موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر
في العاصمة المجرية بودابست قدمت جوقة "تشيكساردا" Csíkszerda المجرية عرضًا رائعًا في الأسبوع الأول من شهر أيار عام 2022. تتكون هذه الجوقة من 500 عضوًا، يتراوح أعمارهم من 6 سنوات إلى ما فوق الأربعين. وفي تناغم جميل قدمت هذه الفرقة بقيادة "أرباد توت" Tóth Árpád الذي يقوم بتدريس الموسيقى الغنائية في المدرسة الثانوية وكلية الفنون التطبيقية، وكذلك في معهد كودالي kecskeméti kodály intézet بمدينة كاشكميت، عرضًا فريدًا أعجب الكبار والصغار من الحضور.
تميّز هذا العرض بعدم وجود آلات موسيقية، وتم الاعتماد على أصوات أعضاء الجوقة فقط، وبطريقة غير اعتيادية لم يأخذ الأعضاء خشبة المسرح مكانًا للعرض إنما انتشروا في ارجاء قاعة العرض، فتواجدوا خلف ووسط وأمام الحاضرين. وهكذا شعر الحضور بأنهم محاصرون بقوة أصوات الجوقة التي أدخلتهم في عالم الإحساس المرهف بكلمات كانت تدور حول قصة الحب السماوي. وبالرغم من اختلاف أصوات وأعمار أعضاء الجوقة إلا أن العمل كان متقن لدرجة كبيرة.
وفي حوار خاص مع أحد أعضاء الجوقة "ريتا شنودة" Rita Shenouda ذات الأصول المصرية السودانية قالت: "لقد أعجبني أسلوب هذه المجموعة وأصبحت أحد أعضاء هذه الجوقة منذ 3 سنوات وأنا سعيدة جدًا بالمشاركة في عروض مميزة مثل هذه. فلم يضع قائد الجوقة اختبارات صعبة للانضمام لهم وكل عام نقوم بعرض أعمال مختلفة في أماكن مختلفة بالمجر".
هذا هو العنوان التي حملته الأمسية التي قدمتها هذه الجوقة، لتحكي قصصًا مبنية على الحكايات الشعبية التي لها جذور أسطورية وشخصيات رمزية تشرح الصدمات والصراعات البشرية، والتناقض بين العالم الخارجي والحياة الداخلية. وأن بعد كل كارثة فجر جديد.
الفن هو غذاء الروح، وهو لغة روحية تلمس الحاضرين، وأنا واحد من المشاهدين أجد صعوبة بتجسيد ما يلمسني خلال العروض الفنية بعبارات مكتوبة. إنّ الفن سيظل له سحره الخاص، وفي هذا العرض ليس سحر الفن فقط هو الذي يرفع المشاهد لعالم الروحيات إنما الإبداع في إشراك أجيال مختلفة بشخصيات عديدة بعمل واحد يحمل رسالة واحدة. فجمال العمل الجماعي يدفعنا لتذوق عمل يطبع عليه الإبداع والإتقان.