موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الإثنين، ٣ ابريل / نيسان ٢٠٢٣
الملك: لضرورة وقف تهجير المسيحيين والهجمات المتكرّرة على الكنائس بالقدس

أبونا :

 

أكد الملك عبدالله الثاني، الأحد، وقوفه إلى جانب الأشقاء الفلسطينيين ودعمه لصمود المقدسيين، وقال "نحن معكم للأبد وستنتصرون على كل التحديات التي أمامكم". وشدد خلال لقائه، بحضور الرئيس الفلسطيني محمود عباس، شخصيات مقدسيّة إسلاميّة ومسيحيّة، على أن واجبنا وواجب كل مسلم ردع التصعيد الإسرائيلي ضد المقدّسات الإسلاميّة والمسيحيّة بالقدس.

 

ودعا جلالته المجتمع الدولي إلى التصدي للتصريحات الإقصائية والعنصرية التي صدرت أخيرًا عن بعض المسؤولين الإسرائيليين. وجدّد الالتزام بالوصاية الهاشمية، وبالعهدة العمرية التي حفظت السلام والعيش المشترك وحافظت على المقدّسات الإسلاميّة والمسيحيّة بالقدس منذ 1400 عام، مشدّدًا على ضرورة وقف تهجير المسيحيين، وكذلك وقف الهجمات المتكررة على الكنائس ورهبانها وممتلكاتها بالقدس.

 

الرئيس عباس

 

من جهته، ثمن الرئيس عباس دعوة الملك، قائلاً: "أتوجه إلى أخي جلالة الملك عبدالله الثاني بالشكر الجزيل على هذه الدعوة الكريمة التي أصبحت سنة حسنة درج عليها جلالته، بدعوة أبناء شعبنا الفلسطيني المقدسي، ورجال الدين الإسلامي والمسيحي من القدس الشريف".

 

ولفت إلى أن هذه البادرة تأتي ضمن التنسيق الدائم مع الأردن، وهو ما يؤكد على الأخوة بين الشعبين الشقيقين، ولدعم صمود الشعب الفلسطيني في وجه الاحتلال الإسرائيلي وإجراءاته التعسفية لتغيير الهوية وطابع المدينة بالقدس. وأشاد الرئيس عباس بالدور المهم لجلالة الملك، صاحب الوصاية الهاشمية على المقدّسات الإسلاميّة والمسيحيّة بالقدس، في إسناد الجهود الفلسطينيّة في الدفاع عن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وسعيه نحو الحرية والاستقلال.

البطريرك ثيوفيلوس

 

من جهته، حذّر البطريرك ثيوفيلوس الثالث، بطريرك القدس للروم الأرثوذكس، من أن الوجود المسيحي في الأراضي الفلسطينية يتعرّض "لهجمات غير مسبوقة من قبل جماعات إسرائيلية متطرفة، إلا أن رؤساء الكنائس يقفون متحدين ضد العنف بجميع أشكاله".

 

وأشاد بدعم الملك للوجود المسيحي في الأراضي المقدسة انطلاقًا من الوصاية الهاشميّة على المقدّسات الإسلاميّة والمسيحيّة في القدس، والتي تمتد تاريخيًا للعهدة العمرية، التي حظيت بأهمية متزايدة على مدار 14 قرنًا من الزمان، مثمنًا دور جلالته المستمر بحماية المقدّسات.

 

 

المطران شوملي

 

من جهته، أشار المطران وليم شوملي، النائب البطريركي العام للاتين في القدس، ممثلاً ومتحدثًا عن البطريرك بييرباتيستا بيتسابالا، بطريرك اللاتين بالقدس، إلى أنّ مدينة القدس الفريدة ما زالت تعاني من الاحتلال والعنف وعدم الاستقرار، ومن محاولات التهويد على مختلف الصعد ديمغرافيًا وسكنيًا ودينيًا، وحتّى على صعيد المناهج المدرسيّة التي ينوي الاحتلال تغييرها في القدس الشرقيّة، لتضعف بذلك الرواية العربيّة الفلسطينيّة المتعلقة بالقدس وتاريخها وجغرافيتها ومكانتها.

 

واستذكر خطاب الملك في الأمم المتحدة أيلول الماضي، الذي أكد فيه أهمية الحفاظ على الوضع القائم بالقدس، ودافع فيه عن الحقوق والتراث الأصيل للمسيحيين في الشرق، ولا سيما بالقدس، معربًا عن شكره لجلالته على مواقفه الإنسانيّة والسياسيّة الحكيمة والشجاعة.

شخصيات إسلاميّة

 

ولفت مدير عام دائرة أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى الشيخ محمد عزام الخطيب إلى أنه وبرغم كل الصعاب والانتهاكات ومحاولات تغيير الوضع القائم في المسجد الأقصى والتحريض على موظفيه وتقسيمه وتغيير صفته الإسلامية، فإن سجل جلالة الملك يحفل هذا العام كما هو دوما بالمكارم والمآثر التي يزهو بها المسجد الأقصى. وعدّد الخطيب أعمال الترميم والصيانة التي جرى إنجازها أخيرًا، لافتًا إلى أن الملك يكرّس طاقاته للحفاظ على هذه الحضارة عربيّة إسلاميّة.

 

أمّا المفتي العام للقدس والديار الفلسطينيّة وخطيب المسجد الأقصى الشيخ محمد حسين فثمّن الدعوة الملكية للشخصيات المقدسية، مؤكدًا أهمية الوصاية الهاشميّة، بخاصة في هذه الظروف الصعبة. ولفت إلى أن الشعبين الفلسطيني والأردني اليوم ممثلين بهذه الأخوة سيبقون إن شاء الله السدنة والحراس الأوفياء على المقدسات بالقدس الشريف.