موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر
البطريرك بيتسابالا مترئسًا دورة الشعانين التقليدية، 2 نيسان 2023
احتفل المسيحيون، الأحد 2 نيسان 2023، بأحد الشعانين في مدينة القدس، حيث يواجهون ضغوطًا متزايدة للحفاظ على حضورهم في المدينة المقدّسة في مواجهة توسّع المستوطنات الاستيطانيّة في الضفة الغربيّة المحتلة، وتصاعد أعمال العنف المتكرّرة.
وشارك آلاف المسيحيين، من مختلف مناطق الأرض المقدّسة، والحجّاج حول العالم، في مسيرة أحد الشعانين التقليديّة، والتي انطلقت من بيت فاجي، مرورًا بجبل الزيتون، حتى كنيسة القديسة حنّة داخل أسوار البلدة القديمة بالقدس، وقد حملوا سعف النخيل وأغصان الزيتون احتفالاً بدخول السيّد المسيح إلى القدس، في بداية أسبوع الآلام (الأسبوع المقدّس).
ومنذ العام الماضي تشهد الأوضاع في الأرض المقدّسة زيادة ملحوظة في أعمال العنف، لاسيمّا في الضفة الغربيّة. كما أعرب بطاركة ورؤساء الكنائس في القدس عن تزايد أعمال العنف تجاههم، خاصة منذ تشكيل حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو القوميّة الدينيّة في بداية العام، مشيرين إلى أنّ ذلك جزءًا من تهديد أوسع لمكانتهم وحضورهم في القدس.
وكان البطريرك بيتسابالا قد صرّح للصحفيين الأسبوع الماضي "ما نراه هو أن ما نسميه الوضع الراهن، التوازن بين المجتمعات المختلفة لم يعد محترمًا. وهذا الأمر يمثّل مشكلة بالنسبة لي، فهم يعتبرون المسيحيين ضيوفًا. نحن لسنا ضيوفًا، وإنما جزء من هويّة المدينة". وأشار إلى أنّ توسّع المستوطنين حول البلدة القديمة في القدس وجبل الزيتون، يضغط بشكل متزايد على المجتمع المسيحي، موضحًا بأنّ هنالك نية لتطويق البلدة القديمة وجبل الزيتون بالمستوطنين.
وفي كلمته في ختام دورة الشعانين التقليديّة لهذا العام، أكد البطريرك بيتسابالا إلى أنّ القدس، ورغم الصراع والانقسام، والتوتّر السياسي والديني، والحيازة والإقصاء، إلا أنّها ما زالت قادرة على خلق تجربة إنسانيّة فريدة كونها تمثّل مكان لقاء، وإيمان، وصلاة، وفرح، وشركة ووحدة. وقال: "لأولئك الذين يريدون الانقسام، نرّد بالرغبة في بناء الوحدة. إلى أولئك الذين يعبرون عن الكراهيّة والازدراء، سنرّد بقوة الشفاء بالحب. لأولئك الذين يريدون إبعادنا، سنرّد باللقاء والترحيب بهم".
وأمام العديد من حوادث العنف التي شهدتها مدينة القدس مؤخرًا، حتّى ضد الكنائس والرموز المسيحيّة، شدّد غبطته على ضرورة عدم الخوف. وقال: "يجب ألا نخاف من الذين يريدون الانقسام، ومن أولئك الذين يريدون إبعادنا أو الاستيلاء على روح هذه المدينة المقدّسة. لن ينجحوا، لأن المدينة المقدّسة كانت دائمًا وستظل دائمًا بيتًا للصلاة لجميع الشعوب، ولن يتمكّن أحد من امتلاكها حصريًّا".
وجدّد بطريرك القدس للاتين التأكيد قائلاً "نحن ننتمي إلى هذه المدينة، ولا يمكن لأحد أن يفصلنا عن حبنا لها، تمامًا كما لا يمكن لأحد أن يفصلنا عن محبة المسيح". وأضاف: "لن نتخلى أبدًا عن حبنا لما تمثله هذه المدينة: إنّها مكان موت المسيح وقيامته، مكان المصالحة والمحبّة التي تُخلّص، والتي تتجاوز حدود الألم والموت. وهذه هي أيضًا رسالتنا ككنيسة مقدسيّة: أن نبني، ونتحد، ونكسر الحواجز، ونأمل مع كل رجاء، ونشهد بثقة صادقة لأسلوب حياة خالٍ من قيود، وأي شكلٍ من أشكال الخوف".
وخلص البطريرك بيتسابالا إلى القول: "في قلب المسيحيين في القدس، لا مكان للبغضاء والحقد. لا نريد أن نكره أو نحتقر. إنّ محبّة المسيح التي تمتلكنا أقوى من أي تجربة مخالفة. وهذه هي قوتنا وستظل دائمًا، وستظل هذه هي شهادتنا دائمًا، على الرغم من القيود العديدة. لذلك دعونا لا نشعر بالإحباط. دعونا لا نفقد القلب. دعونا لا نفقد الأمل. ودعونا لا نخاف، لكن دعونا ننظر بثقة ونجدد مرة أخرى التزامنا الصادق والملموس للسلام والوحدة، بثقة راسخة في قوة محبة المسيح!".