موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الثلاثاء، ١٦ يوليو / تموز ٢٠٢٤
افتتاح السينودس الكلداني 2024 في بغداد

إعلام البطريركية الكلدانية :

 

افتتح البطريرك الكلداني الكاردينال لويس روفائيل ساكو، في الصرح البطريركي في بغداد، مساء الاثنين، الجلسة الاولى لآباء السينودس بحضور كل من السادة الأساقفة: توماس ميرم، باوي سورو، انطوان اودو، رمزي كرمو، ميشال قصارجي، ميخا مقدسي، يوسف توما، حبيب  النوفلي، فرنسيس قلابات، عمانوئيل شليطا، باسيليوس يلدو، نجيب ميخائيل، روبرت جرجيس، فيليكس الشابي، صبري انار وعماد خوشابة.

 

في البداية رحب غبطته بالأسقفين الجديدين صبري انار وعماد خوشابه لمشاركتهم لأول مرة  في السينوس.

 

 

وفيما يلي كلمة البطريرك ساكو:

 

يسعدني أن أرحب بكم واحداً واحداً، وأشكركم على حضوركم ومشاركتكم في السينودس، وسط تحديات كنسيّة حساسة، وظروف اجتماعية وسياسية وامنية معقدة، لنعيش سوية كلمات المزمور (133/ 1) “ما أحلى أن يجتمع الإخوة معا“، من اجل كنيستنا وشعبنا.

 

بادئ ذي بدء، أشكر الله على ما منحني من قوة وحكمة وإصرار في مواجهة ازمة سحب المرسوم، والشكاوى الكيدية. وصار من المعروف أني لم أكن المستهدف شخصيا، بل ممتلكات الكنيسة، كما نقل لنا أحد المسؤولين. وبهذه المناسبة لا يسعني إلا أن أشكركم على مواقفكم المنسجمة مع الرئاسة الكنسية، وما أبديتم من مداخلات مشرّفة من التضامن. كما اشكر الاخوات والاخوة الذين وقفوا مع الكنيسة. صلاتهم جعلت الحق يعود، والكنيسة لا تنكسر، بل تكون أقوى وأقوى..

 

أتوجه بالشكر الى دولة رئيس الوزراء السيد محمد شيّاع السوداني على مبادرته الشجاعة في ارجاع الحق الى كنيستنا بإصدار أمر ديواني في تأكيد تسمية البطريرك متوليًّا على اوقافها.

 

إخوتي المباركين، ان حضوركم المجمع السنوي الدوري، نلمس فيه جملة مؤشرات رسولية منها وضع خير كنيستنا وشعبنا فوق كلِّ الاعتبارات، بعيدًا عما يطفو على الساحة من مهاترات وانتقادات التي لا تطابق الواقع. إن عهد الرب بنا وكذلك المؤمنون ان يفكر كل أسقف، وكلنا معًا بطريقة مسؤولة في الإسهام بتقدم كنيستنا وبلدنا. نحن مدعوّون لتحمّل مسؤوليّاتنا الكنسية والإنسانيّة والوطنيّة، إزاء تحدّيات المجتمع العميقة والتحولات المتسارعة في البلاد وفي العالم. ومن ثمّ يأتي حرصنا على ألا نُضيِّع الوقت في تجاذبات جانبية، تستهدف سمعة كنيستنا ومكانتها، وتشوه شهادتنا. كيف لا وأن "ساعتنا" ما هي إلا ساعة الأمانة والحق، في الخدمة والعطاء بمحبة وسخاء وتناغم. إن من صميم دعوتنا هو ان ننفتح على ما يحصل في الكنيسة ونتابع التطورات الحاصلة، ولا نكتفي بمعلوماتنا الدراسية السابقة. العالم الذي نعيش فيه اليوم تغير. انه يختلف عن العالم الذي ولدنا فيه، وترعرعنا ودرسنا، كما سيختلف بشكل متزايد للأجيال القادمة.

 

تقدم الكنيسة والمجتمع مرتبط بالحداثة، ولا تقدم من دونها. طبيعيّ ان يطرح كل واحد رأيه، لكن مع مبدأ الالتزام باللياقة وبرأي الغالبية، والسعي للسير معا نحو ملء الشركة، ومن ثمّ نتجاوز رغباتنا الشخصية بمحبة وحكمة وتواضع. هذا العمل الكنسي الجماعي يتقدّم عندما نقوم به، متحدين، ومصغين إلى نداء الروح القدس في داخلنا. الوحدة قوة عندما تنبع عن وعي واحترام وجهة نظر الآخر عندما تصب في الخير العام. إنها وحدة تتعزز بالإصغاء والصلاة. وحدة تقوم على الحقيقة فتعكس مصداقيتنا، وترسخ ثقة الناس بنا. المشاكل قد توجد لا محالة، لكنها تعالج من خلال السينودس وبأسلوب الحوار المسؤول والصادق وليس أسلوب المقاطعة.

 

أود أن أختم بفقرة اقتبسها من خطاب البابا فرنسيس في 27 حزيران 2024 لدى لقائه بجماعة رواكو: "أتوسل إليكم، وأطلب منكم من كلِّ قلبي، أن تستمروا في دعم الكنائس الشرقية الكاثوليكية، ومساعدتها، في هذه الأوقات المأساوية، لكي تكون متجذرة بقوة في الإنجيل. كونوا حافزًا لكي يصغي الإكليروس والمكرّسون دائمًا إلى صرخة شعبهم، ويُعجبوا بالإيمان، واضعين الإنجيل قبل الخلافات والمصالح الشخصية، لكي يكونوا متحدين في تعزيز الخير، لأننا جميعًا في الكنيسة ننتمي للمسيح".

 

علينا إذًا، أن نعود إلى ينبوع دعوتنا، ونوجه أنظارنا إلى المسيح، ونتفرغ كليًا إلى رسالتنا وخدمتنا، ونبذل نفسنا من أجلها كما فعل يسوع المخلص (يوحنا 13/1).

 

وفي نهاية الجلسة وجه الآباء الاساقفة المجتمعون رسالة الى الاساقفة الغائبين.