موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأحد، ١٢ مايو / أيار ٢٠٢٤
البابا فرنسيس: أعمال المحبة هي الطريق التي تقودنا نحو السماء

فاتيكان نيوز :

 

تلا البابا فرنسيس، اليوم الأحد، صلاة "إفرحي يا ملكة السماء".

 

وقبل الصلاة ألقى قداسته كلمة أمام المؤمنين المحتشدين في ساحة القديس بطرس بالفاتيكان، وقال: يُحتفل اليوم في إيطاليا وبلدان أخرى بعيد صعود الرب. ويؤكد إنجيل القداس أن يسوع، بعد أن أوكل إلى الرسل مهمة مواصلة عمله، "رُفِعَ إِلى السَّماء، وجَلَس عَن يَمينِ الله".

 

أضاف: إنّ عودة يسوع إلى الآب لا تظهر لنا كانفصال عنا، بل كاستباق لنا نحو الهدف. مثلما يحدث عندما تصعد نحو قمة في الجبال: تمشي بصعوبة، وفي النهاية، عند منعطف في الطريق، ينفتح الأفق وترى المنظر الطبيعي. عندها يجد الجسم كله القوة لمواجهة الجهود الأخيرة. الجسم كله -الذراعان والساقان وكل عضلة- يتوق ويركز للوصول إلى القمة. ونحن، الكنيسة، نحن ذلك الجسد الذي، وإذ يصعد إلى السماء، يسحبه يسوع معه، كما لو أنّه "يشدّه بحبل". هو الذي يكشف لنا وينقل لنا، بكلمته وبنعمة الأسرار، جمال الوطن الذي نسير نحوه. وهكذا نحن أيضًا، أعضاؤه، نصعد معه بالفرح، هو رأسنا، عالمين أن خطوة الواحد هي خطوة للجميع، وأنه لا ينبغي لأحد أن يضيع أو يترك في الخلف، لأننا جسد واحد.

 

تابع: خطوة بعد خطوة، درجة بعد درجة، يظهر لنا يسوع الطريق. ما هي هذه الخطوات التي علينا أن نقوم بها؟ يقول إنجيل اليوم: "أعلنوا الإنجيل، عمِّدوا، أُطردوا الشياطين، واجهوا الحيات، اشفوا المرضى"؛ باختصار، أن نقوم بأعمال المحبة: بذل الحياة، وحمل الرجاء، والابتعاد عن كل خبث، والإجابة على الشر بالخير، والاقتراب من المتألمين. وكلما فعلنا ذلك، كلما سمحنا لروحه أن يحوِّلنا، وكلما تبعنا مثاله، كلما شعرنا أكثر، كما هو الحال في الجبال، بالهواء من حولنا يصبح خفيفًا ونظيفًا، والأفق واسع والهدف قريب؛ وكلما أصبحت الكلمات والتصرفات صالحة، وكلما اتسع العقل والقلب وتنفسا.

 

وقال: لنسأل أنفسنا إذًا: هل هي حية في داخلي الرغبة في الله، وفي محبته اللامتناهية، وفي حياته التي هي الحياة الأبدية؟ أم أنني فاتر ومترسخ في الأمور الزائلة، في المال، وفي النجاحات، وفي الملذات؟ وهل رغبتي في السماء تعزلني، وتغلقني، أم أنها تقودني لكي أحب إخوتي بنفسٍ كبيرة وبمجانيّة، وأشعر بهم كرفاق مسيرة نحو السماء؟ لتساعدنا العذراء مريم، التي بلغت الهدف، لكي نسير معًا بفرح نحو مجد السماء.