موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأحد، ٤ يونيو / حزيران ٢٠١٧
صدور كتاب بعنوان: كاهن كاثوليكي في الدولة الإسلامية. قصة الأب رغيد كني

روما – إذاعة الفاتيكان :

 

لمناسبة مرور عشر سنوات على مقتل الكاهن العراقي رغيد كني أصدر الكاهن ربوار أوديش باسا كتابًا بعنوان "كاهن كاثوليكي في الدولة الإسلامية. قصة الأب رغيد كني".

 

وقد تم تقديم هذا الكتاب الجديد ليومين خليا في مقرّ هيئة مساعدة الكنيسة المتألمة، وهو يسلط الضوء على هذا الكاهن التي قُتل في الثالث من حزيران من العام 2007 في مدينة الموصل. عشر سنوات مضت على هذا الحادث الأليم وما يزال العراق يعاني اليوم من عنف المجموعات الإسلامية الراديكالية وهو لا ينسى من قضوا على يد هؤلاء الإرهابيين. وقد قرر باسا، الذي كان تلميذاً للأب كني وصديقا له، أن يقصّ سيرة حياة كني الذي كان كاهن رعية الروح القدس وأمين سر أسقف الموصل المطران فرج رحو الذي قُتل هو أيضا في العراق. وقد تابع الكاهن الراحل دروسه العليا في روما وعلى الرغم من اندلاع الحرب في بلاده قرر العودة إلى العراق ليقوم بخدمته في أرض الاضطهاد، وقد كان شاهدا في أكثر من مناسبة على عنف المجموعات المتطرفة وتهديداتها تجاه الجماعات المسيحية المحلية بنوع خاص.

 

للمناسبة أجرى القسم الإيطالي في راديو الفاتيكان مقابلة مع مؤلّف الكتاب الأب ربوار أوديش باسا الذي روى أن قاتلي الأب كني سألوه لماذا لم يمتثل لأوامرهم ويقفل الكنيسة، فأجابهم أنه ليس باستطاعته أن يقفل بيت الله. ولفت إلى أن كني قُتل وذنبه كان الانتماء إلى الأقلية المسيحية في العراق. وأوضح باسا أن الرسالة الموكلة اليوم إلى المسيحيين تتمثل في الشهادة للإنجيل حتى إذا تطلب هذا الأمر أن يعرضوا حياتهم للخطر. ولفت إلى أن الإرهابيين كانوا يقتلون المسيحيين ويهددونهم ومع ذلك كان الأب كني يشكل خطرا بالنسبة لهؤلاء المجرمين لأنه عرف كيف يجابه مخططات الحقد. واعتبر باسا أن الكاهن الراحل كان شاهدا حتى موته على كيفية أن يكون المسيحي أداة للسلام والمصالحة والرجاء في بلد هدمته الحروب المتكررة.

 

وفي رد على سؤال بشأن أوضاع المسيحيين اليوم في العراق ذكّر الأب باسا بأن سهل نينوى تم تحريره لأشهر قليلة خلت، أما مدينة الموصل فقد حُررت نسبة تسعين بالمائة منها حتى اليوم إذ ما يزال تنظيم داعش يسيطر على وسط المدينة التاريخي فيما يسعى الجيش العراقي إلى تحريره. ولفت إلى أن المدنيين بشكل عام يدفعون ثمن هذا الصراع المسلح خصوصا وأن تنظيم داعش لا يتردد في استخدامهم كدروع بشرية. وختم حديثه لإذاعتنا مذكرا بأن البابا فرنسيس تذكر في أكثر من مناسبة الكنيسة في العراق وجميع الشهداء المسيحيين الذين يذرفون دماءهم بسبب إيمانهم.