موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر السبت، ١٦ أكتوبر / تشرين الأول ٢٠٢١
الكاردينال شونبورن يتحدث عن سورية: هناك حاجة للسلام رغم صمت الأسلحة

أبونا :

 

عاد رئيس أساقفة فيينا الكاردينال كريستوف شونبورن مؤخرًا من زيارة قصير إلى سورية.

 

وفي مقابلة مع موقع "فاتيكان نيوز"، وصف نيافته هذه الرحلة بأنها زيارة لم يتمكن فيها للأسف من القيام بكل ما كان يودّ فعله حقًا. وقال بأنّ أحد أكثر الأمور التي أثّرت فيه هي وجود النساء المسلمات في الأديرة والمزارات المسيحية للصلاة مع أطفالهنّ.

 

وتابع بأنّ الجانب المدهش، وبشكل أكبر، هو مشاهدة "الوضع المأساوي لجيل الشباب". ويستذكر الكاردينال شونبورن سماعه العديد من الشباب الذين أخبروه عن رغبتهم في مغادرة البلاد، وعن مخاوفهم من "عدم وجود مستقبل" لهم فيها.

 

 

صمت الأسحلة لا تصنع سلامًا

 

وقال الكاردينال شونبورن: "إنّ هذا الأمر نتيجة طبيعية لعشر سنوات من حرب مروّعة. إنّه نتيجة لأوضاع اقتصاديّة رهيبة. إنّه نتيجة لانعدام السلام. فلا تكفي أن تصمت الأسلحة، لأنه في الوقت الذي لا توجد فيه مصالحة ولا وحدة في البلاد، فإنّه لا يوجد سلام".

 

واندلعت الحرب في سورية قبل عشر سنوات، وتحديدًا في آذار 2011، بعد أن ردّت الحكومة السوريّة بعنف على الاحتجاجات الداعيّة إلى الديمقراطيّة. وقد بدأت الأطراف الأجنبيّة بالإنحياز كل في طرف، مرسلة الأموال والأسلحة والمقاتلين. ومع تفاقم الفوضى، بدأت مجموعات ما تُسمى بـ"الدولة الإسلاميّة" بالدخول إلى المشهد، وقد اعتبرها المجتمع الدولي تهديدًا جسيمًا. ومنذ ذلك الحين قُتل ما يقارب 400 ألف شخص، وفُقد 200 ألف آخرين، ويُفترض أنهم لقوا حتفهم.

 

 

تعاون المجتمع الدولي

 

ويوضّح الكاردينال شونبورن إلى الحاجة المّاسة من قبل المجتمع الدولي، "خاصة من الدول العظمى... (الولايات المتحدة وروسيا وإيران وتركيا)... للعمل معًا من أجل مساعدة هذا البلد على إيجاد السلام. وبعد ذلك، تابع حديثه، وعندها فقط، يمكن وضع خطة لإعادة إعمار البلاد.

 

ولفت إلى أنّ هذه المأساة قد أدت إلى رحيل الكثير من سكان البلاد الأصليين، لأنهم ببساطة لا يرون أي مستقبل. "وهذا أمر مفجع حقًا.. لأنهم يحبون بلدهم". هذا وفرّ أكثر من نصف سكان سورية -البالغ عددهم قبل الحرب 22 مليون نسمة- من ديارهم. وهنالك حوالي 6.7 مليون نارح في الداخل، ويعيش العديد منهم داخل المخيمات، بينما تمّ تسجيل 5.6 مليون آخرين كلاجئين في الخارج.

 

ويختتم رئيس أساقفة العاصمة النسماوية فيينا الكاردينال كريستوف شونبورن، حديثه بالتأكيد على أنّ "أنا نفسي ابن لعائلة لاجئة. فقد اعتادت والدتي أن تقول: لا أحد يغادر وطنه طواعيّة". في الواقع، كما يضيف نيافته، "هي نوع من الدراما إن كان عليك مغادرة بلدك".