موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الجمعة، ٥ أغسطس / آب ٢٠٢٢
النائب الرسولي للاتين في لبنان: الوضع العام في البلاد ليس إيجابيًا

فاتيكان نيوز :

 

في الذكرى السنويّة الثانيّة لتفجير مرفأ بيروت، قال المطران سيزار إسايان، النائب الرسولي للاتين في لبنان، إلى أنّ الوضع العام في البلاد ليس إيجابيًّا، فالكثير من الأشخاص يسعون إلى تضميد الجراح التي سببها الانفجار، في وقت مات فيه عدد من المصابين خلال السنتين الماضيتين. وقد أعيد بناء العديد من البيوت، لكن عمليّة إعادة الإعمار تتطلّب العمل لسنوات.

 

ولفت سيادته إلى أن المأساة الأكبر تتعلّق اليوم بعدم الكشف عن حقيقة ما جرى، وهذا الهدف يبتعد يومًا بعد يوم. وذكّر بأن الملف سُحب من قاضي التحقيق السابق، وقد انقسم الرأي العام بين مؤيد لهذا القاضي ومعارض له، وهذا ما زاد من ضبابية القضية، وأرجأ إمكانيّة معرفة ما حصل فعلاً. وأنّ هذا الانقسام الحاصل، يتلاءم وللأسف مع الانقسام بين المسيحيين والمسلمين.

 

 

الأزمة الاقتصاديّة

 

وقال: أثّر التفجير على الأزمة الاقتصادية في لبنان، حيث بات من الصعب الحصول على فرص العمل، ومن يستطيع أن يغادر البلاد لا يتردّد، ومن يبقى في لبنان يعيش أوقاتًا صعبة. وأشار إلى انقسام آخر بين اللبنانيين، بين من يتقاضون رواتبهم بالدولار الأمريكي، ومن بالليرة اللبنانية، مشيرًا إلى أنّ رواتب الموظفين الرسميين هي بالعملة المحليّة، ويصعب عليهم الوصول إلى آخر الشهر، إن لن يساعدهم أقرباؤهم المغتربون.

 

كما لفت إلى أن قلة قليلة من اللبنانيين تتمرّد على هذا الواقع بعد أن خارت قوى المواطنين. وما يزيد الطين بلة ارتفاع الأسعار بسبب الحرب في أوكرانيا، بالإضافة إلى وجود أعداد كبيرة من النازحين السوريين على الأراضي اللبنانية، ما يولّد توترات مع اللبنانيين، خصوصًا وأن نسبة كبيرة من المواطنين يشعرون بالغضب إزاء تقاضي اللاجئين السوريين المساعدات الماديّة بالدولار الأمريكي، مع أن هذا الأمر ليس صحيحًا، كما قال. وأضاف أن طوابير المواطنين أمام الأفران تثير غضب الناس لأن أُسر السوريين تتوافد إلى الأفران بكل أفرادها للحصول على كمية أكبر من الخبز.

 

 

رسالة الكنيسة

 

وأوضح أنّ اللبنانيين هم بحاجة إلى المواد الغذائية الأساسيّة، مشيرًا إلى أن الكنيسة توزّع على العائلات المحتاجة بعض الوجبات الساخنة. كما ثمة حاجة إلى الأدوية والعلاجات. وأضاف أن قلة قليلة من اللبنانيين تستطيع الحصول على العلاج لأن النفقات الطبية ارتفعت بشكل كبير جدًا. هذا فضلا عن الحاجة إلى التربية والتعليم. وأشار إلى أن المواطنين يسعون اليوم إلى البقاء على قيد الحياة، مع وجود نسبة 80% من اللبنانيين دون خط الفقر. فقد تعب هؤلاء لكنهم ما يزالون صامدين.

 

ولفت إلى أن الكنيسة المحليّة فتحت مركزًا للمساعدات بعد التفجير، يقدّم الرعاية الاجتماعيّة والنفسيّة للبالغين والأطفال على حد سواء. وأشار إلى أن عدد الأشخاص الوافدين إلى المركز ارتفع في الفترة الأخيرة، فبات المركز يقدّم 300 وجبة طعام يوميًا، بعد أن كان عدد الوجبات 70. هذا بالإضافة إلى ارتفاع عدد المواطنين الذين يطلبون الحصول على الأدوية. ولفت إلى أن الحصول على التيار الكهربائي يعتمد على عمل مولدات الكهرباء، والمواطنون يعانون من ضغوط لم يشهدوا لها مثيلاً.

 

وأكد أن الكنيسة الجامعة لم تتأخر لحظة عن مد يد المساعدة للكنيسة المحليّة، مع أن المساعدات شهدت تراجعًا طفيفًا مع اندلاع الأزمة الأوكرانيّة، لكن الوكالات التي تعتمد على الكنيسة الكاثوليكية ما تزال حاضرة على التراب اللبناني، وهي تعمل بطريقة جميلة جدًا. ووجّه سيادته كلمة شكر إلى البابا فرنسيس وأمانة سر دولة حاضرة الفاتيكان ومجمع الكنائس الشرقية على الجهود المبذولة من أجل مرافقة الشعب اللبناني، مشيرًا إلى أنّ النيابة الرسوليّة اللاتينيّة لا تملك موارد كبيرة لكنها بفضل التبرعات تقدم المساعدة للعديد من الأشخاص المحتاجين.