موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر السبت، ٦ أغسطس / آب ٢٠٢٢
البابا فرنسيس يدعو الشباب إلى أن يتحلوا بصفتين: أن تكون لهم أجنحة وجذور

أبونا وفاتيكان نيوز :

 

رحّب البابا فرنسيس، اليوم السبت، بمجموعة شبابيّة مشاركة في اللقاء الدولي لـ"شباب فرق السيّدة العذراء"، حيث شجعهم على المثابرة في شهادتهم للإيمان من خلال الحياة المجتمعية، ومساعدة الشباب والأزواج، وإيداع أنفسهم يوميًا للسيّدة العذراء مريم.

 

وتأمل قداسته في الكلمات الثلاث التي يتألف منها اسم هذه المبادرة.
 

الفريق

 

وفي حديثه عن كلمة فريق، تحدّث البابا عن كون العمل في فريق هبة، وأن نكون جزءً من جماعة، مشددًّا على أن لا يمكن لأحد أن يقول "فلأَخلص وحدي"، فجميعنا في علاقة. وأشار إلى أنّ الله أراد الدخول في ديناميكية العلاقات مع شعبه، وقد جذبنا إليه في جماعة مانحًا حياتنا معنىً غنيًا بالهويّة والانتماء، فالرب يخلصنا جاعلاً منا شعبًا، شعبه.

 

ودعا البابا فرنسيس الشباب إلى ألا يسمحوا للعالم بأن يجعلهم يعتقدون أن من الأفضل السير بمفردهم، فالسير بشكل منفرد قد يقود ربما إلى بلوغ نجاح ما، ولكن بدون محبّة، بدون مرافقة، وبدون انتماء إلى شعب وخبرة الحلم معًا والمعاناة والفرح معًا.

 

وحثّهم على ألا يخافوا من المجازفة ومن الآخرين، فعلى الرغم وجود التنمر والاعتداءات والافتراء والخيانة، فالقضيّة ليست أن نحمي أنفسنا من الآخرين، بل هي أن يتمحور اهتمامنا حول الدفاع عن الضحايا، مذكرًا بأن كثيرين من أقرانهم في زمننا الافتراضي هذا يعانون من الوحدة، ولقد اخترتم أنتم، واصل قداسته، النمو في فريق، وحثهم بالتالي على السير قدمًا وبناء الجسور.

السيّدة العذراء

 

ثم انتقل قداسة البابا فرنسيس إلى الكلمة الثانيّة، السيّدة العذراء، وذكّر بالنظام الأساسي لهذه المبادرة والذي يتحدث عن الرغبة في محاكاة مَثل العذراء وجعل أنفسنا في حمايتها الأموميّة وفهم الموقع المميز لمريم العذراء في سر المسيح والخلاص.

 

وقال: حين نستقبل مريم، الأم، في حياتنا لا يضيع أبدًا الجوهر، أي الرب، فمريم لا تركز أبدًا على ذاتها بل على يسوع والأخوة. ودعا الشباب إلى تذكر كلمات المسيح على الصليب إلى يوحنا "هذه أمك"، ودعاهم أيضًا إلى أن يعتبروا هذه كلمات موجهة إلى كل منهم، فيسوع قد وهب أمه كأم لكل تلميذ، وقد قالت هي "نعم" وأصبحت أم الكنيسة. وإلى مريم يمكننا أن نوكل أنفسنا بثقة الأطفال والفقراء والبسطاء الذين يعلمون بأن أمهم بقربهم بعطف وحنان.

 

ودعا البابا فرنسيس الشباب، بالتالي، إلى إيكال الذات يوميًا إلى مريم العذراء والتي ستساعدهم على النمو كفريق وعلى تقاسم الهبات المتلقاة في روح حوار واستقبال متبادل، كما وستساعدهم العذراء على التمتع بقلب سخي واكتشاف فرح الخدمة المجانية.

الشباب

 

وفي تأمله حول الكلمة الثالثة، الشباب، قال البابا: إنّ المستقبل هو للشباب، ولكن يجب عليهم أن يتحلوا بصفتين، أن تكون لهم أجنحة وجذور، أجنحة للتحليق والحلم والابتكار، وجذور من أجل أن يتلقوا من المسنين ما يقدمون لهم من حكمة.

 

بالتالي، دعا الحبر الأعظم كل شاب إلى أن يتساءل حول أجنحته، إن كان يتطلّع إلى الأعلى، أم هو منغلق على ذاته، وأن يتساءل عن حال جذوره؛ فهل أنا أعتقد أن العالم يبدأ مني، أم أشعر بنفسي جزءًا من نهر كبير قطع مسارات طويلة؟