موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الثلاثاء، ١٨ نوفمبر / تشرين الثاني ٢٠٢٥
البابا للمعاونين في السلك الدبلوماسي: انغمسوا في تقاليد الشعوب وكونوا حضور الكنيسة

أبونا :

 

التقى البابا لاون الرابع عشر، يوم الاثنين 17 تشرين الثاني 2025، بالمعاونين في السلك الدبلوماسي العاملين في البعثات البابوية حول العالم، داعيًا إيّاهم للإنغماس في تقاليد الشعوب، وأن يكونوا شهودًا للمسيح، الرجاء الحي، وعلامة لحضور الكنيسة في العالم.

 

وفي مستهل كلمته، أشار البابا إلى أنّ الدبلوماسيين في الفاتيكان، شأنهم شأن الحجّاج الكثيرين، "جاؤوا إلى روما، إلى قبر الرسول بطرس، ليثبّتوا إيمانهم ويجدّدوا النوايا التي تلهم خدمتهم"، لافتًا إلى أنّ السنة المقدّسة "هي فرصة عناية إلهية لاكتشاف وتعميق جمال الدعوة المشتركة إلى القداسة، التي تلزمنا كل يوم بأن نكون شهودًا للمسيح، الرجاء الحي للعالم".

 

إعلان الإنجيل إلى العالم

 

وشكر البابا الدبلوماسيين على مغادرتهم أوطانهم "لحمل كلمة الإنجيل المخلِّصة إلى أقاصي الأرض". وأوضح أن ممارسة خدمتهم الكهنوتية في السياق الدبلوماسي تعني "أن يكونوا في كل مكان حضور الكنيسة جمعاء، ولا سيّما العناية الرعوية للبابا، الذي يرأس الكنيسة في المحبة".

 

وأشار البابا لاون إلى أنّ خدمة المعاونين في البعثات البابوية "بطبيعتها شاقة"، و"تتطلّب قلبًا مُتقدًا لله ومفتوحًا على الآخرين، كما تتطلّب الدراسة والخبرة والتفاني والشجاعة. وهي تنمو في الثقة بيسوع والطاعة للكنيسة التي تعبَّر عنها بالطاعة للرؤساء".

 

بالتالي، فقد دعاهم إلى عدم نسيان "الشهادة الأولى" التي عليهم تقديمها: "شهادة كهنة محبّين للمسيح ومكرّسين لبناء جسده"، وأن يكونوا "انعكاسًا للمحبة والقرب اللذين يكنّهما البابا لكل منها"، محافظين "على الالتزام العميق والوحدة في الفكر والشعور مع الكنيسة".

 

وفي مواجهة الصعوبات، ولا سيّما في البعثات العاملة وسط "بيئات صعبة تتسم بالنزاعات والفقر"، شجّع البابا الدبلوماسيين على تذكّر أن "الكنيسة تساندهم في الصلاة". وحثّهم على "تعزيز هويتهم الكهنوتية عبر استمداد القوة من الأسرار المقدّسة، ومن الشركة الأخوية، ومن الطاعة الدائمة للروح القدس".

الانغماس في الشعوب والتقاليد

 

ودعا البابا الدبلوماسيين إلى "مقاومة إغراء العزلة".

 

وقال لهم: "ابقوا مُطعّمين في جسد الكنيسة وفي تاريخ الشعوب: سواء تلك التي تنتمون إليها، أو تلك التي أُرسلتم لخدمتها. فكل أمة تقدّم لكم تقاليدها، وعليكم أن تعرفوها وتحبوها وتحترموها، كما يحترم المزارع الأرض التي يستخرج منها ثمار عمله الطيبة".

 

وأضاف: "لا تكونوا رجالاً منعزلين، بل تلاميذًا شغوفين للمسيح، منغمسين بأسلوب إنجيلي في السياقات التي تعيشون وتعملون فيها. فالمرسلون العظماء يذكّروننا أن الانثقاف ليس مجرّد موقف فلكلوري، بل ينبع من رغبة صادقة في التكرُّس للأرض والأشخاص الذين نخدمهم".

بيت القربان.. مركز الرسالة

 

وفي ختام كلمته، ذكّر البابا الدبلوماسيين بأنّ في كل بعثة بابوية كابلة تُعدّ "المركز الحقيقي لبيتهم"، حيث "يبدّد نور بيت القربان الظلال والقلق، ويُنير الدرب الذي تسيرون عليه"، في تحقيق لكلمة الرب يسوع: "أنتم ملح الأرض ونور العالم". وختم البابا بالقول: "متمسكين بمعجزة النعمة هذه، كونوا حجّاج رجاء، لا سيّما في الأماكن حيث تفتقر شعوبها إلى العدالة والسلام".