موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الثلاثاء، ٢٠ سبتمبر / أيلول ٢٠٢٢
البابا فرنسيس: إذا فتر قلب الراعي، فجميع النشاطات الرعوية لن تحقق أيّة نتيجة
هل الراعي على تواصل مع الخراف، هل هو قريب منها؟ هل لتلك الخراف راعٍ؟ المشكلة هي الرعاة

أبونا وفاتيكان نيوز :

 

خلال المؤتمر الصحفي على متن رحلة العودة إلى العاصمة الإيطاليّة روما، في نهاية الزيارة الرسوليّة لكازاخستان، الخميس 17 أيلول 2022، أوضح البابا فرنسيس بأنّ السيّد المسيح قد أسّس الكنيسة من الرعاة، وليس من القادة السياسيين، مشيرًا إلى أنّ الراعي إذا فقد رائحة الخراف، وإذا فقدت الخراف رائحة الراعي، فلن تحقّق البرامج الرعوية الفائدة المرجوة.

 

وردًّا على سؤال صحفي ألماني حول ما يجب عمله على ضوء معاناة الكثير من الكنائس في أوروبا، كتلك الألمانيّة، من خسارة أعداد المؤمنين على نحو كبير، لاسيّما الشبان الذين يبدو أنهم غير عازمين على الذهاب إلى القداس، قال البابا فرنسيس: "إنّه صحيح جزئيًا، ونسبي جزئيًا. صحيح أنّ روح العلمنة والنسبيّة تطرح تساؤلات حول هذه القضايا، هذا صحيح".

 

وأضاف: "عندما تفكّر الكنيسة، أي كنيسة في أي بلد أو قطاع، بالمال وبالتنمية وبالبرامج أكثر من الاهتمامات الرعوية، وتسير في هذا الاتجاه، فهذا الأمر لا يجذب الناس". ولاحظ قداسته أنّ "ما ينبغي فعله قبل كل شيء، هو أن نكون منسجمين مع إيماننا. لنفكر: إذا كنتَ أسقفًا أو كاهنًا ولست منسجمًا (مع إيمانك)، فالشبان لديهم حدسٌ، ويقولون لك: تشاو، إلى اللقاء".

 

وأجاب البابا بشكل غير مباشر على جميع النظريات التي تركّز على الاستراتيجيات المجردة لـ"التحديث"، وقال: "أعتقد أنه يتعيّن على الرعاة أن يسيروا قدمًا، لكن إذا فقدوا رائحة الخراف، وإذا فقدت الخراف رائحة الراعي، فلن يُحقق أي تقدّم. أحيانًا كثيرة، وهنا أتحدّث عن الجميع بصورة عامة لا عن ألمانيا فقط، يتم التفكير في التحديث: كيف نجعل النشاطات الرعويّة أكثر عصريّة: هذا أمر جيد، لكن شرط أن يبقى بيد الراعي".

وشدّد الحبر الأعظم بالقول: "إذا وُضع النشاط الرعوي بأيدي ’علماء الرعوية‘، الذين يُنظّرون هنا ويقولون ما ينبغي فعله هناك (فلا يُحقق أي تقدم). لقد أسّس يسوع الكنيسة مع الرعاة، لا مع القادة السياسيين. أسّس الكنيسة مع أشخاص غير متعلمين، فالاثني عشر كانوا غير متعلمين، وسارت الكنيسة إلى الأمام. لماذا؟ بفضل رائحة الخراف لدى الراعي ورائحة الراعي لدى الخراف. هذه هي العلاقة الأعظم التي أراها، حيث توجد أزمة في مكان ما وفي منطقة ما...".

 

وتساءل: "هل الراعي على تواصل مع الخراف، هل هو قريب منها؟ هل لتلك الخراف راعٍ؟ المشكلة هي الرعاة".

 

واقترح قداسته قراءة تعليق القديس أغسطينوس حول الرعاة (الخطاب 46). وقال: "يمكن قراءة التعليق خلال ساعة واحدة، لكنه من بين الأمور الأكثر حكمة التي كُتبت عن الرعاة، واطلاقًا منها يمكن أن توصّف هذا الراعي أو ذاك. المسألة لا تتعلق بالعصرنة: بالطبع لا بدّ من التحديث من خلال الأساليب، هذا صحيح، لكن إذا نقص قلب الراعي فلن يأتي أي نشاط رعوي بأي نتيجة".