موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأحد، ١٤ مايو / أيار ٢٠٢٣
البابا فرنسيس: الروح القدس يبقى معنا، ويذكرنا بأنّنا أبناء الله المحبوبون

فاتيكان نيوز :

 

تلا البابا فرنسيس، ظهر الأحد، صلاة "إفرحي يا ملكة السماء" مع المؤمنين المحتشدين في ساحة القديس بطرس بالفاتيكان. وقبل الصلاة، ألقى قداسته كلمة تأمل بإنجيل إنجيل اليوم، الأحد السادس من زمن الفصح، عن الروح القدس الذي يسميه يسوع البارقليط (راجع يوحنا 14: 15-21).

 

وقال: البارقليط هي كلمة تعني في الوقت عينه المعزي والمحامي. أي أنّ الروح القدس لا يتركنا وحدنا وهو قريب منا، كمحامٍ يساعد المتهم بالبقاء إلى جانبه. ويقترح علينا الدفاع عن أنفسنا في وجه من يتهمنا. لنتأمل حول هذا: قربه منا، ومساعدته لنا ضدّ من يتهمنا.

 

 

أولاً: قربه منّا

 

وقال: إنّ الروح القدس يقول يسوع "يُقيمُ عِندكم ويَكونُ فيكم". هو لا يتركنا. إنّ الروح القدس يريد أن يكون معنا: فهو ليس ضيفًا عابرًا يأتي ليقوم بزيارة مجاملة لنا. إنه رفيق الحياة، وحضور ثابت، إنه روح ويريد أن يقيم في أرواحنا. إنّه صبور ويبقى معنا حتى عندما نسقط. هو يبقى لأنه يحبنا حقًا: هو لا يتظاهر بأنه يحبنا لكي يتركنا بعدها وحدنا في الصعوبات. لا. إنه أمين وواضح وحقيقي.

 

أضاف: وإذا وجدنا أنفسنا في تجربة، فإن الروح القدس يعزينا، ويحمل لنا مغفرة الله وقوته. وعندما يضعنا أمام أخطائنا ويصلحنا، يقوم بذلك بلطف: وفي صوته الذي يخاطب القلب هناك دائما طابع الحنان ودفء الحب. بالطبع، الروح البارقليط هو متطلِّب، لأنه صديق حقيقي وأمين لا يخفي شيئًا، ويقترح علينا ما يجب علينا أن نُغيِّره وكيف ننمو. ولكن عندما يصلحنا هو لا يهيننا أبدًا ولا يبعث فينا عدم الثقة أبدًا. بل على العكس، هو ينقل إلينا اليقين أننا مع الله سوف ننجح على الدوام. هذا هو قربه.

 

 

ثانيًا: مساعدته لنا ضدّ من يتهمنا

 

تابع: إنّ الروح البارقليط هو محامينا، يدافع عنا ضد الذي يتهمنا. هو يدافع عنا أمام أنفسنا، عندما لا نحب بعضنا البعض ولا نسامح بعضنا البعض، لدرجة أنه قد يقول لنا ربما أننا فاشلون ولا خير منا؛ إزاء العالم، الذي يُهمِّش ويضع جانبًا الذين لا يتوافقون مع مخططاته ونماذجه؛ وإزاء الشيطان، الذي هو "المُتَّهم" والمقسم بامتياز والذي يفعل كل شيء لكي يجعلنا نشعر بالعجز والحزن.

 

وقال: يذكرنا الروح البارقليط بكلمات الإنجيل، ويذكرنا بيسوع ابن الله، وهكذا يسمح لنا بالرد على الشيطان المتهم ليس بكلماتنا الخاصة، بل بكلمات الرب عينها. يذكرنا أولاً أن يسوع كان يتحدّث على الدوام عن الآب الذي في السماوات، أبوه وأبونا، وأخبرنا عنه وأظهر لنا محبته لنا، نحن أبناءه. وبالتالي إذا استدعينا الروح القدس، سنتعلم أن نقبل ونتذكر أهم حقيقة في الحياة، والتي تحمينا من اتهامات الشر: أننا أبناء الله المحبوبون.

 

وختم بالقول: لنسأل أنفسنا اليوم: هل نستدعي الروح القدس، هل نرفع إليه صلاتنا غالبًا؟ لا ننسينَّه أبدًا هو القريب منا، لا بل المقيم في داخلنا! ومن ثمَّ، هل نُصغي إلى صوته، سواء عندما يشجعنا أو عندما يصلحنا؟ هل نرد بكلمات يسوع على اتهامات الشر وعلى "محاكم" الحياة؟ هل نتذكر أننا أبناء الله المحبوبين؟ لتجعلنا مريم العذراء مطيعين لصوت الروح القدس ومتنبِّهين لحضوره.