موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
ثقافة
نشر الأحد، ٢٩ ديسمبر / كانون الأول ٢٠٢٤
أطراف اصطناعية تعيد بعض الأمل لجرحى من غزة
يعالجون في الإمارات

أ ف ب :

 

بعدما بُترت ساقاها إثر قصف إسرائيلي على غزة قبل عام، لم تظن الشابة ليان النصر أنها ستتمكن من المشي. اليوم، تقف بفخر مستعينة بطرفين اصطناعيين، ولو أن صدمات الحرب تركت فيها أثرا لا يمحى.

 

والنصر البالغة من العمر 14 عاما هي بين أكثر من ألفي فلسطيني جريح أو مريض استقبلتهم دولة الإمارات، بعضهم مع عائلاتهم، منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في السابع من تشرين الأول 2023.

 

وتقول النصر، وهي تسير خطوات قليلة بتأن متكئة إلى عكازين، "عندما أخبروني عن الأطراف الاصطناعية عند وصولي، لم أكن أعلم حتى بوجودها". وبابتسامة تعلو شفتيها، تتحدث عن العمليات الجراحية وإعادة التأهيل والأمل الجديد، لكن العاطفة تتمكّن منها، فتنفجر بالبكاء قائلة "ما يخيفني اليوم هو أن أفقد إخوتي وأخواتي وأبي" الذين بقوا في غزة.

 

تكرر الشابة "لا يهمني ما يحدث لي، المهم ألا يحدث لهم شيء".

 

ومثلها، تطارد ذكريات الحرب والخوف من فقدان من بقي في غزة معظم الناجين، على الرغم من مظهر حياة طبيعية موجود في مدينة الإمارات الإنسانية.

 

 

آثار نفسية صعبة

 

في مركز صحي في أبو ظبي افتتح الشهر الماضي، يتلقّى الجرحى القادمون من غزة العلاج، ويتابعهم اختصاصيون في العلاج الطبيعي والنطق والطب النفسي. ويقول الأخصائي في العلاج الطبيعي مصطفى أحمد ناجي عوض "بفضل الأطراف الاصطناعية والرعاية المقدمة، استعاد المرضى استقلاليتهم". لكنه يشير إلى أن أصعب شيء يمكن التعامل معه هو التأثير النفسي.

 

وتشهد على ذلك فاتن أبو خوصة التي جاءت مع ابنتها قمر البالغة من العمر 10 سنوات.

 

وتقول الوالدة إن طفلتها الصغيرة التي وجدت نفسها تحت القصف أثناء توجهها لشراء كيس من رقائق البطاطس في غزة، وفقدت ساقها، استعادت بعضا من متعة الحياة خلال العام الماضي. وتضيف "لكن الأمر لا يزال صعبا للغاية بالنسبة لها، فهي لا تحب شيئا بقدر ما تحب اللعب على دراجتها. تشعر بالوحدة من دون إخوتها وأخواتها" اللاجئين في مصر.

 

تسعى أبو خوصة التي توفي زوجها يائسة الى إحضار أبناءها الآخرين إلى الإمارات. وتقول إنها تشعر بأنها "معلّقة" وغير قادرة على تصوّر المستقبل.

 

 

شعور لا يوصف

 

وتقول السلطات الإماراتية إنه سيُطلب من هؤلاء الفلسطينيين العودة إلى ديارهم عندما تسمح الظروف بذلك.

 

وجاء أحمد مازن (15 عاما) مع والدته الى الإمارات وتمّ تركيب طرف اصطناعي له من تحت الركبة بعد إصابته في غزة، وكان ينتظر وصول والده وشقيقه ليلتئم شمل العائلة. لكن بعد وقت قصير من وصوله، علم أنهم قُتلوا في قصف.

 

اليوم، يقول إن عزاءه الوحيد هو كرة القدم، الشغف الذي عاد الى ممارسته ببطء، متحدثا عن "شعور لا يوصف" بالقدرة أخيرا على ركل الكرة مرة أخرى.