موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
ثقافة
نشر الخميس، ١٨ أغسطس / آب ٢٠٢٢
حرائق الغابات تدمر مساحات أكبر بمرتين بسبب التغير المناخي في العالم
سنة 2021 شهدت أسوأ حرائق الغابات منذ بداية القرن

سنة 2021 شهدت أسوأ حرائق الغابات منذ بداية القرن

أ ف ب :

 

تدمر حرائق الغابات الناجمة عن تغير المناخ ضعف المساحات العالمية المغطاة بالأشجار مقارنة مع ما كان يحدث قبل 20 عامًا، وفقًا لبيانات نُشرت الأربعاء تظهر أن العالم يخسر كل دقيقة ما يوازي مساحة 16 ملعبًا لكرة القدم مغطاة بالأشجار.

 

أظهر البحث الذي وفر تحليلًا لم يسبق أن تضمن مثل هذه التفاصيل، كيف تطورت حرائق الغابات على مدى العقدين الماضيين وكيف دمرت هذه الحرائق ما يقدر بثلاثة ملايين هكتار إضافية كل عام - بما يضاهي مساحة بلجيكا - مقارنة بعام 2001.

 

وأظهرت الدراسة أن فقدان الغطاء الشجري يحصل بغالبيته في الغابات الشمالية التي تغطي مساحات واسعة من روسيا وكندا وألاسكا وتعد من بين أكبر مستودعات الكربون على الأرض.

 

استخدم باحثون من جامعة ميريلاند صور الأقمار الاصطناعية لرسم خرائط للمناطق التي فقدت غطاءها الشجري بما في ذلك تلك التي دمرتها الحرائق التي تقضي تمامًا على الغطاء الشجري أو معظمه وتتسبب في تغيرات طويلة المدى في بنية الغابة وكيمياء التربة.

 

أظهرت البيانات أن عام 2021 شهد بعض أسوأ حرائق الغابات منذ مطلع القرن مع فقدان 9,3 مليون هكتار من الغطاء الشجري على مستوى العالم.

 

كان هذا أكثر من ثلث إجمالي الغابات المفقودة في العام الماضي، وفقًا للبيانات التي جمعها مرصد غلوبال فوريست ووتش ومجموعة أبحاث معهد الموارد العالمية. قال جيمس مكارثي محلل البحوث في غلوبال فورست ووتش لوكالة فرانس برس "إن حرائق الغابات تزداد سوءا في جميع أنحاء العالم".

 

وأوضحت خدمة مراقبة الأقمار الاصطناعية التابعة للاتحاد الأوروبي الأسبوع الماضي إن أوروبا الغربية شهدت حرائق على مستوى قياسي حتى الآن في عام 2022، مع فقدان عشرات الآلاف من الهكتارات من الغابات في فرنسا وإسبانيا والبرتغال.

 

وقال الباحثون إن تغير المناخ كان على الأرجح "دافعًا رئيسيًا" في زيادة استعار الحرائق، إذ تجعل موجات الحرارة الشديدة الغابات جافة أكثر بخمس مرات حاليًا مما كانت عليه قبل 150 عامًا. وأوضحوا أن هذه الظروف الأكثر جفافاً تؤدي إلى إصدار انبعاثات أعلى من الحرائق لتزيد تفاقم تغير المناخ كجزء من "حلقة التغذية الراجعة بين الحرائق والمناخ".

 

 

أفضل دفاع

 

الغالبية العظمى -نحو 70 في المائة- من فقدان الغطاء الشجري بسبب الحرائق على مدى العقدين الماضيين حدثت في المناطق الشمالية، وذلك على الأرجح بسبب ارتفاع درجة حرارة مناطق خطوط العرض العالية بمعدل أسرع من بقية أنحاء الكوكب.

 

والعام الماضي، فقدت روسيا 5,4 مليون هكتار من الغطاء الشجري بسبب الحرائق، وهو أعلى مستوى على الإطلاق مع زيادة قدرها 31 في المئة عن عام 2020.

 

وقالت الدراسة إن "هذه الخسارة القياسية ترجع جزئياً إلى موجات الحر الطويلة التي كانت مستحيلة عملياً بدون تغير المناخ بفعل النشاط البشري".

 

وحذر الفريق من أن التغييرات المتزايدة في المناخ واستعار الحرائق يمكن أن تحول الغابات الشمالية في نهاية المطاف من خزانات لالتقاط الكربون إلى مصدر لانبعاثات الكربون.

 

وقال مكارثي "في هذه المناطق الشمالية، تراكم الكربون في التربة على مدى مئات السنين وتمت حمايته بطبقة رطبة على السطح... هذه الحرائق الأكثر تكرارا وخطورة تحرق هذه الطبقة العليا وتكشف ذاك الكربون المخزَّن في التربة".

 

وأظهرت الدراسة أن فقدان الغطاء الشجري المرتبط بالحرائق في المناطق المدارية خلال القرن الحالي ازداد سنويًا بنحو خمسة بالمئة - حوالي 36 ألف هكتار.

 

والحرائق ليست السبب الرئيسي لفقدان الغابات في هذه المناطق فالعوامل الرئيسية في ذلك هي أنشطة إزالة الغابات وتدهورها.

 

لكن الباحثين قالوا إن فقدان الغابات بسبب إزالة الغابات يزيد من احتمال فقدان الغابات بسبب الحرائق إذ تؤدي هذه الممارسات إلى ارتفاع درجات الحرارة الإقليمية وجفاف الغطاء النباتي.

 

ودعوا الحكومات إلى تحسين قدرة الغابات على الصمود من خلال وقف إزالة الغابات والحد من ممارسات إدارة الغابات المحلية التي تشمل حرق مساحات حرجية في نطاق محدد لكنه يمكن أن يخرج عن نطاق السيطرة بسهولة خاصة أثناء فترات الجفاف.

 

وقال مكارثي إن "الغابات هي من أفضل الدفاعات التي نمتلكها ضد تغير المناخ".