موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأحد، ٢٨ نوفمبر / تشرين الثاني ٢٠٢١
البابا فرنسيس يوجه رسالة إلى شعبي قبرص واليونان قبيل زيارته الرسوليّة
آتي بفرح، باسم الإنجيل على خطى المرسلين الأوائل العظام، ولا سيما الرسولين بولس وبرنابا.

فاتيكان نيوز :

 

بمناسبة زيارته الرسوليّة إلى قبرص واليونان، من 2 وحتى 6 كانون الأول المقبل، ووجّه البابا فرنسيس رسالة فيديو إلى شعبي قبرص واليونان، قال فيها أنه يأتي "كحاج إلى الأراضي التي باركها التاريخ والثقافة والإنجيل"، ويأتي "بفرح باسم الإنجيل على خطى المرسلين الأوائل العظام، لاسيما الرسولين بولس وبرنابا"، و"ما أجمل أن نعود إلى الأصل، ومن المهم أن تكتشف الكنيسة مجدّدًا فرح الإنجيل".

 

أضاف: بلقائكم سأتمكن من إرواء عطشي من ينابيع الأخوة الثمينة فيما نبدأ مسيرة سينودسيّة عالمية. هناك "نعمة سينودسيّة"، أخوَّة رسولية أرغب فيها كثيرًا وباحترام كبير: وهي الزيارة المنتظرة لصاحبي الغبطة كريزوستوموس وإيرونيموس، رئيسي الكنائس الأرثوذكسية المحلية. وكأخٍ في الإيمان، سأنال نعمة أن تستقبلوني وألتقي بكم باسم رب السلام. وآتي إليكم، أيها الإخوة والأخوات الكاثوليك الأعزاء، المجتمعون في تلك الأراضي في قطعان صغيرة يحبها الآب بحنان شديد والتي يكرر لها يسوع الراعي الصالح: "لا تخف أيها القطيع الصغير". آتي بمودة لأحمل لكم تشجيع الكنيسة الكاثوليكية بأسرها.

 

تابع: ستمنحني زيارتكم أيضًا الفرصة لكي أرتوي من ينابيع أوروبا القديمة: قبرص، وهي فرع من الأراضي المقدسة في القارة؛ واليونان موطن الثقافة الكلاسيكية. لكن لا يمكن لأوروبا اليوم أيضًا أن تتجاهل البحر الأبيض المتوسط​​، البحر الذي شهد انتشار الإنجيل وتطور الحضارات الكبرى. يدعونا البحر الأبيض المتوسِّط، الذي يربط العديد من الأراضي، لكي نُبحر معًا، ولا لكي ننقسم عن بعضنا البعض ويذهب كلٌّ بمفرده، لاسيما في هذه المرحلة التي لا تزال فيها مكافحة الوباء تتطلب التزامًا كبيرًا والأزمة المناخ تشكّل تهديدًا كبيرًا.

 

أضاف: يذكرنا البحر الذي يعانق العديد من الشعوب بموانئه المفتوحة بأن مصادر العيش المشترك تكمن في القبول المتبادل. أشعر منذ الآن بأنّكم تقبلونني بمحبتكم وأشكر جميع الذين يُعدّون زيارتي منذ فترة. لكني أفكر أيضًا في الذين، خلال هذه السنوات الأخيرة واليوم أيضًا، يهربون من الحروب والفقر، ويصلون إلى سواحل القارة وأماكن أخرى، ولا يجدون الضيافة، بل العداء ويتم استغلالهم أيضًا. إنّهم إخوتنا وأخواتنا. ما أكثر الذين فقدوا حياتهم في البحر! إنَّ البحر الأبيض المتوسط اليوم هو مقبرة كبيرة. كحاج إلى ينابيع الإنسانية، سأذهب مرة أخرى إلى لسبوس، في اليقين بأن مصادر العيش المشترك ستزدهر مجدّدًا فقط في الأخوة والإدماج: معًا. لا توجد درب أخرى، وبهذا الرجاء أذهب إليكم.