موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
عدل وسلام
نشر الخميس، ١٣ أكتوبر / تشرين الأول ٢٠٢٢
المرأة الريفية، مفتاح لعالم خالٍ من الجوع والفقر

الأمم المتحدة :

 

إن تحقيق المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة ليس فقط الشيء الصحيح الذي يجب القيام به ولكنه عنصر حاسم في مكافحة الفقر المدقع والجوع وسوء التغذية.

 

في المتوسط، تشكل النساء أكثر من 40 في المائة من القوة العاملة الزراعية في البلدان النامية، وتتراوح من 20 في المائة في أمريكا اللاتينية إلى 50 في المائة أو أكثر في أجزاء من أفريقيا وآسيا. ومع ذلك، فهم يواجهون تمييزًا كبيرًا عندما يتعلق الأمر بملكية الأراضي والمواشي، والمساواة في الأجور، والمشاركة في كيانات صنع القرار، والوصول إلى الموارد والائتمان والسوق لتزدهر مزارعهم.

 

تحسين حياة المرأة الريفية هو مفتاح مكافحة الفقر والجوع. إن منح النساء نفس الفرص التي يتمتع بها الرجال يمكن أن يرفع الإنتاج الزراعي بنسبة تتراوح بين 2.5 إلى 4 في المائة في أفقر المناطق ويمكن تخفض عدد الأشخاص الذين يعانون من سوء التغذية بنسبة تتراوح بين 12 إلى 17 في المائة.

 

في هذا اليوم الدولي، تحت شعار "النساء الريفيات يزرعن غذاءً جيدًا للجميع"، دعونا نعترف بعمل هؤلاء البطلات في مكافحة الجوع، والقيام بدور رئيسي في تحقيق الهدف الثاني من أهداف التنمية المستدامة؛ ودعونا نطالب بان يتمع النساء وكثير منهم جزء من الاقتصاد غير الرسمي وفي الوقت نفسه مدبرو المنازل ومقدمو الرعاية بنفس الفرص التي يتمتع بها الرجال بالمناطق الريفية

 

 

المساهمة القيمة التي تقدمها المرأة الريفية في مجال التنمية

 

يزداد الاعتراف بما للنساء والفتيات من دور في ضمان استدامة الأسر والمجتمعات الريفية وتحسين سبل المعيشة الريفية والرفاهية العامة. وتمثل النساء نبسبة كبيرة من القوى العاملة الزراعية، بما في ذلك العمل غير الرسمي، ويمارسن الجزء الأكبر من الرعاية غير مدفوعة الأجر والعمل المنزلي في إطار أسرهن في المناطق الريفية. كما أنهن يسهمن إسهامات كبيرة في الإنتاج الزارعي وإتاحة الأمن الغذائي وإدارة الأراضي والموارد الغذائية، فضلا عن إسهاماتهن في بناء القدرات على التكيف مع المناخ.

 

مع ذلك، تعاني النساء والفتيات في المناطق الريفية من فقر متعدد الأبعاد. فبينما انخفض الفقر على الصعيد العالمي، لم يزل سكان العالم البالغ عددهم مليار نسمة يعيشون في ظروف فقر مرفوضة تتركز في المناطق الريفية بدرجة كبيرة، مما يعني أن معدلات الفقر في المناطق الريفية هو أعلى بكثير من معدله في المناطق الحضرية. ومع ذلك، تنتج أصحاب الحيازات الصغيرة ما يقرب من 80% من الأغذية في ىسيا وأفريقيا جنوب الصحراء الكبرى وتدعم سبل العيش لحوالي 2.5 مليار شخص.وعلى الرغم من أن المزارعات ربما امتلكن ما يمتكله نظرائهن من الرجال من القدرة على الإنتاج والريادة التجارية، إلا أنهن أقل قدرة على الحصول الأرض والائتمان والمدخلات الزراعية والأسواق وسلاسل الأغذية الزراعية عالية القيمة، فضلا عن تلقيهن لعروض سعرية أقل لمحاصليهن.

 

ولم تزل الحواجز الهيكلية والأعراف الاجتماعية التمييزية تعوق سلطة صنع القرار للمرأة ومشاركتها السياسية في الأسر والمتجتمعات الريفية. وتفتقر النساء والفتيات في المناطق الريفية إلى المساواة في الحصول على الموارد والأصول الإنتاجية، والحصول على الخدمات العامة مثل التعليم والرعاية الصحية والهياكل الأساسية (بما في ذلك المياه المأمونة وخدمات الصرف الصحي)، في حين يمارس كثير منهن مهاما كثيرة مجهولة أو غير مدفوعة الأجر، حتى مع زيادة أعباء عملهن كثيرا بسبب هجرة الرجال إلى الخارج. وعلى الصعيد العالمي، وبإستثناء عدد قليل من الحالات، تكشف المؤشرات المتعلقة بنوع الجنس والتنمية عن المرأة الريفية تعاني أكثر من الرجل في المناطق الريفية، فضلا عن ما يعايشنه من فقر وإقصاء وتأثر بتبعات تغير المناخ.