موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
ثقافة
نشر الثلاثاء، ٢٣ فبراير / شباط ٢٠٢١
ترحيب أممي بعودة الولايات المتحدة رسميًا إلى اتفاق باريس للمناخ
المبعوث الأميركي الخاص لشؤون المناخ، جون كيري، يوقع اتفاق باريس في عام 2016، ومعه حفيدته

المبعوث الأميركي الخاص لشؤون المناخ، جون كيري، يوقع اتفاق باريس في عام 2016، ومعه حفيدته

الأمم المتحدة :

 

"اليوم هو يوم أمل" – هكذا وصف الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، عودة الولايات المتحدة رسميًا لاتفاق باريس بشأن المناخ، مشيرا إلى أنه خبر جيّد للولايات المتحدة وللعالم.

 

وقد عادت رسميًا يوم الجمعة الموافق 19 شباط 2021، الولايات المتحدة إلى اتـفاق باريس بشأن المناخ بعد أن انسحب منه الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب.

 

جاءت تصريحات الأمين العام في مناقشة عُقدت ضمن الجلسة الافتتاحية لقمة المشاركة العالمية الافتراضية 2021، التابعة لرابطة الأمم المتحدة في الولايات المتحدة، التي تدعم الأمم المتحدة.

 

وفي الفعالية، التي شارك بها المبعوث الأمريكي الخاص لتغيّر المناخ، جون كيري، رحب الأمين العام للأمم المتحدة بانضمام الولايات المتحدة مجددًا للاتفاق. وقال: "على مدار السنوات الأربع الماضية، أدّى غياب لاعب رئيسي (الولايات المتحدة) إلى إحداث فجوة في اتفاق باريس؛ حلقة مفقودة أضعفت الجميع".

 

وأشار الأمين العام إلى أن عمل جون كيري يتجلّى بهذا الاتفاق التاريخي: "عندما وقّع المبعوث الخاص جون كيري اتفاق باريس عام 2016، أحضر معه حفيدته إلى الأمم المتحدة. لا يمكننا أن نكون معا اليوم (وجها لوجه)، ولكن يمكننا جميعا التفكير في مسؤولياتنا تجاه الأجيال القادمة".

 

وفي كلمته الافتراضية، قال جون كيري، إنه يشعر بالفخر والغبطة إزاء عودة الولايات المتحدة لتكون طرفًا في اتفاق باريس، واستطرد أن ذلك يحمل معه مسؤولية خاصة: "نعود للانضمام إلى جهود المناخ الدولية بتواضع وطموح. تواضع لأننا نعلم أننا فوّتنا أربعة أعوام غابت خلالها الولايات المتحدة عن الطاولة، وتواضع لأننا نعلم أن أي دولة أو قارّة لم تنجز المهمة بعد".
 

تسبب الطقس القاسي في تكساس في حدوث عواصف ثلجية غير معتادة أدت إلى انقطاع الكهرباء على نطاق واسع في جميع أنحاء الولاية

اتفاق باريس "إنجاز تاريخي"

 

لمواجهة تغير المناخ وآثاره السلبية، تبنت 197 دولة اتفاق باريس خلال المؤتمر الحادي والعشرين لأطراف معاهدة الأمم المتحدة الإطارية المعنية بتغير المناخ، الذي عُقد في العاصمة الفرنسية باريس في 12 كانون الأول 2015. ودخل الاتفاق حيز التنفيذ بعد أقل من عام، ويهدف إلى الحدّ بشكلٍ كبير من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري العالمية وارتفاع درجة الحرارة العالمية في هذا القرن.

 

وأوضح السيّد غوتيريش أن اتفاق باريس إنجاز تاريخي، لكنّ الالتزامات التي تم التعهد بها حتى الآن غير كافية، وحتى تلك الالتزامات، لم يتم الوفاء بها.

 

وقال، إن إشارات التحذير موجودة في كل مكان: "كانت السنوات الست منذ عام 2015 هي السنوات الست الأكثر حرارة على الإطلاق، مستويات ثاني أكسيد الكربون بلغت درجات قياسية. وتتفاقم الحرائق والفيضانات وغيرها من الظواهر الجوية المتطرفة في كل منطقة. إذا لم نغيّر المسار، فقد نواجه ارتفاعا كارثيا في درجة الحرارة بأكثر من 3 درجات مئوية هذا القرن (مقارنة بعصر ما قبل الثورة الصناعية)".

 

ويرى الأمين العام أن هذا العام محوريّ، وسيكون مؤتمر الأطراف 26 في غلاسكو حاسما، إذ من المتوقع أن تتخذ الحكومات قرارات من شأنها أن تحدد مستقبل الناس والكوكب.

 

 

هدفنا المركزي "تحالف عالمي حقيقي"

 

وأشار الأمين العام إلى وجود ثلاثة أهداف رئيسية لدى الأمم المتحدة، أبرزها هدف طويل المدى يتمثل في إنشاء تحالف عالمي حقيقي للانبعاثات الصفرية الصافية بحلول عام 2050.

 

ففي العام الماضي، التزمت البلدان التي تمثل 70% من الاقتصاد العالمي و65% من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون العالمية بالوصول إلى صفر انبعاثات. وقال: "آمل أن تنضمّ الولايات المتحدة رسميا إلى هذا التحالف قريبا جدا، كما تعهد الرئيس بايدن، وأن تقدم خطتها الملموسة للوصول إلى صافي انبعاثات صفرية بحلول عام 2050".

 

ولفت الأمين العام إلى أن الهدف الثاني يتمثل في تقديم الحكومات مساهمات محددة وطنيا أكثر طموحا ومصداقية للسنوات العشر القادمة بحلول موعد مؤتمر الأطراف. والهدف الثالث هو ضرورة الاستثمار في اقتصاد أخضر يساعد على معافاة الكوكب وسكانه بعد جائحة كـوفيد-19، وخلق وظائف جيّدة الأجر ومستقرّة وضمان ازدهار أكثر إنصافا واستدامة.

الطاقة النظيفة، مثل طاقة الرياح، عنصر رئيسي في الوصول إلى صفر انبعاثات لغازات الاحتباس الحراري

التخلص التدريجي من الفحم

 

دعا الأمين العام للأمم المتحدة إلى التوقف عن الاستثمار في مشاريع الوقود الأحفوري التي تدمر صحة الناس وتدمر التنوع البيولوجي وتساهم في كارثة مناخية. وحثّ على تحويل العبء الضريبي من الدخل إلى الكربون، ومن المستهلكين إلى الملوّثين، وسدّ فجوة التمويل من خلال دعم البلدان التي تعاني من الآثار المدمّرة لأزمة المناخ.

 

وقال: "يجب أن يصل هذا الدعم إلى البلدان والأشخاص الأكثر تضررا. وتتحمل النساء والفتيات العبء الأكبر من أزمة المناخ، إذ تشكل النساء 80% من النازحين بسب تغيّر المناخ".

 

من جانبه، دعا جون كيري جميع الدول إلى رفع سقف طموحها معا، "وإلا فسنفشل معا"، وقال: "لكي نكون على المسار الصحيح ونحول دون ارتفاع درجة الحرارة لأعلى من 1.5 درجة مئوية باحتمالية تصل إلى 66%، علينا أن نحد من الانبعاثات العالمية بمقدار النصف بحلول عام 2030، وهذا يعني أن علينا أن نخفف من استخدام الفحم خمس مرات أسرع مما كنا نقوم به، وزيادة التشجير خمس مرات أسرع ونحتاج لزيادة الطاقة المتجددة ست مرات أسرع والتحول إلى مركبات كهربائية بسرعة بمقدار 22 مرة".

 

وأشار إلى أن على جميع الدول القيام بذلك: "الصين وهي أكبر دولة تساهم في الانبعاثات في العالم يجب أن تكون جزءا من جهود 2030، والهند وروسيا واليابان، جميع الدول التي تساهم بأكبر انبعاثات، وهي 17 دولة بحاجة للنهوض وخفض الانبعاثات".

 

وحثّ السيّد غوتيريش دول مجموعة السبع على تحقيق نتائج ملموسة بشأن التمويل في قمتها في تموز. ودعا جميع البلدان المتقدمة للوفاء بتعهدها بالمساهمة بمبلغ 100 مليار دولار سنويا للدول النامية. وقال في ختام كلمته: "بوسعنا بناء مستقبل للطاقة المتجددة والبنية التحتية الخضراء التي تحمي الناس والكوكب وتضمن الرخاء للجميع. فلنبدأ العمل".