موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الجمعة، ٤ نوفمبر / تشرين الثاني ٢٠٢٢

من دولة الفاتيكان الى مملكة البحرين

د. مارسيل جوينات

د. مارسيل جوينات

د. مارسيل جوينات :

 

ها هو البابا فرنسيس رئيس دولة الفاتيكان وراس الكنيسة الكاثوليكية يلبي دعوة ملك مملكة البحرين حمد بن عيسى لزيارة مملكة البحرين. هذه المملكة التي تحتضن ما يقارب ألف من المسيحيين المواطنين والالاف من المسيحيين الوافدين من مختلف الكنائس المسيحية "الارثوذكسية والكاثوليكية والانجيلية". كما تم تشيد أكبر صرح مسيحيي في الجزيرة العربية " كنيسة سيدة العرب".

 

وتعد هذه الزيارة الثانية للبابا فرنسيس لدول الخليج، إذا كانت الزيارة الأولى الى دولة الامارات المتحدة عام 2019 وحينها تم التوقيع على وثيقة الاخوة الإنسانية بالشراكة مع شيخ الازهر احمد الطيب، وحيث كانت انطلاقه جديده نحو عالم تسوده المحبة القائمة على الاخوة.

 

تأتي زيارة البابا الى مملكة البحرين لترسيخ هذه العلاقة بين دولتين يعملان معاً، بهدف التأكيد على العلاقة الإنسانية التي تجمع اتباع الديانات وخاصة المسيحية والإسلامية.

 

تحمل مملكة البحرين التراث المسيحي، ففي عام 2019 تم اكتشاف من قبل فريق بريطاني بحريني مبنى مسيحيي في وسط مقبرة " سماهيج" أسفل بقايا أحد المساجد القديمة. وإذا دل ذلك يدل على التاريخ الذي يحتضن التراث المسيحي مع التراث الإسلامي في مملكة تحترم وتؤمن بالأخوة الإنسانية تحت مظلة الحوار.

 

واما مشاركة البابا خلال زيارته في ملتقى البحرين للحوار بين الشرق والغرب من اجل التعايش الإنساني، ما هي إلا رسالة ان الانسان أينما وجد على سطح هذه الأرض بدون حوار دائم وحوار حقيقي مبني على المحبة والود والنابع من الاخوة الإنسانية ينقصه الكثير من السلام الداخلي الحقيقي وينقصه الرضى الذاتي.

 

وعليه ان لا يغيب عن اذهاننا، قد تكون هذه الزيارة هي بداية الطريق لإزالة التوترات الموجودة بين السنة والذين يشكلون الثلث من سكان البحرين والشيعة الذين هم اغلبية السكان، وذلك بدعوة البابا بالنظر الى الآخر بأنه اخ واخت.

 

وهذه الزيارة التاريخية هي نداء الى احداث التغيير في بعض دول المنطقة، والعمل على منظومة التضامن الإنساني في مختلف المجالات التي تخدم المواطنين والمصلحة العامة، وتسليط الضوء على العديد من القضايا ومنها حقوق الانسان، والتغير المناخي، والفساد، والحروب والأزمات والتوترات التي نعاني منها، والتي اثرت على دول وشعوب المنطقة ان كان بشكل مباشر او غير مباشر.

 

وها نحن ننتظر نتائج وخلاصات هذه الزيارة التاريخية لمملكة البحرين والتي نعتز بها ونفتخر انها من الدول التي تتطلع الى مستقبل أفضل يملأه الوئام والمحبة في ظل كل الازمات الإقليمية والعالمية، وأنها لا خطوه سوف تقودنا الى عالم أفضل.