موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر
أجرى موقع فاتيكان نيوز الإلكتروني لقاء مع الكاردينال كلاوديو غوجيروتي، عميد دائرة الكنائس الشرقية، تطرق خلالها إلى كتيّب صدر عن الدائرة لمناسبة سنة اليوبيل ويتضمن توجيهات رعوية للكنائس الشرقية، وتمنى نيافته أن تفتح المدينة الخالدة ذراعيها لاستقبال الحجاج من أبناء الكنائس الشرقية، لاسيما القادمين من أراض تعاني من الحروب والصراعات المسلحة، متوقفاً أيضًا عند مزايا وخصوصيات الكنائس الشرقية.
استهل الكاردينال غوجيروتي حديثه عند التطورات التي شهدتها سورية مع بداية السنة اليوبيلية، وأكد أن تلك الأحداث تبعث على الأمل، مع أنه قال إن لا أحد يعلم ماذا سيجري في المستقبل، لكنه شدد على أن جذور الخير تبقى موجودة ويمكن أن تنمو. وتمنى في هذا السياق أن تنتصر قوى الخير على قوى الشر، كما يكرّر دائمًا البابا فرنسيس.
في معرض حديثه عن كتيّب التوجيهات الرعوية، أوضح بأنّه يسلط الضوء على خصائص ومزايا تلك الكنائس، وفقًا لروحانية كل واحدة منها. واعتبر أنه لا بد أن يدرك أتباع تلك الكنائس أن السنة اليوبيلية قادرة على تسليط الضوء على غنى تلك التقاليد، لاسيما الخاصة بالكنائس الشرقية التي تواجه صعوبات كثيرة، كما هي الحال في الشرق الأوسط وأوكرانيا ومصر وأثيوبيا وإرتريا. وذكّر بأنّ العديد من الجماعات الشرقية عاشت في كنف الكنيسة الرومانية على مر العصور وتمكنت من الحفاظ على خصوصيتها.
وشدّد الكاردينال غوجيروتي على أن أبناء الشرق يحتاجون إلى الشجاعة من أجل البقاء على قيد الحياة، وذلك بسبب الأوضاع الصعبة التي يواجهونها يوميًّا. وأكد أن الاحتفال باليوبيل يتطلب شجاعة. ومن هذا المنطلق يأتي هذا المنشور ليُطلع الكنائس في الغرب على وجود جماعات مسيحية عريقة، تعود جذورها إلى زمن المسيح، وهي تصنع الوحدة في إطار تنوع الهوية المسيحية. وهذا الواقع يظهر جليًا خلال أعمال السينودس، حيث يتم تبادل وجهات النظر وفقًا لخصوصيات كل كنيسة.
ولفت إلى أن الغرب يعيش اليوم أوضاعا من الرخاء بعيدًا عن الحروب والصراعات، مع أن هذا الأمر ليس مستبعدًا في المستقبل. وذكّر في هذا السياق بأن البابا فرنسيس يتحدث غالبًا عن حرب عالمية مجزّأة. وأضاف أن الكاثوليك في الغرب هم متضامنون مع أخوتهم وأخواتهم في الشرق ولن يتخلوا عنهم، أكانوا كاثوليك أو أرثوذكس، مشيرًا إلى أن المسيحية هي واحدة، كما أن الأمل واحد .
لم تخل كلمات المسؤول الفاتيكاني من الحديث عن أسبوع الصلاة من أجل وحدة المسيحيين، وقال إنّ المسيحيين في الشرق لا يشعرون بتلك الانقسامات، كما في الغرب، خصوصًا وأن العديد من الكنائس الشرقية الكاثوليكية انبثقت عن تلك الأرثوذكسية. وشدد الكاردينال غوجيروتي على ضرورة أن تبتعد الكنيسة عن المناوشات اللاهوتية، لأنه آن الأوان ليعيش المسيحيون التضامن الذي يصبح شركة، كما كان الوضع في الماضي (بين الكاثوليك والأرثوذكس) داخل مخيمات الاعتقال السوفيتية.
في الختام، توقّف عميد دائرة الكنائس الشرقية عند زمن الصوم الذي سيبدأ قريبًا، وذكّر بأن الشرق يعيش هذا الزمن بالتزام شديد. وهذا الأمر يعكس مدى جدية تعلّقهم بالله، وإدراكهم أنه هو وحده الجوهر. وبالتالي إن الصوم هو الامتناع عن كل ما من شأنه أن يصبح محور اهتمامنا، وأن يحل محل الله. وأضاف الكاردينال غوجيروتي أن الصوم والصلاة خلال هذا الزمن الأربعيني يشكلان بالنسبة لأبناء الكنائس الشرقية تأكيدًا على أن الله هو واهب الحياة وكل شيء.