موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
حوار أديان
نشر الخميس، ١٦ يناير / كانون الثاني ٢٠٢٥
البابا فرنسيس يستقبل وفدًا من الجماعة البكتاشية

فاتيكان نيوز :

 

استقبل البابا فرنسيس، الخميس، وفدًا من الجماعة البكتاشية برئاسة الحاج دده إدموند براهيمي.

 

وبحسب دائرة المعارف البريطانية فإنّ البكتاشية، طريقة صوفيّة تأسّست وفقًا لتقاليدها الخاصة، على يد حاجي بكتاش ولي الذي وُلد في خراسان (إيران حاليًّا) وبالتحديد في مدينة نيسابور في عام 1248 وتوفي في عام 1340 عن عمر يناهز 92 عامًا.

 

وتتأثر البكتاشية بأفكار جلال الدين الرومي وابن عربي، وكانت في الأصل واحدة من العديد من الطرق الصوفيّة ضمن الإسلام السني، ثم تأثرت بأفكار الشيعة وهو ما يتجلى في تبجيل البكتاشيين لعلي بن أبي طالب. وانتشرت البكتاشية في البلقان زمن حكم العثمانيين وخاصة ألبانيا.  ويتميّز تراث البكتاشية الديني بالتأثر بتيارات دينية مختلفة ليست قاصرة على الإسلام، فهناك تأثر بالمسيحية أيضًا.

 

 

لنعانق منطق اللقاء

 

وقال البابا في كلمته: أرحّب من كلِّ قلبي بهذا الوفد الموقر القادم من ألبانيا، وخاصة من الجماعة البكتاشية، وأشكر دائرة الحوار بين الأديان لأنها جعلت هذا اللقاء ممكنًا. في كل مرة يجتمع فيها قادة دينيون بروح من الاحترام المتبادل ويلتزمون بنشر ثقافة اللقاء، من خلال الحوار، والتفاهم المتبادل، والتعاون، تتجدد وتتأكد آمالنا في عالم أفضل وأكثر عدالة. وما أحوج زمننا لهذا الرجاء!

 

تابع: إنّ علاقات الصداقة بين الكنيسة الكاثوليكية وألبانيا والجماعة البكتاشية تمثل خيرًا مشتركًا لنا جميعًا، وأثق بأن هذه الروابط ستزداد قوة، في خدمة الأخوّة والتعايش السلمي بين الشعوب. في هذه الأوقات العصيبة، نحن جميعًا مدعوون لكي نرفض منطق العنف والانقسام، لنعانق منطق اللقاء، والصداقة، والتعاون في السعي لتحقيق الخير العام. في الواقع، تساعدنا قناعاتنا الدينية على التمسك بوضوح بهذه القيم الأساسية، التي تشكّل جزءًا أصيلًا من إنسانيتنا المشتركة، "فتسمح لمجموعة الأصوات المختلفة بتشكيل نشيد نبيل ومنسجم".

 

أضاف: في هذا السياق، أتذكر بامتنان العديد من لحظات اللقاء الأخوي التي جرت بين الجماعة البكتاشية والكنيسة الكاثوليكية، مثل الصلاة من أجل السلام في البلقان عام 1993، واليوم العالمي للصلاة من أجل السلام في أسيزي عام 2011. كما كان افتتاح معبد البكتاشية في تيرانا عام 2015 لحظة غنية بشكل خاص بالقرب والصداقة. وأنا مقتنع بأن الجماعة البكتاشية، جنبًا إلى جنب مع المسلمين الآخرين، والمسيحيين، وجميع المؤمنين في ألبانيا، يمكنها أن تكون جسرًا للمصالحة والغنى المتبادل، ليس فقط داخل بلادكم، وإنما أيضًا بين الشرق والغرب. رغم تحديات الحاضر، يبقى للحوار بين الأديان دور فريد في بناء مستقبل من المصالحة، والعدالة، والسلام، وهو ما يتوق إليه شعوب العالم، ولاسيما الشباب.