موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
حوار أديان
نشر الإثنين، ٢ مايو / أيار ٢٠٢٢
الفاتيكان يوجّه رسالة إلى البوذيين لمناسبة عيد فيساك

فاتيكان نيوز :


وجّه المجلس البابوي للحوار بين الأديان في الفاتيكان رسالة إلى كل الجماعات البوذية حول العالم التي تحتفل بعيد "فيساك"، إحياءً لذكرى أهم الأحداث التي طبعت حياة بوذا، وأكدت الرسالة أنه باستطاعتنا اليوم أن نساعد البشرية على الصمود مسلطين الضوء على الكنوز الدفينة لتقاليدنا الروحية.

 

و"فيساك"، يوم اكتمال القمر من شهر أيار، هو أقدس الأيام لدى ملايين البوذيين في كافة أرجاء العالم. ففي يوم فيساك، منذ ألفين وخمسمائة عام مضى، وتحديدًا في عام 623 قبل الميلاد، ولد بوذا. وفي يوم فيساك أيضًا بلغ حالة التنّور، وفي يوم فيساك تتوفي بوذا وهو في الثمانين من عمره.

 

وتطرقت الرسالة الفاتيكانية إلى الأوضاع الصعبة والأزمات التي يعيشها عالمنا المعاصر، فللسنة الثالثة على التوالي ما تزال البشرية برمتها رهينة الأزمة الصحية التي تسببت بها الجائحة، وتُضاف إليها مشاكل الكوارث الطبيعية المتصلة بالأزمة الإيكولوجية، ما سلط الضوء على هشاشتنا كمواطنين يتقاسمون العيش على هذه الأرض، ناهيك عن الصراعات المسلحة التي ما تزال تتسبب بسقوط ضحايا أبرياء، وتولد آلامًا جمّة وثمة أشخاص يستغلون الدين لتبرير العنف.

 

وأكدت أنه إزاء هذه الأزمات المتعددة التي يتعين على البشرية أن تواجهها، ما يزال البحث عن حلول دائمة مهمة صعبة، وذلك على الرغم من مؤشرات التضامن التي تظهر تجاوبًا مع المآسي. ولفتت إلى أن البحث الدؤوب عن الغنى المادي والتخلي عن القيم الروحية أديا إلى انحطاط خلقي يعم المجتمعات. وشددت على المسؤولية المشتركة للبوذيين والمسيحيين على الصعيدين الديني والخلقي في دعم البشرية في عملية البحث عن المصالحة والصمود. وأكدت أن رجال الدين، تحركهم مبادئهم النبيلة، مدعوون للاجتهاد كي يكونوا مصابيح الأمل، لينيروا الدرب التي تقود البشرية نحو التغلب على الفراغ الروحي، الذي يولد الألم والمعاناة.

 

بعدها اعتبرت رسالة المجلس البابوي للحوار بين الأديان أن الحقائق النبيلة المتعلقة ببوذا تشرح نشأة المعاناة وأسبابها، وتدل إلى الدرب الثُّمانية التي تقود نحو احتواء المعاناة. وهذا التعليم، إذا ما تم تطبيقه، يمكن أن يشكل علاجاً للتمسك المتعنت بالأمور الدنيوية والذي يقود إلى الجشع والتسلط. وذكّرت الرسالة بأن الإنجيل لا يقترح العنف إطلاقاً كحل، كما أن التطويبات التي أعلنها الرب يسوع، تعلمنا كيف نصمد ونثمّن القيم الروحية في عالم يعاني من التفتت والانهيار.

 

وأكدت الرسالة الفاتيكانيّة على أن البوذيين والمسيحيين قادرون على مساعدة الإنسانية على الصمود، مسلطين الضوء على الكنوز الدفينة لقيمهم الروحية. فالنسبة للبوذيين، فإن الدرب الثمانية النبيلة قادرة على إيقاظ الرأفة والحكمة من أجل الالتزام في القضايا الاجتماعية، أما بالنسبة للمسيحيين، فالرجاء هو واحد من هذه الكنوز. وكما يقول البابا فرنسيس إن الرجاء يُظهر لنا دومًا أن ثمة مخرجًا من الأزمات. وخلصت الرسالة إلى القول: فلنعمل معًا من أجل غد أفضل.