موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأحد، ٢٠ يونيو / حزيران ٢٠٢١
أرمينيا البلد المسيحي الأوّل... تاريخ مضطرب من الحروب والشّتات
موقع أثري في أرمينيا

موقع أثري في أرمينيا

أ ف ب :

 

تشهد أرمينيا، اليوم الأحد، انتخابات تشريعية دعا إليها رئيس الوزراء الإصلاحي نيكول باشينيان لنزع فتيل أزمة سياسية أثارتها الهزيمة العسكرية أمام أذربيجان خريف 2020.

 

تقع أرمينيا في جنوب القوقاز ولا تطل على أي بحر. فيما يأتي خمس نقاط عن هذه الجمهورية السوفياتية السابقة الواقعة في منطقة القوقاز وتاريخها المضطرب وجالياتها المؤثرة في الخارج:

 

 

إهانة وطنية

 

خاضت أرمينيا العام الماضي حربًا استمرت ستة أسابيع مع أذربيجان للسيطرة على إقليم ناغورني كاراباخ المتنازع عليه الذي تقطنه غالبية أرمنية ويخضع فعلياً لأذربيجان. وانتهت الأعمال العدائية التي أسفرت عن مقتل 6500 شخص بينهم 3700 أرمينيًا خلال أقل من ستة أسابيع، بوقف لإطلاق النار رعته روسيا وسلّمت أرمينيا بموجبه مناطق واسعة كانت خاضعة لسيطرتها منذ عقود إلى أذربيجان.

 

نشرت روسيا ألفين من عناصر حفظ السلام في المنطقة الجبلية، مرسّخة نفوذها في أرمينيا التي كانت جزءاً من الاتحاد السوفياتي السابق، ويعتمد أمنها إلى حد كبير على الدعم العسكري والدبلوماسي من قبل موسكو. ورأى الأرمينيون في الاتفاق إهانة واقتحموا مقر الحكومة الرئيسي احتجاجًا عليه.

 

ودعا رئيس الوزراء باشينيان إلى تنظيم انتخابات الأحد لنزع فتيل الأزمة السياسية.

 

 

الجريمة الكبرى

 

عندما اندلعت الحرب العالمية الأولى في 1914، كانت أرمينيا التي خضعت في الجزء الأكبر من تاريخها لهيمنة قوى أجنبية منقسمة بين الإمبراطوريتين العثمانية والروسية.

 

وخلال الحرب، قام العثمانيون بقتل وتهجير أكثر من 1,5 مليون أرمني. وأطلق الأرمن على هذا الحدث الذي يعد الأكثر مأسوية في تاريخهم اسم "ميدس يغيرن" أي "الجريمة الكبرى".

 

ومنذ عقود تتواجه أرمينيا وتركيا بشأن هذه المذابح التي يعتبرها الأرمن "إبادة جماعية"، بينما تؤكد تركيا أنها جرت خلال حرب أهلية في الأناضول رافقتها مجاعة أودت بحياة بين 300 ألف إلى 500 ألف أرمني وكثير من الأتراك.

 

واعترفت دول أجنبية عدة، على رأسها فرنسا وألمانيا والولايات المتحدة، مؤخرًا بأن هذه المجاور كانت حملة "إبادة جماعية".

 

 

نجوم في الشتّات

 

غداة مجازر 1915، انتشر الأرمن في الشتات في العالم بشكل واسع، ويقدر عددهم بما بين ثمانية وعشرة ملايين، بعضهم من المشاهير.

 

وبين هؤلاء نجمة تلفزيون الواقع كيم كارداشيان والمغني الراحل شارل أزنافور ونجمة هوليوود شير ومهاجم فريق كرة القدم الفرنسي الفائز بكأس العالم يوري دجوركاييف الذين يتحدّرون جميعاً من أصل أرمني.

 

أما سياسيًا، فيعد نفوذ الجاليات الأرمنية في الشتات الأقوى في روسيا (1,5 مليون) ثم الولايات المتحدة (1,3 مليون) وفرنسا (400 ألف). وقد عيّن بعضهم أنفسهم سفراء غير رسميين لقضايا أرمنية مثل كارداشيان التي تحدّثت علنًا عن مسألة الإبادة.

 

وواجه اقتصاد أرمينيا صعوبات منذ انهيار الاتحاد السوفياتي، فيما ساعدت الأموال التي أرسلها الأرمن المقيمون في الخارج على بناء مدارس وكنائس وغيرها من مشاريع البنى التحتية، بما في ذلك في ناغورني كاراباخ.

 

 

أول بلد مسيحي

 

في القرن الرابع، أصبحت أرمينيا أول بلد في العالم يعتنق المسيحية رسميًا، قبل الإمبراطورية الرومانية بعقدين.

 

وتمّت ترجمة الإنجيل إلى اللغة الأرمنية في القرن الخامس.

 

ويضم متحف "ماتنادران"، الذي يعد مركزًا ثقافيًا أرمينيًا بارزًا، بعض أهم الكنوز الوطنية التي تتمثل في مجموعة كبيرة من المخطوطات القديمة التي تغطي مختلف جوانب الثقافة والعلوم الأرمينية القديمة والقروسطية.

 

وأضيفت المجموعة المكتوبة بالأبجدية الأرمنية التي وضعها القديس ميسروب ماشدوتس إلى قائمة منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (يونسكو) للوثائق المحمية في 1997.

 

 

رموز وطنية

 

يشير "سفر التكوين" إلى أن سفينة نوح رست على جبل آرارات بعد الطوفان.

 

ويعد جبل آرارات الذي بات ضمن أراضي تركيا اليوم، رمزًا وطنيًا بالنسبة للأرمن، وهو شعار الدولة ومطبوع على أوراقها النقدية. أما "الكونياك الأرميني"، وهو خمر مصنّع من أنواع العنب المتوافرة في وادي آرارات الخصب، فهو رمز وطني آخر.