موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر
في مقابلته العامة مع المؤمنين، الأربعاء 8 تشرين الثاني 2023، واصل البابا فرنسيس تعليمه حول موضوع "في حبّ البشارة بالإنجيل: غَيرة المؤمن الرّسوليّة"، متناولاً مثال خادمة الله المكرّمة الفرنسيّة مادلين ديلبريل، وغيرتها الرسوليّة.
وقال: كانت عاملة اجتماعيّة وكاتبة وصوفيّة، وعاشت في ضواحي باريس مع الطّبقة العاملة والفقيرة. عرفت مادلين الربّ يسوع بعد أن تأثّرت بشهادة أصدقائها المؤمنين. فبدأت تبحث عنه، ودفعها فرح إيمانها إلى تنضيج طريقة في الحياة، وهي أن تكون كلّها في قلب الكنيسة وفي قلب العالم. فشاركت ببساطة وبأخوّة حياةَ ”أناس الشوارع“ المهملين. وأرادت بذلك أن تنعش حبّ الرّسالة في الكنيسة.
أضاف: كانت تشعر بأنّنا نعيش الإيمان كأمر موروث، وكأنّه عادة، لا ننتبه له. وفقدنا الإحساس بجماله وكلّ ما هو جديد فيه. ولذلك صرنا لا نقدر أن نشعر بما يعيشه غير المؤمنين. مع أنّ الإنجيل إنجيل حيّ، يجب أن يوقد فينا نارًا تدفعنا لكي نحمل اسمه إلى الذين لم يجدوه بعد.
وأردف: مادلين تعلّمنا أمرًا آخر: عندما نبشّر بالإنجيل، فإنّنا نبشّر أنفسنا أيضًا. فتغيّرنا كلمة الله، وتقوّي إيماننا. من شهادة إيمان مادلين نتعلّم نحن أيضًا أنّ الرب يسوع حاضر فينا، في كلّ موقف وظرف في حياتنا، وهو يدعونا إلى أن نعيش في زمننا، فنشارك في حياة الآخرين، ونختلط بأفراح وأوجاع العالم، ونتعلّم أيضًا أن الأماكن المعلمنة والملحدة يمكن أن تكون أماكن توبة، وأنّ التواصل مع غير المؤمنين يدفع المؤمن إلى أن يراجع باستمرار طريقة إيمانه، ويعيد اكتشافه في جوهره.