انطلقت الأربعاء مراسم الحجّ اليهودي إلى كنيس "الغريبة" في جزيرة جربة التونسية (شرق) الذي أُلغي خلال 2020 و2021 بسبب أزمة كوفيد-19. ووصل أول الزائرين قرابة الساعة العاشرة صباحًا ومروا عبر أجهزة تفتيش كتلك المتواجدة في المطارات مع انتشار حراس أمنيين.

وقام الزوار اليهود بطقوسهم المتمثلة في اشعال الشموع وكتابة الأماني على البيض ووضعها داخل كهف صغير بالمعبد وتناول الفواكه الجافة وشرب "البوخة" (شراب مستخرج من فاكهة التين). ويأخذ بعض الزوار صورا ومقاطع فيديو للمكان الذي زينت جدرانه باللونين الأبيض والأزرق.

كان يزور "الغريبة" في بعض السنوات أربعة إلى خمسة آلاف شخص لكونه يعتبر من أهم المعابد اليهودية في إفريقيا. ويسكن تونس حاليًا أكثر من ألف يهودي وكان عددهم أكثر من مئة ألف قبل استقلال البلاد في العام 1956.

وينظم الحج اليهودي في هذا العام وتونس على أبواب موسم سياحي تسعى السلطات لانجاحه وتدارك الموسمين الفائتين.

وتقول صولانج عزوز (75 عامًا) والتي ولدت في تونس وتعيش منذ 58 عامًا في مدينة مرسيليا الفرنسيّة "أبي من جزيرة جربة وكانت (زيارة الغريبة) مهمة جدًا... وكنت أزورها منذ الصغر". وتضيف عزوز مرتدية قميصًا من الحرير وعقدا من اللؤلؤ "بدأت أحب الحج مع تقدمي في السنّ".

ولد عادي ويزمان نيكودام (74 عامًا) في المغرب وهو اسرائيلي مقيم في باريس، ويزور للمرة الأولى "الغريبة" بدعوة من صديقه. ويقول "حدثني عنها جميع أصدقائي وطلابي".

هذا ويقوم الحجاج خلال المراسم باخراج "المنارة" التي توضع على عربة مزينة بأقمشة بألوان مختلفة. ويُنظَّم الحج إلى كنيس الغريبة كل عام في اليوم الثالث والثلاثين بعد عيد الفصح اليهودي، وهو في صميم تقاليد اليهود التونسيين.

تراجع عدد الحجاج بشكل كبير بعد هجوم انتحاري بشاحنة مفخخة استهدف كنيسًا عام 2002 وأدى إلى مقتل 21 شخصًا.