موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
حوار أديان
نشر الجمعة، ١٠ فبراير / شباط ٢٠٢٣
الكاردينال ستيلا: الحرية لا يمكن أن تخضع لحسابات المصالح والظروف

فاتيكان نيوز :

 

في الذكرى السنوية الخامسة والعشرين للزيارة التاريخية التي قام بها البابا يوحنا بولس الثاني إلى كوبا ألقى العميد الفخري لمجمع الإكليروس الكاردينال بينيامينو ستيلا مداخلة في جامعة هافانا، أكد خلالها أن الحريات لا يمكن أن تخضع للحسابات الضيقة وطالب – في حديث للصحفيين على هامش الزيارة – بالإفراج عن المتظاهرين الذين أُوقفوا في صيف العام 2021.

 

أكد الكاردينال ستيلا أن البابا فرنسيس يأمل بأن تلقى نداءات الكنيسة آذاناً صاغية وبأن تُطلق السلطات سراح الأشخاص الذين شاركوا في تظاهرات الحادي عشر من تموز 2021، وأكد أن اعتبار الإفراج عن هؤلاء عفواً هي مسألة ثانوية، إذ ما يُهم هو أن يعود هؤلاء الشبان إلى عائلاتهم وبيوتهم. وشدد نيافته على ضرورة أن يعرف الممسكون بزمام السلطة كيف يصغون ويتحاورون، لأنه من الإصغاء والحوار، تنتج أمور تعود بالفائدة على الشعب الكوبي، معربا عن أمله بأن يتم هذا الحوار في أقرب فرصة ممكنة.

 

زيارة المسؤول الفاتيكاني إلى كوبا في الذكرى السنوية الخامسة والعشرين للزيارة الرسولية ليوحنا بولس الثاني بدأت في الرابع والعشرين من الشهر الفائت وتنتهي هذا الجمعة، مع العلم أن ستيلا كان سفيراً بابويا في الجزيرة الكارايبية بين عامي 1992 و1999. في الخطاب الذي ألقاه في جامعة هافانا، بحضور رئيس البلاد ميغيل دياز كانيل، قال نيافته إن الحريات لا يمكن أن تخضع للحسابات الضيقة، حسابات المصالح والظروف، كما أن تحقيق الحرية لا يمكن أن ينتظر أوقات ملائمة. وأضاف أن هذه الحقيقة ترتكز إلى تعاليم الأب فيليكس فاريلا الذي يُعتبر من الآباء المؤسسين لكوبا وخوسيه مارتي، زعيم الاستقلال. وشدد على أنه في مرحلة التبدلات الاقتصادية التي نعيشها اليوم، يمكن أن تساهم حرية التعليم في تحقيق النمو المادي والخلقي والروحي للأشخاص، كما يتعين على الجزيرة أن تكون متحررة من أي تدخلات خارجية، ولا بد أن يكون سكانها رجالا ونساء أحرارا.

 

بعدها ذكّر الكاردينال ستيلا بما قاله البابا الراحل يوحنا بولس الثاني إلى الكوبيين خلال زيارته لهافانا في الثالث والعشرين من كانون الثاني يناير 1998 "لا تنسوا أن المسؤولية هي جزء من الحرية، كما أن الشخص يُحدد في المقام الأول من خلال مسؤولياته تجاه الآخرين وتجاه التاريخ". ولفت نيافته إلى أن هذه هي بعض التحديات التي تنتظرنا اليوم، وهي تحديات مشتركة بالنسبة لجميع الدول، خصوصا في مرحلة التبدلات التي نعيشها، كما يؤكد أيضا البابا فرنسيس. من هذا المنطلق اعتبر العميد الفخري لمجمع الإكليروس أنه من الأهمية بمكان أن تتحقق المصالحة الأصيلة والأخوة التي لا ترتكز إلى تشابه الأفكار، بل تتحقق على الرغم من الاختلافات مع الآخرين. وكي يحصل هذا الأمر –مضى يقول– لا بد أن يواصل الجميع التزامهم في التربية على القيم وتعزيز النضوج الخلقي لدى الشبان، لكي يلتزموا هم أيضا في واقعهم ويحققوا أحلامهم ومشاريعهم في وطنهم.

 

هذا ثم حذر نيافته من مشاعر الحقد والصدام بين الأخوة والأخوات، داعيا للسعي إلى بناء ثقافة اللقاء وتشييد جسور يمشي عليها المواطنون سوياً بحثا عن الخير العام الذي هو مسؤولية الجميع. ولفت الكاردينال ستيلا في هذا السياق إلى أن الإيمان يكون نافعاً إذا ما نتج عنه تبدل في حياة المؤمنين، لتكون موجهةً نحو الحرية والخير والعدالة والمحبة. وختم حديثه لافتا إلى أن البابوات الثلاثة الذين زاروا كوبا خلال السنوات الخمس والعشرين الماضية – يوحنا بولس الثاني، بندكتس السادس عشر وفرنسيس – سعوا لإعطاء دفع للإيمان المسيحي وللديانة في الحياة وفي العمل الاجتماعي.

 

خلال الأيام الماضية ترأس العميد الفخري لمجمع الإلكيروس الاحتفال بالقداس الإلهي في كاتدرائية هافانا قبل أن يقوم بجولة على الجماعات الكنسية المحلية، وترأس القداديس في عدد من مزارات الجزيرة وكنائسها. كما احتفل بالذبيحة الإلهية في كاتدرائية ماتانزاس التي انتهت للتو أعمال ترميمها، وتوقف في عظته عند التطويبات، مسلطاً الضوء على قيمة الإنجيل الذي جاء به الرب يسوع، والمشبع بالتواضع والمحبة. وتوجه نيافته إلى المؤمنين قائلا: أعلم أنكم تعيشون ككنيسة فقيرة وصغيرة وهشة، مذكرا بما كان يقوله المطران أدولفو رودريغيز إن الكنيسة في كوبا لا تستطيع أن تتذمر وتقول إن الرب لم يعطها أي شيء لأنه في الواقع منحها معجزة الأيادي الفارغة، التي هي أياد قادرةٌ على أن تُعطي ما ليس لديها.