موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر
كنيسة معموديّة السيّد المسيح من الخارج (أ ف ب)
أعلن الكرسي الرسولي (حاضرة الفاتيكان) بأنّ قداسة البابا فرنسيس قد عيّن نيافة الكاردينال بييترو بارولين، أمين سرّ دولة حاضرة الفاتيكان، ليكون مبعوثًا بابويًا باسمه لتدشين كنيسة المعموديّة في الأردن.
إلى ذلك، دعا الكاردينال بييرباتيستا بيتسابالا، بطريرك القدس للاتين ورئيس مجلس رؤساء الكنائس الكاثوليكية في الأرض المقدّسة، الكنائس اللاتينيّة والكاثوليكيّة والشقيقة إلى المشاركة في القداس الاحتفاليّ الحاشد الذي سيُقام يوم الجمعة الموافق 10 كانون الثاني 2025، في كنيسة المعموديّة التي سيدّشنها ضيف الأردن الكاردينال بارولين.
كنيسة معموديّة السيّد المسيح من الداخل (تصوير: موقع أبونا)
هذا وعبّر الأب رفعت بدر، مدير المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام، والناطق الإعلامي لهذا الحدث، عن سروره وسرور الكنائس الكاثوليكيّة في الأرض المقدّسة، في الأردن وفلسطين، بحضور مبعوث قداسة البابا فرنسيس، الذي صلّى خلال زيارته البابويّة في هذه الكنيسة التي كانت قيد الإنشاء، وتحديدًا في 24 أيار 2014.
وأعلن الأب بدر بأنّ الترتيبات والتحضيرات لهذا الحدث الكنسيّ الكبير تجري على قدم وساق، أولاً في الرعايا لتسجيل أسماء المشاركين والمشاركات من مختلف أنحاء الأردن، وذلك عبر الكنائس اللاتينيّة في بلدنا الحبيب، بالإضافة إلى حضور عدد كبير من الزوار والأصدقاء القادمين من الخارج.
وضع حجر الأساس لكنيسة معموديّة السيّد المسيح، 24 أيار 2014
واستذكر بيان المركز الكاثوليكي حدث وضع حجر الأساس لهذه الكنيسة، التي تمّ في العاشر من أيار عام 2009، وفيه وضع قداسة البابا الراحل بندكتس السادس عشر، برفقة جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، وجلالة الملكة رانيا العبدالله. ويوّمها، ألقى البابا بندكتس كلمة قال فيها: "إنّ ذكرى عماد المسيح حاضرة أمامنا في هذا المكان بشكلّ حيّ.. وعبر القرون قصد الأردن حجاج كثيرون لتنقية نفوسهم وتجديد إيمانهم ليكونوا قريبين من الرّب. وهذا ما فعلته الحاجة إيجيريا التي دوّنت ما شاهدته من حجّها في نهاية القرن الرابع".
وذكّر الأب بدر بأنّ بناء الكنيسة قد تمّ بإشراف مباشر وتبرّع سخيّ من فارس القبر المقدّس السيّد نديم معشر، وذلك وفاءً لروح ابنه أيمن الذي قضى بحادث سير في المنطقة المجاورة في المغطس. وبعد 15 عامًا، وبفضل السيّد معشر، والبطريركيّة اللاتينيّة، وعدد من المحسنين أفرادًا وجمعيات خيريّة ودول، مثل دولة هنغاريا الصديقة، فقد تمّ بناء الكنيسة على قطعة أرض تكرّم بها جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، وسمو الأمير غازي بن محمد، رئيس مجلس أمناء موقع المغطس.
كنيسة معموديّة السيّد المسيح من الداخل (تصوير: موقع أبونا)
هذا وقد وزّع المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام دعوات على كافة المؤسّسات والوكالات الإعلاميّة التي تود الحضور لتغطية هذا الحدث، بترتيب مع المركز، وبتنسيق مع وزارة الاتصال الحكومي. وسوف يشهد الحدث تغطية إعلاميّة سواء من الإعلام المحليّ أو العربي أو الدولي. وهنالك عدد من الإعلاميين تمّت دعوتهم من قبل وزارة السياحة وهيئة تنشيط السياحة للمشاركة بهذا الحدث الكبير.
وبحسب اللجان التحضيريّة لهذا الحدث، فإنّ جوقة قلب يسوع الأقدس في تلاع العلي سوف تُحيي ترانيم القداس، وتُشرف عليه اللجنة الليتورجيّة. وسيقوم طلاب المعهد الإكليريكي التابع للبطريركيّة اللاتينيّة في بيت جالا بخدمة القداس، وسوف تترافق الاحتفالات مع عزف لمجموعة من الفرق الكشفيّة الكاثوليكيّة في الأردن. ومن المتوقّع أن يحضر أكثر من 7 آلاف حاج وحاجة إلى مكان الحدث، في حافلات قدّمتها هيئة تنشيط السياحة، وقد وضعت الخيم والشاشات الضخمة في الساحات للمصلين.
كنيسة معموديّة السيّد المسيح من الداخل (تصوير: موقع أبونا)
وقال الأب بدر إنّ هذا الحدث الكبير، وهو يشهد تغطية إعلاميّة واسعة، سوف يكون له صدى إعلاميّ عالميّ مما سيشهد نهضة سياحيّة دينيّة إلى هذا المكان، فهذه أكبر كنيسة في العالم تحمل اسم المعموديّة، وهي مُشادة على نهر الأردن، لا بل هي الكنيسة الأقرب لمياه النهر المقدّس في منطقة المغطس.
وأوضح الأب بدر بأنّ حدث تدشين كنيسة المعموديّة يتزامن مع الذكرى الخامسة والعشرين لبدء الحج السنوي إلى هذا المكان في العصر الحديث، ذلك أنّنا قد بدأنا منذ عام 2000 باحتفالين؛ الأولى جرى في شهر كانون الثاني حيث شاركت به كلّ كنائس المملكة، وأضيئت فيه ألفي شمعة احتفالاً باليوبيل الكبير، وكذلك في الاحتفال الثاني الذي حضره 40 ألف شخص من مختلف أنحاء الأردن وترأسه البابا يوحنا بولس الثاني، الذي أصبح قديسًا اليوم، على تلة مار الياس قرب نهر الأردن، في شهر آذار.
وبهذه المناسبة، استذكر الأب بدر كلّ الجهود الطيبة التي تقوم بها الهيئة الملكيّة لموقع المغطس، التي يرأس مجلس أمنائها سمو الأمير غازي بن محمد، ويشاركه بالعضوية عدد من رؤساء الكنائس والخبراء، لافتًا إلى أنّ المغطس سيشهد تحضيرات ضخمة لتطوير الأراضي المجاورة له خلال السنوات الخمسة المقبلة، حيث سنحتفل في العام 2030 بمرور ألفي سنة على عمّاد السيّد المسيح في مياه نهر الأردن الخالد.