موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الخميس، ٢٥ يونيو / حزيران ٢٠١٥
في ميلاد المعمدان: المطران لحّام يترأس قداساً لفرسان مالطا
تقرير: ماثيو شمامي ، تصوير: نعمان القزعة :

احتفل منتسبو سفارة فرسان مالطا في الأردن، يوم أمس الأربعاء، بعيد مولد شفيع جمعيتهم وشفيع الأردن، القديس يوحنا المعمدان، وذلك بقداس إلهي أُقيم كنيسة العذراء الناصرية بالصويفيّة، ترأسه المطران مارون لحّام النائب البطريركي للاتين في الأردن باللغة الفرنسية، يعاونه المونسنيور روبيرتو كونا القائم بأعمال السفارة البابوية في الأردن، والأب أنطون هريمات كاهن الرعية، بمشاركة سفير المستشارية العسكرية لفرسان مالطا الدوق جيرهارد استي، وحضور عدد من السفراء والدبلوماسيين والراهبات.

وتحدث المطران لحّام في مستهل عظته عن القديس يوحنا المعمدان لافتاً إلى أنه كان آخر شخصية عظيمة في العهد القديم، وأول رسول في العهد الجديد، أي أنه كان فاصلاً بين العهدين، وتابع مقتبساً من موعظة القديس أوغسطينوس لميلاد يوحنا، حيث يقارن بشكل مبهر بين العهدين القديم (يوحنا المعمدان)، والجديد (المسيح)، فيؤكد أن يوحنا يمثل العهد القديم ويبشر بالجديد، فهو يمثل القديم، لأنه ولد من زوجين مسنين، وهو يمثل الجديد لأنه كُشف كنبيٍ في أحشاء أمه، كما أنه هو الذي سيُقدم المسيح للعالم.

وأضاف مشيراً إلى أن يوحنا هو الصوت "صوت صارخ في البرية"، لكن الرب هو الكلمة الذي كان في البدء، مضيفاً أن يوحنا كان صوتاً لوقت معين، بينما المسيح هو الكلمة الأزلي منذ البداية، ومما يتشابه في شخصيتهما هو الحقيقة، فيسوع قال أنا هو الحق، في حين شهد يوحنا للحقيقة وأستشهد من أجلها.

واستكمل متسائلاً: "ترى هل لدينا قديسين عظماء كشفيع فرسان مالطا؟، حيث القديس الشفيع يتخذ مثالاً ليحتذى به، ربما أنت لستم مدعوون للشاهدة أو لقطع الرأس كما حصل مع يوحنا، لكن هذه الأيام أنتم مدعوون لتكونوا أسلافاً للمسيح، وأن تشهدوا له بأفعالكم وعيشكم لمثال الحياة المسيحية".

وجمعية فرسان مالطا، هي واحدة من الحركات القلائل التي تم إنشاؤها في العصور الوسطى أي قبل اكثر من 9 قرون، وظلت نشطة حتى يومنا هذا، بل هي أيضاً الوحيدة التي هي في نفس الوقت حركة دينية ولها سيادتها، وتعزى هذه الحقيقة الى أن معظم الجمعيات التي تمتلك نفس الطابع، تفتقر لسمة الخدمة الطبية، وهذا ما يميزها.

واليوم، يربو أعداد أتباع هذه منظمة فرسان مالطا 13 ألف ونصف فارس وسيدة، ينشطون في 120 دولة من بينها 6 دول عربية، وينتمون إلى مختلف فئات المجتمع، وهم جميعهم ملزمون بإعطاء المثال المسيحي في الحياة العامة والخاصة، فيمنح هذه اللقب لمن تميزه الفضائل الخاصة الأخلاقية وروح الخدمة والتضحية والانضباط، معاركهم لم تعد تخاض بالسيوف، بل بالأساليب السلمية لمكافحة المرض والفقر والإنعزال والتعصب، متخطين بذلك حدود الدين والمذهب والعرق والإنتماء السياسي.