موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الإثنين، ١٧ يونيو / حزيران ٢٠٢٤
رئيس مجلس أساقفة إيطاليا يزور مستشفى كاريتاس للأطفال في بيت لحم
معاناة الأطفال غير مقبولة

فاتيكان نيوز وأبونا :

 

قام رئيس مجلس أساقفة إيطاليا الكاردينال ماتيو تسوبي، بزيارة إلى مدينة بيت لحم، حيث تفقد مستشفى كاريتاس للأطفال الذي يُعتبر المستشفى الوحيد من نوعه في الضفة الغربية. وتأتي هذه الزيارة في إطار مبادرة الحج الأبرشي إلى الأرض المقدّسة، تحت عنوان "سلام وتضامن"، على رأس وفد يضم 160 شخصًا قدموا من مختلف المدن الإيطاليّة.

 

وكانت في استقبال نيافته المسؤولة عن مستشفى كاريتاس في بيت لحم الأخت علياء كاتاكايام، من راهبات المحبّة، والتي رافقت الكاردينال تسوبي في جولته. وقد تفقد نيافته عددًا من الأقسام، والتقى ببعض الأطفال المرضى وبعائلاتهم، وتحدّث إلى الأطباء والممرضات.

 

وشاهد نيافته فيلمًا وثائقيًا يتناول تاريخ المستشفى الذي يحتفل هذا العام بمرور 71 لإنشائه، مع العلم أن خدماته لم تنقطع قط طوال العقود السبعة الماضية رغم الظروف السياسيّة التي عصفت بالأرض المقدّسة، لاسيما الحرب الدائرة في قطاع غزة التي تزيد من صعوبة تنقل العائلات الساعية إلى توفير العلاج لأطفالها، ناهيك عن مشكلة الاكتظاظ التي يعاني منها المستشفى.

 

ما يزال المستشفى يلعب دوره

 

وأوضحت مسؤولة التسويق والإعلام في المستشفى، شيرين خميس، أنه بغية الوصول إلى بيت لحم يتعيّن على العائلات أن تجتاز عشرات حواجز التفتيش الإسرائيلية، مضيفة أنه خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الصراع لم يتمكن سبعة آلاف طفل من الحصول على العلاجات اللازمة لهذا السبب بالذات. وقالت إن الحرب زادت من تفاقم الأوضاع الاقتصادية التي كانت صعبة أصلاً، مشيرة إلى أن غياب السياح والحجاج أدى إلى فقدان الكثير من فرص العمل وبالتالي باتت العائلات عاجزة عن تسديد كلفة العلاج.

 

وأكدت أنه على الرغم من الأوضاع الاقتصادية والأمنية الصعبة ما يزال المستشفى يلعب دوره، على الرغم من احتياجاته المتزايدة، كي يساعد الأطفال المرضى، لافتة إلى أنه في منتصف شهر آذار الماضي وصل إلى بيت لحم 68 طفلاً في قطاع غزة، وتمت استضافتهم في مركز متخصص وتهتم بهم اليوم منظمة "قرى الأطفال SOS"، ويوفر المستشفى لهم الرعاية الطبية.

معاناة الأطفال غير مقبولة

 

من جهته، قال الكاردينال تسوبي: إنّنا نوجد اليوم في مكان تجد فيه آلام العديد من الأطفال العلاج، بيد أن هذا الأمر لا يحصل دائمًا، لذا من الأهمية بمكان أن ننطلق من هنا لنفهم ما هي احتياجات الصغار، كي نسعى إلى تلبيتها وضمان حقوقهم، مؤكدًا على أنّ معاناة الأطفال أمر لا يمكن القبول به، ولا بدّ من حمل الكبار على التعقل والتفكير.

 

وذكّر نيافته بالأطفال الإسرائيليين الذين قُتلوا في السابع من تشرين الأول الماضي خلال هجوم حماس داخل الأراضي الإسرائيلية، وتذكّر أيضًا الأطفال الفلسطينيين الذين قُتلوا في غزة خلال الأشهر الثمانية الماضية، مشيرًا إلى أن بعض الأطفال الغزاويين توجهوا إلى إيطاليا حيث يتلقون العلاج في عدد من المستشفيات هناك، وقال إنه سمع منهم قصصًا رهيبة، كخضوع بعضهم لعمليات بتر الأعضاء بدون تخدير.

 

ولم تخلُ كلمات نيافته من الحديث عن أهميّة العمل من أجل توفير حياة أفضل للصغار، مشيرًا إلى أن الحقد ومنطق القوة، وعدم الشعور بمعاناة الآخرين، والتفكير بالمصالح الخاصة وحسب كلها أمور تولّد العنف وتحصد ضحايا أبرياء، لاسيما بين الأطفال.

لوقف إطلاق النار

 

وختم رئيس مجلس أساقفة إيطاليا بالقول إنّ مغزى زيارة الحج التي يقوم بها هو أن يفهم معاناة السكان والسعي إلى التعامل معها بواسطة المحبة، والقرب، والمساعدة والصلاة، كي يجد المسؤولون القوة والشجاعة اللازمتين للتوصل إلى وقف لإطلاق النار والجلوس إلى طاولة الحوار.

 

يُشار إلى أنّ مستشفى كاريتاس للأطفال قد أبصر النور في العام 1953 في بيت لحم، وهو يتبع لمنظمة "إغاثة أطفال بيت لحم" الخيرية في سويسرا منذ العام 1963. يوفر المستشفى خدماته الطبية لحوالي خمسين ألف طفل سنويًا ضمن أقسامه الداخلية وقسم العيادات الخارجية. ويؤكد المستشفى على موقعه الإلكتروني الرسمي أن رسالته تكمن في تحسين النتائج الصحية للأطفال في فلسطين من خلال خدمات متخصصة وآمنة يقدمها فريق من ذوي الكفاءات العالية.