موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الجمعة، ١٨ أغسطس / آب ٢٠٢٣
البابا للقاء ريميني: الصداقة الاجتماعيّة هي ترياق للحرب والصراع

فاتيكان نيوز :

 

لمناسبة لقاء "الصداقة بين الشعوب" الـ44، والذي سيُعقد في مدينة ريميني الساحليّة، شمال إيطاليا، من 20 وحتّى 25 آب الحالي، وجّه البابا فرنسيس رسالة إلى أسقف ريميني المطران نيكولو أنسيلمي، تمحورت حول الصداقة والأخوّة، وأهميّة تأسيس ثقافة اللقاء والحوار.

 

بدأت الرسالة بالإشارة إلى انعقاد هذه الدورة من اللقاء في وقت تزرع فيه الحرب والانقسامات الضغينة والخوف في القلوب، ويُنظر إلى الآخر، المختلف، كأنه غريم، وقد جعلت الاتصالات العالميّة من هذه المشاعر المنتشرة عقلية، وتحدّثت الرسالة هنا عن وباء عداوة. وشدّد على أنّ عنوان لقاء هذا العام "الحياة البشرية صداقة لا تنتهي"، هو عنوان شجاع، لأنه يسير عكس التيار في زمن تطبعه الفردانية واللامبالاة ما يسفر عن الوحدة والكثير من أشكال الإقصاء.

 

 

لا أحد يستطيع أحد أن ينجو بمفرده

 

وأشار إلى أنه وفي أوضاع مثل تلك التي نعيشها لا يمكن لأحد أن ينجو بمفرده وبقواه الفردية.

 

وقال: إنّ الله في لحظة بعينها من التاريخ قد بادر فأرسل إلينا ابنه لنتعلم السير في أخوّة وعطاء. وذكّرت الرسالة في هذا السياق بأن يسوع نفسه قد قدَّم ذاته كصديق حين قال "لا أَدعوكم خَدَمًا بعدَ اليَوم... فَقَد دَعَوتُكم أَحِبَّائي"، فالمسيح القائم قد كسر الوحدة ووهب العالم صداقته كنعمة.

 

 

المخلصون انعكاس لمحبة الربّ

 

وذكّرت الرسالة بما جاء في الإرشاد الرسولي ما بعد السينودس "المسيح يحيا" (Christus vivit) في عام 2019: "الأصدقاء المخلصون، الذين يقفون إلى جانبنا في أوقات الشدّة، هم أيضًا انعكاس لمحبة الربّ، وعزائه، وحضوره المحب. تعلّمنا تجربة الصداقة أن نكون منفتحين، ومتفهّمين، وأن نعتني بالآخرين، ونخرج من عزلتنا المريحة ونتقاسم الحياة" (151).

 

وفي إشارة إلى رسالته العامّة "كلّنا أخوة وأخوات" (Fratelli tutti) في عام 2020، سلّط البابا فرنسيس الضوء على أهمية الصداقة الاجتماعيّة، حين أكد أن محبّتنا للآخرين كما هم تدفعنا إلى البحث عن الأفضل لحياتهم، وأنه فقط بتنمية هذا الأسلوب من العلاقات يمكننا أن نجعل ممكنة الصداقة الاجتماعية التي لا تستبعد أحدًا، والأخوّة المفتوحة للجميع.

 

وذكرت بدعوة البابا فرنسيس المسيحيين، وجميع الرجال والنساء ذوي الإرادة الطيبة، إلى أن يصغوا إلى الصرخات التي ترتفع من عالمنا إلى السماء، وبتأكيد قداسته على أن الكلمات وحدها لا تكفي، بل هناك حاجة إلى أفعال ملموسة واختيارات متقاسمة تؤسّس لثقافة السلام.

 

 

تعزيز ثقافة اللقاء

 

وفي ختام الرسالة، تمت الإشارة إلى إسهام لقاء ريميني للصداقة بين الشعوب الذي يسعى إلى أن يكون فسحة لصداقة بين الأشخاص والشعوب فاتحًا دروب اللقاء والحوار. ونقلت الرسالة تمنيات البابا فرنسيس للقاء ريميني أن يواصل تعزيز ثقافة اللقاء والانفتاح على الجميع، وأن يتمكن المشاركون فيه من تعلُّم الإصغاء إلى الآخرين بأسلوب يسوع.