موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر السبت، ١٣ أغسطس / آب ٢٠٢٢
رئيس أساقفة كازاخستان: زيارة البابا دعوة لنكون مثالاً للتعايش السلمي
المطران خوسيه لويس مومبييلا سييرّا

المطران خوسيه لويس مومبييلا سييرّا

وكالة آكي الإيطالية :

 

قال رئيس مجلس أساقفة كازاخستان، المطران خوسيه لويس مومبييلا سييرّا، إن زيارة البابا فرنسيس ستسلط الضوء على دعوة الكنيسة لأن تكون مثالاً للتعايش السلمي بين الأعراق والديانات.

 

قبل شهر تقريبًا على زيارة البابا فرنسيس الرسولية إلى كازاخستان، حيث من المرتقب أن يشارك في مؤتمر قادة الديانات والتقاليد العالمية، أجرى موقع فاتيكان نيوز الإلكتروني مقابلة مع رئيس مجلس أساقفة البلد الآسيوي المطران سييرّا الذي أكد أن مشاركة الحبر الأعظم في هذا اللقاء ستسلط الضوء على دعوة الكنيسة لأن تكون مثالاً للتعايش السلمي بين الأعراق والديانات المختلفة، موضحا أن البلاد أطلقت حواراً بين الثقافات والأديان يشكل مصدر غنى للمجتمع برمته.

 

"إن حضور البابا في كازاخستان هو أهم انجاز تحقق خلال السنوات الماضية، خصوصا وأن الحبر الأعظم هو الشخصية الأهم والأكثر شهرة في مجال تعزيز الحوار بين الأمم والثقافات والديانات المختلفة". بهذه الكلمات علق سيادته، وهو أيضًا أسقف أبرشية "الثالوث الأقدس" في ألماتي، على مشاركة البابا في المؤتمر السابع لقادة الديانات والتقاليد العالمية، والمزمع عقده في العاصمة نور سلطان، يومي الرابع عشر والخامس عشر من أيلول المقبل.

 

تقع كازاخستان بين القارتين الآسيوية والأوروبية وقد نالت استقلالها بعد تفكك الاتحاد السوفيتي في العام 1990، وهي تتألف من مجموعات عرقية مختلفة، وغالبية السكان من المسلمين، فيما يشكل المسيحيون أقلية، ومعظمهم ينتمون إلى الكنيسة الأرثوذكسية. في هذا السياق المطبوع بالتعددية والاختلافات، يرى المطران سييرّا، الذي انتُخب منذ فترة قصيرة على رأس مجلس الأساقفة، يرى أن الحوار بين الأديان والثقافات يُغني المجتمع برمته منذ سنوات. وتمنى أن تجد الكلمات التي سيلقيها البابا فرنسيس خلال زيارته الرسولية المقبلة آذاناً صاغية، كي يتحوّل هذا المؤتمر العالمي في المستقبل إلى مختبر أصيل يُصنع فيه السلام في العالم.

 

هذا ثم قال الأسقف الإسباني إن حضور البابا في كازاخستان سيسلط الضوء على دعوة هذا البلد لأن يكون نموذجًا للتعايش السلمي بين مختلف الأعراق والأديان. وأضاف أنه خلال السنوات الثلاثين الماضية شاءت كازاخستان أن تترك بصمة على هذه المسيرة في التاريخ، مشيرا إلى أن هذه المسيرة ليست خالية من الصعوبات، لكن الأمر يستأهل الالتزام بالمبادئ الكبرى، حتى إذا تطلب ذلك تضحيات كبيرة.

 

واعتبر أيضًا أن زيارة البابا تشكل دومًا حافزًا للجماعة الكاثوليكية كي تبقى ملح الأرض ونور العالم. كما أن الزيارة ستكون لحظة نعمة بالنسبة لتلاميذ يسوع المدعوين إلى تجديد الإيمان والرجاء والمحبة. ومن خلال الكاثوليك، تستطيع البلاد كلها أن تنال أكبر البركات، لأن الشهادة الأصيلة للإيمان هي ربح بالنسبة لجميع الأشخاص العائشين في وسطهم، فكل شيء يعتمد على الأمانة الشخصية للإنجيل.

 

ردًا على سؤال حول أبرز المواضيع التي سيتناولها المؤتمر العالمي، في نسخته السابعة، قال سيادته إن لقاء هذا العام مخصص لدراسة وتقييم الدور الواجب أن يلعبه القادة الدينيون من أجل النمو الروحي والاجتماعي للبشرية، خلال مرحلة ما بعد جائحة كوفيد 19. وستتخلل اللقاء مداخلات وطاولات مستديرة، كما ستَصدر عن المؤتمرين وثيقة مشتركة في نهاية الأعمال.

 

في سياق حديثه عن بعد الحوار بين الديانات والثقافات في كازاخستان والثمار التي حملها على مر السنوات الماضية، وقال الأسقف إن البلاد، ومنذ استقلالها لأكثر من ثلاثين سنة خلت، انكبت على تعزيز التناغم بين مختلف الديانات، وإرساء أسس الوحدة بين الأعراق، كي يكون ذلك ركيزة مجتمعية من أجل بناء البلاد وازدهارها. وقد عملت الحكومة على تعزيز الحوار والتعارف المتبادل والصداقة بين مختلف القادة الدينيين، في المدن والمحافظات والأقاليم.

 

وقد أعلنت الثامن عشر من تشرين الأول يومًا للتناغم الديني: وتُنظم للمناسبة طاولات مستديرة واحتفالات مشتركة. كما أن مؤتمر قادة الديانات العالمية الذي يُعقد سنويا في العاصمة شكل بحد ذاته مؤشرًا واضحًا يعكس قناعة راسخة بضرورة سلوك هذه الدرب من أجل تحقيق السلام في العالم.

 

هذا ثم لفت سيادته إلى أن الكنيسة الكاثوليكية المحلية تسعى إلى المشاركة في الحوار بشكل فاعل، وعلى كل المستويات: في المدن، كما على الصعيدين الإقليمي والوطني. والأهم من ذلك علاقات الصداقة القائمة بين الكهنة والأساقفة من جهة والممثلين عن باقي الكنائس المسيحية والأديان الأخرى، من جهة ثانية.

 

واختتم الأسقف حديثه أن الكنيسة المحلية تسعى إلى نشر هذا الروح وسط المؤمنين، كي يحظى التعايش الاجتماعي بسند يرتكز إلى المبادئ الواضحة والصلبة للأخوة والتعايش السلمي بين الأشخاص وبين الثقافات والأديان، معتبرا أن الكرازة بالإنجيل تتطلب تعزيز التعايش من خلال الحوار مع المؤمنين وغير المؤمنين على حد سواء.