موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر
المطران جورج أسادوريان، المعاون البطريركي للأرمن الكاثوليك في بيروت، خلال ترؤسه القداس الإلهي (تصوير: رافي سايغ)
ترأس المطران جورج أسادوريان، المعاون البطريركي للأرمن الكاثوليك، القداس الإلهي لمناسبة تخصيص يوم 27 شباط كعيد للقديس كريكور ناريكاتسي "معلم الكنيسة" وذلك صباح اليوم في كنيسة المخلص الأقدس للأرمن الكاثوليك، برج حمود - بيروت، بمشاركة أساقفة وكهنة الكنيسة الأرمنية الكاثوليكية وراهبات الحبل بلا دنس وجوقة الكنيسة.
وعاون سيادته في خدمة القداس كل من الآباء ديكران فيليبوس والأب فارطان جلوف وفي بداية القداس تحدث كاهن الرعية الأب خاجيك قيومجيان عن أهمية هذا اليوم خاصة أن الأحتفال يأتي بظروف استثنائية جراء انتشار فيروس الكورونا ولكن كلنا نتحد بالصلاة من خلال وسائل التواصل الاجتماعي.
وفي بداية عظته، قال المطران أسادوريان: اليوم هو 27 شباط، ومنذ هذا العام سوف يكون هذا اليوم يومًا تاريخيًا في تقويم الكنيسة الكاثوليكية وبالأخص لدى شعبنا الأرمني. ففي يوم 25 من الشهر الماضي، قرّر قداسة البابا فرنسيس أن يتم تخصيص يوم 27 شباط من كل عام كعيد للقديس كريكور ناريكاتسي. ويتم الاحتفال بهذا اليوم في كل الكنائس الكاثوليكية كعلامة حب واحترام لهذا القديس الكبير. ونحن الأرمن في هذا اليوم نحتفل بهذا العيد ونتحد بالصلاة بكل إيمان مع أخوتنا في كل الكنائس الكاثوليكية حول العالم.
أضاف: "وكما يطيب لنا أن نعبر عن شكرنا ومحبتنا لقداسة البابا فرنسيس تجاه كل خطواته الطيبة بحق الشعب الأرمني، حيث في كل مرة يذكر ويقدم هذا الشعب كمثال حي عن الإيمان الحقيقي وأيضًا عن روح القيامة التي يمتاز فيها كل أرمني خاصةً بعد أهوال الإبادة الجماعية للأرمن عام 1915. فالقديس كريكور ناريكاتسي أصبح مثالً حيً لنا ولكل المؤمنين بروح العبادة التي تميز فيها في عصره، وهو الذي عرف عنه بحبه وتعبده للسيدة العذراء وكذلك لسيدنا يسوع المسيح".
تابع: "هو ذلك الراهب والشاعر والصوفي الأرمني. ولد كريكور في العام 951م، في قرية ناريك بالقرب من جنوب بحيرة فان، لوالدَين تقيّين، توفّيت والدته عندما كان طفلاً، أمّا والده خسروف فكان غزير العلم، ومن كنف هذه العائلة المؤمنة خرج كريكور ليصبح لاحقًا ملفان الكنيسة أي المعلم. ولقب "ناريكاتسي" نسبة إلى دير "ناريك" حيث نشأ وترهّب ودفن. عرف عنه حبه للثقافة والفلسفة والأدب مما دفعه إلى التعمق أكثر في قراءة الكتب ومن هذا التعمق بدأ بتأليف الكتب وكتابة صلوات وأناشيد أغنت المكتبة المسيحية. قيل عنه كبير الموسيقى الليتورجيّة، ودُعي بكنارة العذراء مريم، إذ ألّف أنغام عدد كبير من الأناشيد التي كتبها مشيدًا بسيّدتنا مريم العذراء. أرتبط أسمه بشكل وثيق بكتابه الأخير: "كتاب المراثي" الذي رفعه إلى مرتبة القدّيسين الأدباء رفيعي المستوى، وتجلّت فيه عبقريّة الشاعر والفيلسوف، وأنجزه عام 1002م قبل عام من وفاته. ويبقى هذا الكتاب تحفة من آداب القرون الوسطى وقد أُطلق على هذه الصلوات تعبير "المراثي" لتميّز هذا الكتاب بأسلوب الرثاء والفنّ الأدبيّ المأساويّ ،كذلك ترجمت أعماله الى لغات كثيرة وباتت مرجعًا غنيًا لكل مؤمن وطالب علم".
وخلص المطران جورج أسادوريان في عظته إلى القول: "واليوم وبمبادرة طيبة من قداسة البابا نجتمع مع أخوتنا حول العالم لنُحيي ذكرى هذا القديس الكبير، فبعد مرور كل هذه السنوات تشرق الرسالة الأرمنية من جديد، ويبقى هذا الشعب عنوانًا للعطاء وهذا ليس بغريب عن شعب أول دولة اعتنقت المسيحية، فالمسيرة مستمرة وسيبقى الأرمن في كل انحاء العالم يحملوا هذا الأرث الكبير ويقدموا الصورة الراقية عن الشعب القائم من الموت والعاشق للحياة وللعلم والثقافة واليوم بشفاعة هذا القديس نصلي إلى الرب لينعم على بلادنا بالسلام وخاصة في هذه الظروف الصعبة التي يعيش فيها وطننا الحبيب لبنان".
هذا وتحدثت الإعلامية ليا عادل معماري: "نجتمع اليوم لنصلي ولكن هذه المرة بطابع مسكوني، حيث يجمعنا هذا اليوم لنحتفل بذكرى قديس قدسته جميع الكنائس، واليوم نحن نشهد على هذه اللحظات المباركة، فهنيئًا للشعب الأرمني بهذا الرجاء الجديد وكلنا أمل أن يكتمل هذا اليوم مع صمود الشعب الأرمني وانتصار القضية الأرمنية، التي لم يختصروها بإبادة بل صنعوا منها نعمة وقضية لا تموت".