موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر
أطفال مرضى من غزة تمّ نقلهم إلى المستشفيات الإيطالية لتلقي الرعاية الطبيّة
في أعقاب تجدد الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة أجرت صحيفة أوسيرفاتوري رومانو مقابلة مع نائب حراسة الأرض المقدسة الأب إبراهيم فلتس تحدّث عن الأعداد الكبيرة للأطفال والقاصرين الذين يُقتلون، معتبرًا أن ما يجري هو بمثابة وصمة عارٍ سيستحيل على البشرية أن تمحوها من تاريخها.
في بداية حديثه، عزا الأ فلتس سبب ارتفاع الضحايا وسط الأطفال إلى كون العائلات في غزة كثيرة الأفراد فضلاً عن معدل الأعمار المتدني في القطاع، ما يعني أن النسبة الأكبر من السكان هم من الشبان. وأدان قتل الأطفال الأبرياء العاجزين عن إلحاق الأذى بأي شخص، مشيرًا إلى أن الصغار الذين ينجون من الموت سوف يحملون الآثار النفسية والمعنوية والجسدية لهذا الصراع مدى الحياة.
وأوضح أنّ وسائل الإعلام الغربية لا توفر التغطية الكافية لما يجري في الضفة الغربية أيضًا، حيث اشتدت حدة المواجهات وارتفعت أعداد القتلى والجرحى والمعتقلين بشكل كبير. ومن بين الضحايا العديد من الأطفال. كما أوضح أن التقديرات تشير إلى وجود 20 ألف طفل تيتّموا خلال الحرب الأخيرة، ورحّج أن يكون العدد الفعلي أكبر من ذلك نظرًا لوجود المزيد من الجثث تحت الأنقاض.
ولفت الكاهن الفرنسيسكاني إلى أن الأطفال الأكبر سنًا يعتنون بأخوتهم الصغار، ويتحملون مسؤوليات البالغين، مضيفًا أن ما يزيد الطين بلة استحالة وصول المساعدات الإنسانيّة إلى القطاع، كما أن عدد العاملين الإنسانيين هناك قليل. وقال: من المؤسف جدًا أن نجد أنفسنا عاجزين عن إغاثة أشخاص يعيشون مأساة على مسافة كيلومترات قليلة منا.
ثم تطرق الأب فلتس إلى المبادرة التي أطلقها العام الماضي والتي سمحت بوصول عدد من الأطفال المصابين إلى إيطاليا لتلقي العلاج، وأوضح أنه منذ نهاية كانون الثاني 2024 ولغاية اليوم استقبلت مستشفيات إيطالية عدة أكثر من مائتي طفل غزاوي، وخلال الأسابيع القليلة الماضية وصل إلى إيطاليا عدد آخر من هؤلاء الأطفال عن طريق مصر بفضل الهدنة.
ولفت في هذا السياق إلى أنه التقى بالبابا فرنسيس في تشرين الثاني 2023، وبعد اللقاء توجه إلى مستشفى "الطفل يسوع" ليستكشف إمكانية استقبال بعض الأطفال المصابين وأهلهم، وهذا ما حصل بالفعل وقد قامت الحكومة الإيطالية بكل الإجراءات الدبلوماسية لتسهيل هذه العملية. وشاء أن يعبر عن شكره لإيطاليا، ولدول أوروبية أخرى استضافت هي أيضًا عددًا من الأطفال المصابين، آملاً أن يتسع نطاق هذه المبادرة لتشمل دولاً أخرى خصوصًا وأن عدد الأطفال المحتاجين إلى العلاج كبير جدًا.
ردًا على سؤال بشأن اللقاءات العديدة التي جمعته مع البابا فرنسيس، قال الكاهن الفرنسيسكاني إنه التقى بالحبر الأعظم في الثالث من شباط الماضي، أي قبل عشرة أيام على دخوله إلى المستشفى. وذكّر بالمؤتمر الذي شاءه البابا وعُقد في الفاتيكان لتسليط الضوء على حقوق الأطفال، وقد شهد مشاركة العديد من الخبراء وممثلين عن مؤسسات ومنظمات دوليّة. ولفت إلى أنه في ختام أعمال هذا المؤتمر التقى البابا بأطفال قدموا من مناطق تشهد حروبًا ونزاعات وحلّوا ضيوفًا على إيطاليا، ومن بين هؤلاء أطفال غزاويون علقوا قائلين إنهم التقوا بجدٍّ مُحب وعطوف، نظر إليهم بعينين من الطيبة.
وأضاف الأب فلتس أنه خلال اثنتي عشرة سنة من حبرية البابا تسنت له فرصة اللقاء به مرات عدة، لاسيما في الآونة الأخيرة، وقد سأله فرنسيس عن الأوضاع في الأرض المقدسة وكيف يعيش السكان، لاسيما الأطفال، مضيفًا في الختام أن الحبر الأعظم حريص على مصير الأجيال الفتية وهو يتعامل مع الأطفال كما يتعامل أب مع أولاده، وقال إن البابا شجعه على إطلاق مشاريع لصالح الصغار.