إنّ الشهادات الحية التي يقدمها كل من الأب إبراهيم فلتس، نائب حارس الأرض المقدسة، والأب روزاريو بيرري عميد المعهد الكتابي الفرنسيسكاني، ستساعدنا على فهم التزام وعمل حراسة الأرض المقدسة، بفضل لمّة صينية الجمعة العظيمة التي تدعم الحجارة الحية ساكني هذه الأرض.

يقول الأب إبراهيم فلتس الفرنسيسكاني، نائب حارس الأرض المقدسة: "تأسست أول مدرسة في الشرق الأوسط في بيت لحم عام 1598. اليوم لدينا 17 مدرسة. هناك أكثر من 12000 طالب مسيحي ومسلم. و1200 معلم". يدرس فيها مسيحيون ومسلمون، تقع مدارسنا في بيت لحم والقدس وحدها فيها خمس مدارس والناصرة وعكا وحيفا وأريحا، ولكن أيضًا في الأردن وقبرص والأرجنتين.

هناك نوعان من الخدمات الأخرى التي تقدمها حراسة الأراضي المقدسة والتي تهدف لتحسين الظروف المعيشية للناس وضمان قدرتهم على البقاء في هذه الأرض مع الحد الأدنى من الكرامة: المنازل والوظائف. يضيف الأب فلتس: "في مدينة القدس القديمة لدينا 400 منزل نقدمها مجانًا للعائلات بدون اي ايجار. تقوم حراسة الأراضي المقدسة بترميم المنازل على نفقتها الخاصة، وتقدر تكلفة الترميم 2 مليون دولار. خارج البلدة القديمة في القدس لدينا 250 وحدة سكنية. كما لدينا منازل في بيت لحم والناصرة ويافا".

إنّ لمة صينة الجمعة العظيمة للأرض المقدسة تعتبر مصدرًا أساسيًا لدعم هذه الخدمات. يقول الأب روزاريو بيرري الفرنسيسكاني، عميد المعهد الكتابي الفرنسيسكاني: "تمّ تأسيس المعهد الكتابي الفرنسيسكاني سنة 1901 كمركز أبحاث في علم الآثار واللاهوت والتفسير. وتأسّس رسميًا في العام الدراسي 1923/1924، في الواقع سنحتفل العام القادم بالذكرى المئوية لتأسيس معهدنا. في عام 1960 أصبح جزءًا لا يتجزأ من الجامعة الانطونية الحبرية في روما، وفي عام 2001 أصبح معهدًا متخصصًا في الكتاب المقدس وعلم الآثار".

يضيف: "يسجل سنويًا طلاب في المعهد من جميع أنحاء العالم. إنّ العيش هنا في الأرض المقدسة لعدة سنوات يمنحهم خلفية ثقافية وتعليمية تمكنهم بعد ذلك من مشاركتها مع طلابهم وكهنة ورهبان أبرشياتهم. يحتوي المعهد على مكتبة جميلة تضم الآن أكثر من 60.000 مجلد، ويرتبط أيضًا بمتحف مهم جدًا لتاريخ المسيحية نفسها ليكون شاهدًا على نشأة المسيحية في فلسطين. إلى جانب هذه الأنشطة، هناك أنشطة أخرى. ننظم مؤتمرات ودورة تنشيطية في اللاهوت الكتابي والتي ستعقد هذا العام في الفترة من 11 إلى 14 نيسان. إنّ حراسة الأرض المقدسة تساعد معهدنا أيضًا!".

يختتم الأب فلتس حديثه بالقول: "نحن لسنا حراس الأماكن المقدسة فقط، ولكننا أيضًا حراس على الحجارة الحيةّ".