موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
عدل وسلام
نشر الأربعاء، ٩ يوليو / تموز ٢٠٢٥
آلاف الأشخاص يسيرون على خطى ناجين من الإبادة الجماعية في سريبرينيتسا

أ ف ب :

 

انطلق آلاف الأشخاص الثلاثاء في مسيرة تستمر عدّة أيام عبر غابة بوسنية كثيفة، لإحياء ذكرى مرور ثلاثة عقود على الإبادة الجماعية في سريبرينيتسا التي أودت بحياة أكثر من 8 آلاف شخص، من خلال تتبّع المسار المروّع الذي سلكه ناجون.

 

وتمتدّ المسيرة إلى سريبرينيتسا على مسافة مئة كيلومتر، انطلاقا من قرية نيزوك التي وصل إليها الناجون الأوائل بعد فرارهم من المذبحة التي ارتكبتها قوات صرب البوسنة.

 

في 11 تموز 1995، اقتحمت قوات صرب البوسنة بقيادة الجنرال راتكو ملاديتش، الملقب "جزار البلقان"، مدينة سريبرينيتسا الواقعة في شرق البوسنة عند الحدود مع صربيا، والتي تضم أكثر من 40 ألف شخص، بينهم نازحون. وأعقب الاستيلاء السريع على المدينة، في ظل نقص في الأسلحة والمقاتلين والغذاء، إعدامات جماعية لرجال وفتيان أُلقيت جثثهم في عشرات المقابر الجماعية.

 

في ذلك الوقت، كانت سريبرينتسا مُعلنة على أنّها "منطقة آمنة من قبل الأمم المتحدة". وكانت هذه العبارة تهدف إلى حماية العديد من النازحين الذين فرّوا من الحرب التي دارت بين العامين 1992 و1995.

 

الثلاثاء، قال أحد "الناجين من مسيرة الموت" لوكالة فرانس برس، إنّه يعيد رسم المسار الذي مشاه في حينها، إلى جانب نحو ستة آلاف مشارك آخرين.

 

وأضاف أمير كولاغليتش البالغ 65 عاما "بالنسبة لي، استمرّت المسيرة سبعة أيام وثماني ليالٍ". وفي ذلك الوقت، كان كولاغليتش ينتمي إلى الجيش البوسني ذي الغالبية المسلمة. وتابع "كلّنا ممّن شاركوا في تلك المسيرة كانت لدينا أمنية واحدة: النجاة والالتقاء بأفراد عائلتنا".

 

وعلى الرغم من تعرّضه لكمائن وقصف وهجمات بغازات كيميائية من قبل قوات صرب البوسنة، إلا أنّه كان من أوائل الواصلين إلى نيزوك متقدما قافلة امتدت على 11 كيلومترا، بينما قضى والده وأقارب له خلال الرحلة.

 

 

"لم نعثر على شيء من والدي"

 

الخميس، يصل المشاركون في المسيرة التي بدأت الثلاثاء إلى مركز سريبرنيتسا التذكاري في بوتوكاري حيث دُفن معظم الضحايا، لحضور مراسم تنظم في اليوم التالي.

 

وبعد عمل مضن استمر عقودا، تمّ تحديد هوية 7 آلاف من الضحايا ودفنهم، لكن ما زال هناك نحو ألف شخص في عداد المفقودين.

 

وخلال مراسم إحياء الذكرى في 11 تموز، سيُوارى سبع ضحايا حُددت هويتهم، بينها رفات شابَين كانا في التاسعة عشرة آنذاك وامرأة كانت في السابعة والستين.

 

من جانبها، قالت إلفيسا ماستيش (37 عاما) إنّها تشارك في المسيرة لفهم ما "عاناه" والدها وأفراد آخرون من عائلتها. وأضافت "عثرنا على بقايا، عظمة أو اثنتين، لمعظم أفراد العائلة، وتمّ دفنهم، ولكنّنا لم نعثر على شيء من والدي".

 

أدّت حرب البوسنة التي وقعت بين العامين 1992 و1995 بين المجموعتين الصربية والمسلمة، إلى مقتل نحو مئة ألف شخص.

 

وقضت المحكمة الجنائية الدولية ليوغوسلافيا السابقة في لاهاي بسجن رادوفان كارادجيتش وراتكو ملاديتش الزعيمين السياسيين والعسكريين لصرب البوسنة خلال حرب 1992-1995 مدى الحياة بعد إدانتهما بتهمة الإبادة الجماعية وجرائم حرب.

 

لكن ما زال قادة سياسيون في الكيان الصربي في البوسنة (جمهورية صربسكا) وفي صربيا يقللون من خطورة هذه الجرائم، رافضين وصفها بإبادة جماعية.

 

وأعرب كولاغليتش عن أمله في أن يتمكّن جيل جديد من الصرب من الاعتراف قريبا بالجريمة وطلب الصفح.

 

وقال "سنسامح، وسنحاول بناء سريبرينيتسا جديدة، مدينة سلام وتسامح واحترام متبادل".