موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر
حبيب أفرم - رئيس الرابطة السريانية أمين عام اللقاء المشرقي
نعتذر منكما، أيها المطرانين الأرثوذكسيين السرياني يوحنا إبراهيم والرومي بولس اليازجي، الأيقونتين المشرقيتين، فها نحن، بعد سبع سنوات على خطفكما، نعترف بذل وانكسار، اننا لا نعلم ولو حقيقة واحدة عن مصيركما.
خدعونا، كلهم، الزعماء الحكومات الدول الأجهزة الأحزاب، وعدونا بالمتابعة بالاهتمام، لكن، مثل السحر، مثل الأكذوبة، لا شيء.سر من اسرار الشرق الدفينة.
نحن في خارطة القوى لسنا قضية، ولا ملفا، ولا حاجة استراتيجية، ولا نفط تحتنا، ولا رماح في أيدينا، مبادؤنا وحضورنا ودورنا لا معنى لها في حسابات الدول.
لا اعدناكما بطلين مكرمين محررين من أيدي من تجرأ على المس بطهر ثوبكما، ببريق رسالتكما، ولا حتى شهيدين مصلوبين على خشبة الحق كما السيد الذي وهبتما العمر له.
لقد هزمنا. آه كم هزمنا،ليس فقط بكما، بل بكل ما ترمزان له، وبكل أحلامنا ونضالنا والتاريخ.
لقد ذبح شعبنا اكثر، اضطهد، أبيد من جديد، دمرت كنائسه والأديرة، هجرت قراه وأحرقت، أمام اعين عالم بلا ضمير، المسيحية المشرقية تجف، تموت رويدا رويدا، نغلق صفحة حضارة وجذور وهويات.
اوطاننا تخذلنا، لا حريات لا مساواة لا مواطنة لا حقوق إنسان لا اعتراف بالتنوع وبالتعدد، وفوق هذا أصوليات وارهاب وتكفير ورفض لكل آخر، بل اكثر سقوط الدول والحدود وحروب أهلية واحتلالات ونفوذ اجنبي وساحات قتال. لا أفق لا ضوء لا أمل.
ثم جاء الوباء هذا العام ليحرمنا حتى من احياء ذكرى تضامن معكما، وحشد أحبة في مهرجان وفاء اننا لن ننسى.
وها نحن في زمن القيامة، رجاؤنا الوحيد الباقي أعجوبة منه، هو القادر على كل شيء، ومنا ان يبقى عندنا ولو ذرة إيمان.