موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأحد، ٨ يناير / كانون الثاني ٢٠٢٣
البابا يستقبل أعضاء جماعة Sermig: عالمنا يحتاج إلى فسحات تُختبر فيها الأخوّة

فاتيكان نيوز :

 

استقبل البابا فرنسيس أعضاء جماعة Sermig، الخدمة الإرسالية الشبابية، ووجه لهم خطاباً أكد فيه أن عالمنا يحتاج اليوم إلى فسحات تُختبر فيها الأخوة وإلى مصانع تُصنع فيها أسلحة السلام وقال إن الحرب يمكن تُصنع بدون الله لكن السلام يُصنع فقط معه.

 

استهل البابا كلمته شاكرًا ضيوفه على حضورهم، وحيا أيضا الأعضاء الذين تعذر عليهم الحضور وهم يتابعون اللقاء عن بُعد. وشدد على ضرورة رفع الشكر لله على هذه الجماعة التي باتت اليوم بمثابة شجرة كبيرة نمت من بذرة صغيرة، هذه البذرة التي زرعها الرب في تورينو مع بداية سبعينيات القرن الماضي، عندما بدأت تتفتح في الكنيسة براعم العديد من خبرات الخدمة والحياة الجماعية انطلاقا من الإنجيل.

 

وقال إنّ الثمار التي حملتها الجماعة أظهرت أن أعضاءها تركوا فسحة للرب الذي قال لتلاميذه إنه بدونه لا يستطيعوا أن يفعلوا شيئا. وقد وجدوا الرب في الأشخاص الصغار والضعفاء والفقراء والمهمشين. ولفت فرنسيس في هذا السياق إلى حدث هام ألا وهو تحوّل مصنع الأسلحة في تورينو إلى ما يُعرف اليوم بـ"ترسانة السلام" والتي تشرف عليها جماعة Sermig. وقال إن هذا المركز يشكل اليوم علامة للإنجيل، إنه ثمرة لحلم الله، ولكلمته. وأشار البابا إلى أن حلم الله هذا يعمل على ترجمته الروح القدس في التاريخ من خلال شعب الله. وبفضل جهود الجماعة والقيمين عليها أصبح حلم الله حلمَ العديد من الشبيبة اليوم، وقد أعطى دفعاً للعديد من المشاريع ومن بينها تحول "الترسانة العسكرية" إلى "ترسانة السلام".

 

أضاف: في هذا المصنع الجديد تُصنع أسلحة السلام، التي هي اللقاء والحوار والضيافة. وهذا يتحقق من خلال الخبرة إذ يتعلم الشبان في هذا المركز كل تلك القيم، وهذه هي الطريق الواجب اتباعها لأن العالم يتغيّر بقدر ما نحن نتغيّر. وأضاف أنه في وقت يُجبر فيه أسياد الحرب العديد من الشبان على القتال ضد أخوتهم وأخواتهم، ثم حاجة إلى فسحات تُختبر فيها الأخوة. وتحدث فرنسيس هنا عن "أمل الأخوّة" لافتا إلى أن هذا هو الحلم الذي أراد أن يُطلقه في العالم من خلال الرسالة العامة Fratelli Tutti. وتوجه إلى ضيوفه قائلا إنهم يتقاسمون هذا الحلم، وهم جزء منه، ويساهمون في ترجمته من خلال نشاطهم. وشكر الله على ذلك موضحا أن هذا العمل لا يمكن أن يتحقق بمعزل عن الله، وقال: إن الحرب يُمكن أن تُصنع بدون الله لكن السلام يُصنع فقط معه.

ووجه قداسته كلمة تشجيع لضيوفه وطلب منه ألا يتعبوا أبدًا من بناء "ترسانة السلام"، موضحًا أن هذه الورشة تبقى مفتوحة على الدوام. ولذا أبصرت النور "ترسانة الأمل" في سان باولو بالبرازيل، و"ترسانة اللقاء" في مادبا بالأردن، و"ترسانة التناغم" بالقرب من تورينو. وعاد ليذكر الحاضرين بأن كل هذا يتحقق فقط بالتعاون مع الروح القدس، روح الله لأنه هو من يصنع السلام والأمل واللقاء والتناغم. وهو يخاطب قلب كل إنسان يعرف كيف يُصغي إليه، مهما كان دينه. لكن ثمة حاجة إلى جماعة إيمان وصلاة تُبقي الشعلة متقدة من أجل الجميع. ختاماً شكر البابا ضيوفه مجددا على شهادتهم والتزامهم ومنح جميع الحاضرين بركاته الرسولية، طالباً منهم أن يصلوا من أجله.