدًا: كنيسة معموديّة السيّد المسيح.

 

أيها الأحباء،

 

بكل فخر فرح، وإيمان ورجاء، في سنة الرجاء، ونحن جميعًا حُجّاج الرجاء، منّا من يسيرُ على هذه الأرض، ومنّا من وصل إلى دار البقاء الابدي، والسعادة الأبديّة.

 

فهنا، أردنا أن نشيّد في أردننا الحبيب هذه الكنيسة، من أجل روح ابننا، أيمن نديم يوسف معشرّ، رحمه الله، ورحم الله جميع الأجداد والآباء الذين سبقونا إلى الأبديّة بعلامة الإيمان. وهذا الصرح الدينيّ، وهذه القلعة الروحيّة، وهذه الكنيسة، هي عن أرواح جميع أمواتنا وأمواتكم، الذين نطلب منهم الرحمة في هذا الصباح، ونطلب الرحمّة وثبات الإيمان لكلّ من زار وسيزور هذا المكان المقدّس في أخفض بقعة على الكرة الأرضيّة.

 

أيها الأحباء،

 

هنا، في بيت عنيا عِبرَ الأردن، وبعد حدث معموديته المجيدة، بدأ السيّد المسيح رسالته العلنيّة، يبشّر بملكوت الله والمحبّة والرحمة للجميع، وتبعها التلمذة مع سيّدنا يسوع المسيح لمعرفة درب الصلاح وإتمام كلّ بر. وعبر السنين أصبحت هذه التلمذة إيمان وديانة، ومن ثمّ أصبحت حضارة مسيحيّة توجه البشريّة في كافة أنحاء العالم إلى طريق الخلاص والصلاح لإتمام كلّ بر.

 

كل هذا حدث في بيت عنيا عِبر الأردن، وهي الأرض التي نقف اليوم عليها الآن، شرق نهر الأردن، في المملكة الأردنيّة الهاشميّة، أردن المحبّة والعطاء، أردن العدل والإخاء، أردن الرحمة والوفاء، أردن الإنسانيّة والسلام.

 

إنّني على ثقة بأنّ هذا المكان سيكون ملتقىً لكلّ الحضارات، والثقافات، والأصدقاء؛ الأشقاء العرب والأصدقاء من كلّ مكان، وبالأخص الحجّاج الأردنيين الأعزاء، من مختلف الأديان، الذين سيأتوا إلى هذا المكان، ويتبرّكوا بمياه الأردن المقدّسة.

 

بكلّ فخر واعتزاز، نقدّم التحيّة لصاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم، الذي تكرّم في عام 2007، وأعطى للبطريركيّة اللاتينيّة هذه الأرض لبناء هذه الكنيسة. والشكر الموصول لكلّ الجهود الطيبة التي بُذلت على مدار السنوات الماضية، ولكلّ الأيادي البيضاء والعاملة بالمحبّة، من أجل أن تنشأ لدينا كنيسة معموديّة السيّد يسوع المسيح.

 

لينُعم الرّب على شعبه دائمًا، بالبركات والضياء والقداسة، وليحفظكم، ويحفظ عائلاتكم، ويحفظ أبناؤكم وبناتكم على درب الخير والمحبّة والصفاء.

 

مبروك لكنيستنا، مبروك لوطننا، مبروك لقائدنا، ومبروك لشعبنا.

 

وكل عام وأنتم بألف خير.