موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر السبت، ٣١ أغسطس / آب ٢٠٢٤

هديَّة الشِفاء

بقلم :
الأخت فاتن حبايبة
الأخت فاتن حبايبه، من راهبات الورديّة المقدّسة

الأخت فاتن حبايبه، من راهبات الورديّة المقدّسة

 

عندما يَنظُر الرّب يَشفي، وعندما يَتكلّم الرّب يَشفي، عندما يَلمِس يشفي وعندما يَتحنَّن يَشفي.

 

والحنان يَنشأ بدافع المحبَّة، والمحبَّة تُعَزِّز الشفاء لأنّ روح المحبّة يُحيي.

 

والمحبَّة الكاملة التي تَفيض من قلب الله الأقدَس دائمًا مُستيقظة لمَنح الشفاء. فالعُمي يُبصرون والعُرج يمشون والخطأة يتوبون...

 

ومن يسمَح لقلبه بأن يُحِب سيفهَم كم حَرَّرتهُ المحبّة من مشاعر وأفكار أصبحَ بِغِنى عنها.

 

ومَن يسمَح للمحبّة بأن تُحرِّك حنانَهُ ستستنير بصيرَتَهُ ليرى أهميّة القِيَم، تلك القِيَم التي سيكشف الحنان عنها ذلك السِتار المُظلِم الذي كان يُغطيها.

 

ذاكَ الإنسان سيَنظُر لكنَّهُ من الآن فصاعداً سَينظُر بنظرات شافية،

 

ذاك الإنسان سَيتكلَّم لكنُهُ من الآن فصاعداً سيتكلَّم بكلمات شافية، وسيلمِس بلمسات شافية وسيُسامِح بِتسامُح شافي لأنّ قِيَمَهُ المريضة شُفيَت والمِعوجَّة صُحِّحَت والميتة أُحييَت.

 

ذاكَ الإنسان يختَبِر قول بولس الرسول: "أستطيع كُل شيء بذاك الذي يُقويني" (فيليبي 4: 13). ولا يمَل مِن الانفتاح أكثر فأكثر على صوت الله وكلمتَهُ المقدّسة الشافية.

 

ذاك الإنسان سَيعلَم أكثر من غيرِه قيمَة الفُرَص التي تجمعهُ بالأشخاص أو ما يَمُر بهِ مِن ظُروف، ليطلُب من الله أن يَفيض فيه مشاعر الحنان فهي هديّة شِفاء ثمينَه من الله يتبادلها الإنسان مع أخيه الإنسان.

 

"الربّ حنّان وصِدّيق وإلهُنا رحيم" (مزمور 116: 5). آمين