موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
ثقافة
نشر الأربعاء، ٢٣ نوفمبر / تشرين الثاني ٢٠٢٢
رئيس أكاديمية MT يحاور سفير فلسطين لدى المجر
تقرير وحوار أستاذ جامعي: مايكل عادل ماركو ـ مدير مكتب الصحيفة في دولة المجر

تقرير وحوار أستاذ جامعي: مايكل عادل ماركو ـ مدير مكتب الصحيفة في دولة المجر

مايكل عادل ماركو :

 

في إطار سلسلة اللقاءات التي يجريها رئيس أكاديمية MT المجرية الأستاذ الجامعي والإعلامي مايكل عادل ماركو، لإظهار غنى الثقافة الشرقية والعربية، تم إجراء الحوار التالي مع سعادة سفير دولة فلسطين لدى المجر د. فادي الحسيني.

 

مقدمة

 

أغلب الأخبار التي تنشر عن فلسطين تحتوي على أخبار قتل وصور دمار، ولكني أردت القيام بهذا اللقاء مع سعادتكم كممثل وسفير لدولة فلسطين لدى المجر لتعريف المشاهد والقارئ المجري والأوربي على الوجه الأخر لدولة فلسطين.

 

 

ما هي تطلعاتكم وخططكم كسفير لدى دولة المجر؟

 

خططي في المجر هي توسيع رقعة التعاون لتشمل كافة النواحي، وبناء المزيد من الجسور بين الشعبين، وأن نعرف الشعب المجري أكثر بفلسطين، بحضارتها، تاريخها، حاضرها.

 

 

برجاء مشاركة المشاهد لمحة عن العلاقات الفلسطينية المجرية وجوانب التعاون المشتركة بين البلدين

 

العلاقات الفلسطينية المجرية قديمة وهناك مخطوطات ورسائل تعود للقرن التاسع عشر، أما في القرن العشرين فقد افتتح مكتب لمنظمة التحرير عام 1975، وفي فبراير 1982 تم منح المكتب الصفة الدبلوماسية. وعقب إعلان وثيقة الاستقلال في الجزائر عام 1988، قامت المجر بالاعتراف بفلسطين، وأصبح مكتب منظمة التحرير الفلسطينية سفارة دولة فلسطين، بكافة الامتيازات والحصانة. منذ ذلك الحين، بدأت العلاقات الفلسطينية المجرية بالتطور شيئاً فشيئاً وتتنوع العلاقات بين البلدين والشعبين.  اليوم نعمل على توسيع رقعة التعاون، وخلق شبكة من المصالح بين البلدين. يوجد حالياً اتفاقية تعليمية تمنح فلسطين 75 منحة دراسية لكافة التخصصات والمستويات، وتمنح فلسطين المجر منح دراسية أيضاً. يوجد اتفاقيات في مجال المياه، الزراعة، الإحصاء. حالياً، هناك عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم قيد الدراسة. نعطي من جانبنا مساحة واسعة للتعاون في مجال الشباب والرياضة والتعاون الثقافي. نحن معنيين بشكل كبير أن نقدم ثقافتنا وحضارتنا التي قد تكون شريحة واسعة من المجتمع المجري لا يعلم عنها شيء. نعمل أيضاً الآن على تنشيط وتنويع العلاقات التجارية والاستثمار، وبالتوازي نحاول تسيير رحلات سياحية دينية وغيرها – في كلا الاتجاهين.

 

كثير من المشاهدين لا يعرفون عن فلسطين إلا ما يبث وينشر من أخبار وصور دمار، فهل يمكنكم تعريف المشاهد على أهم ما يميز فلسطين؟

 

فلسطين، أحد أقدم الحضارات في العالم، أرض العمالقة، ارض كنعان، أرض السيد المسيح ومسرى النبي عليه الصلاة والسلام. أرض مقدسة لكل الديانات، ولا تستحق هذه القدسية سوى سلام عادل ينعم به سكان هذه الأرض، وكل من يزورها. فلسطين تقع في قلب العالم العربي، جوها معتدل، فلا صيف حار جداً، ولا شتاء برده قارس. فيها السهول والصحراء، فيها الشواطئ والجبال، مميزة بعبق برتقالها، زيتونها. أرض الخير والكرم والجود، وإن لزم الأمر تكون قلعة التحدي والصمود. قدمت فلسطين العديد من الشخصيات المميزة في الكثير من المجالات، أمثال إدوارد سعيد ومحمود درويش، قدمت فلسطين قاضيات ورائدات، قدمت مخترعين وعلماء فضاء، شعراء، فلاسفة، ورياضيين، كما كانت ولازلت مكان فريد للتعايش المشترك بين جميع الديانات، فإن زرت فلسطين، فسترى الفلسطيني فلسطيني، دون التفرقة في دين أو خلفية الشخص. الزائر لفلسطين سيرى المسارح والمطاعم، سيعيش تجربة الفنون الشرقية والفلسطينية وغيرها، سيعيش أجواء أسواق شعبية وعصرية، سيتنشق نسيم تاريخ ثري وحاضرغني. التنوع الديني في فلسطين أعطى هذا المكان ميزة فريدة، فترى على سبيل المثال ثلاث احتفالات بأعياد الميلاد، وفي كل إحتفالية يحتفي ويشارك بها الجميع. وفي شهر رمضان، يشترك الجميع في خصوصية هذا الشهر الكريم. وبين هذا وذاك، سترى روح التحدي والبقاء، قوة الصمود من أجل الحرية والإستقلال. باختصار، هي تجربة فريدة لا يمكن أن تعيشها إلا في فلسطين. لدينا العديد من المناسبات الوطنية والدينية، وقد لا يسعفنا الوقت لذكرها جميعاً، ولكن وطنياً لدينا يوم الأرض، ويوم النكبة، ذكرى إنطلاق الثورة الفلسطينية، وذكرى إعلان الإستقلال، كما يحيي الفلسطينيون سنوياً ذكرى استشهاد القائد الرمز ياسر عرفات. دينيًا، يوجد لدينا عيد الفطر السعيد وعيد الأضحى المبارك، عيد ميلاد السيد المسيح، وعيد الشكر.

 

ما هي الرسالة التي تود كسفير لدولة فلسطين التي ولد بها السيد المسيح توجيها للمشاهد بعيد الميلاد المجيد؟  

 

بعد كل هذه السنين، ظلت قصة ولادة يسوع المسيح أروع قصة عرفناها – قصة ربطت السماء بالأرض من خلال فلسطين...من خلال بيت لحم. قصة الحب الأبدي من الله لجنسنا البشري من خلال رسالة سلام ومحبة للجميع. في عظته على الجبل، قال يسوع: "طوبى لصانعي السلام" ... أقول في لرسالتي بعيد الميلاد المجيد هي أنه ورغم حجم الألم والغبن والظلم، ما زال ذراعنا ممتداً للسلام، فقد أدركنا منذ زمن أن هذه الأرض المقدسة تستحق حاضر ومستقبل أفضل.... نأمل أن يُدرك الطرف الآخر هذه الحقيقة، وأن يعمل بشكل جدي، بعيداً عن أية مرواغات تخدم فقط مصالح سياسية ضيقة وآنية، وذلك من أجل السلام....من أجل مستقبل أفضل للأجيال القادمة.

 

ما هي امنياتكم للعام الجديد؟

 

أمنيتي أن يعم السلام في منطقتنا وفي العالم بشكل عام، وأن يعي الجميع خطورة إستمرار التوتر وعدم الإستقرار. أمنيتي أن يأخذ العقلاء زمام المبادرة، وأن يدافعوا عن الحق والفضيلة ... وأن يكونوا صوت الضمير الحي.

كيف ترى مبادرة أكاديميتناMT  التي تهتم بتقديم ثقافة الدول الشرقية والعربية للمواطن المجري؟

 

مبادرة أكاديمية MT التي تهتم بتقديم ثقافة الدول العربية للمواطن المجري هي مبادرة هامة جدًا، ندعمها ونؤيدها بشدة، فهي مبادرة مفيدة لكلا الطرفين، فهي تساهم من جهة في جسر أي فوارق أو إنطباعات مسبقة قد تكون في غير مكانها، ومن جهة ثانية تعرف المجتمع المجري بثقافة وحضارة لا يمكن إنكار تاريخها ومساهمتها للبشرية علماً وعملاً وتميزاً. إضافة لذلك، تقديم برامج اللغة العربية أمر مميز للغاية، فاللغة العربية هي أحد اللغات الرسمية للأمم المتحدة، يتحدث بها 22 دولة عربية، والعديد من قاطني الدول الأفريقية والأسيوية.

 

رسالة توجها سعادتكم للمشاركة في الفعالية الثقافية الخاصة بدولة فلسطين التي ستنظمها أكاديمية MT بالتعاون مع السفارة الفلسطينية.

 

كما أسلفت، رؤيتنا تعلي بشكل كبير الثقافة، وتهتم بخلق وعي أكبر بفلسطين، تاريخها، حاضرها، ثقافتها، وعليه، فرأينا مشاركة الأكاديمية في فعالية ثقافية خاصة بدولة فلسطين أمر يصب في هذه الرؤية، ولا نستطيع الإنتظار لكي نراها، ونسعد الجميع بجو ثقافي مميز.

 

في نهاية اللقاء أتقدم بالشكر لسعادتك على هذه اللقاء.

 

أشكركم على هذه المقابلة، ويمكن أن نقول للمشاهد والقارئ بأن هناك المزيد من المشاريع التي سنقوم بها سويًا، كترجمة الروايات الفلسطينية للغة المجرية، ورحلات دينية لفلسطين، وتبادل لغوي وغيرها من المشاريع.